دعا فضيلة الداعية الدكتور علي محيي الدين القره داغي -الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- إلى فتح الأبواب أمام أهل قطر والمقيمين فيها لأداء العمرة خلال شهر رمضان المبارك.وأكد فضيلته -في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة في فريج كليب- على ضرورة فك الحصار الجائر على دولة قطر، وإلغاء منع الراغبين من أهلها والمقيمين فيها من أداء هذه المناسك، لافتاً إلى أن هذا المنع لا يجوز. وحذر من الإسراف في الإنفاق الزائد عن الحاجة، مؤكداً أن الله تعالى نهى عن الإسراف بكل أشكاله وألوانه، كما دعا إلى البذل والكرم، منوهاً بوجود 600 مليون نسمة تحت مستوى خط الفقر في عالمنا الإسلامي، وقال: «إننا مسؤولون عنهم أمام الله تعالى، وسوف يحاسبنا على تفريطنا وتقصيرنا نحوهم». وشدد فضيلته على أهمية أن نستعد لشهر الجود والإحسان بمزيد من الصدقات والزكوات والخيرات، وأن نتسابق في الخيرات، فإن الله تعالى لما تحدث عن أهل الفردوس الأعلى وصفهم بصفة عظيمة جداً، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ}. وقال إن واجب المؤمن أن يجعل شعاره في هذا الشهر: «يا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أدبر»، حتى يحقق الغاية الأولى من صيامه وهي التقوى، بجانب الإحساس بالفقراء والمساكين، وعدم الإسراف، لافتاً إلى وجود دراسات عديدة حول الإسراف، وما يسرفه المسلمون فوق حاجاتهم، وبخاصة أهل الخليج. وأوضح فضيلته أن إحدى هذه الدراسات انتهت إلى أنه لو جمعنا الأموال التي تهدر في شهر رمضان في العزائم والولائم، وخصصناها للفقراء لسدت حاجة 50 % من فقراء المسلمين لمدة 6 أشهر. وأضاف فضيلته أن إكرام الضيف لا يعني التجاوز والإسراف، ولكن يقتضي يرتيب الأمر بحيث يدفع ما زاد عن الحاجة إلى العمال والفقراء والمساكين. وقال إن التوبة الخالصة لله رب العالمين، من أسس صيام رمضان، والتوبة ليست مجرد كلمة، وإنما الإقلاع عن الذنب، والندم على فعل المعصية، أو التقصير، والعزم على عدم العودة إلى الذنب أبداً. وشدد القره داغي على ضرورة أنه إذا تحققت هذه الأمور الأساسية في صوم رمضان كان صومنا عبادة، فيها خوف وخشية من الله تعالى، تحقق لنا وعد الله تعالى ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم من الرحمة والمغفرة والعتق من النار.;
مشاركة :