ضرورة تطوير برامج الشباب - عبدالله مغرم

  • 11/30/2014
  • 00:00
  • 58
  • 0
  • 0
news-picture

في الأسبوع الماضي وأثناء زيارتي لكورنيش مدينة ملبورن بجنوب أستراليا والذي وصلت إليه مصادفة أثناء تجولي في المدينة وجدت مبنى يحمل تصميمه من الخارج طابعا ثقافيا ذا بعد ترفيهي، تقدمت خطوات لدخوله واتضح أنه لم يكن موقعا للترفيه فحسب بل كان مكتبة عامة تشتمل على عدد كبير من الأنشطة، فهي تحوي مواقع مخصصة للترفيه الرياضي مزودة بطاولات للتنس، وفي جانب آخر أنشطة تعليمية وتثقيفية مخصصة للطفل يليها في الطابق الأرضي رف مخصص لإعارة الأجهزة الذكية للقراءة والتصفح ومن ثم مقهى، بينما يحوي الطابق الثاني استديوها للبث الإعلامي وموقعا آخر لعرض أعمال فنية التقطت بعدسات المبدعين تعكس ما تحمله المدينة من مواقع جميلة، فضلا عن توفير خدمات مختلفة للباحثين والقراء مع إطلالة على البحر ليتسنى لزوار المكتبة القيام بكل ما يريدون الاطلاع عليه من أعمال مترجمين، وكذلك رؤية المكتبة من خلال (اقرأ، تعلم، تواصل، أبدِع)، وهو ما يحفز مختلف أفراد الأسرة على زيارة المكتبات العامة بشكل مستمر، وتعزيز علاقتها مع المجتمع، وبالطبع قضاء وقت جميل إذ إنها مرفأ ثقافي ترفيهي إبداعي وجزء مهم من مكونات الوعي يتم تعزيز جاذبيتها بشكل مستمر لتحقق بيئة تفاعلية جاذبة مع الكتاب والعلم والمعرفة. أكتب هذا المقال تعقيبا وتأييدا لتوصيات مجلس الشورى والذي تناولت مناقشة أعضائه تقرير الرئاسة العامة لرعاية الشباب وما تضمنته آراء ومقترحات أعضاء المجلس حول ضرورة تطوير واقع الرياضة وبرامج الشباب لتكون مساندة لنموهم الفكري والإبداعي. في المملكة لدينا عدد من التجارب الناجحة وربما منها تجربة ملتقى شباب مكة الذي نجح في احتضان إبداعات الشباب وسبق أن شاهدت مقدار التفاعل والتأثير الإيجابي الذي يحققه على الشباب وإخلاص الشباب في تنفيذ برامجه لاسيما وأن برامجه متنوعة وشاملة، ولكننا نطمح إلى برامج وطنية أو أسابيع ثقافية واجتماعية ورياضية ومعرفية وإبداعية يتم تصميمها وتنفيذها من قبلهم حتى تلبي تطلعاتهم، فوعي الشباب مفتوح عبر شبكات التواصل الاجتماعي ولا بد من توظيف تواجدهم هناك لتحقيق أهداف وطنية، ومن ناحية أخرى الاستفادة من وعي الشباب الذين استثمرت الدولة بابتعاثهم وبخاصة للدول التي تحمل طابعا تنمويا مختلفا ككوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة وماليزيا لتطوير برامج موجهة للشباب تساندهم في تلبية طموحاتهم وتعزز من إنتاجيتهم وإبداعهم فضلا عن تعزيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة الثقافة والإعلام لإنتاج برامج ترتقي لتطلعات الشباب وفي نفس الوقت تخصيص أنشطة كافية للشباب في مختلف المحافل والفعاليات ابتداء بمعرض الرياض الدولي للكتاب والمكتبات العامة ومرورا بالأندية الرياضية وانتهاء ببرامج تستهدفهم عبر وسائل الإعلام التقليدي والجديد. لدى الشباب ما يقولونه، ولدى المجتمع والوطن رسائل مهمة لا بد أن تصل لهم ولا بديل عن الحوار والتفاعل معهم لحمايتهم وتعزيز العائد الوطني من وجود شرائح واسعة منهم في المجتمع.

مشاركة :