تطوير أدوات مكافحة الإرهاب والكراهية - عبدالله مغرم

  • 8/10/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر نشطت بشكل كبير صناعة الأفلام على مستوى العالم وتحديداً في الولايات المتحدة لتعريف العالم بحجم الكارثة التي وقعت وللتأثير على الرأي العام العالمي ولكونه الحدث الأبرز وسيحقق مداخيل مالية، فأنتج منذ العام 2002 أكثر من 45 فيلما وحقق بعض تلك الأفلام جوائز عالمية لجودة إنتاجه ومنها فيلم 11 "09"01 ، والذي ساهم في إخراجه 11 مخرجاً من 11 دولة أعطى كل منهم بعدh مختلفh لنيويورك والحدث القاتم الذي حصل فضلا عن أن كل منتج أنتج الفيلم لمدة 11 دقيقة وتسع ثوان وبإطار واحد لتكون طريقة إنتاج الفيلم مطابقة لتاريخ المأساة باللغة الإنجليزية 11 سبتمبر 2001 ، وعرض الفيلم بلغات مختلفة وبأسماء متنوعة تبعاً للغة التي يعرض بها، وحقق الفيلم عددا من الجوائز ومنها جائزة فينيسيا للأفلام وجائزة اليونسكو وغيرهما، وفي المقابل حققت بعض الأفلام التي تناولت الحدث مداخيل مالية عالية مقارنة بتكاليف إنتاجها ومنها فيلم مبنى التجارة العالمية والذي كانت تكلفة إنتاجه 96 مليون دولار وبلغت المداخيل المالية من عرضه في دور العرض 162 مليون دولار تقريباً، وفيلم يونايتد 93 والذي حقق مداخيل مالية تقدر ب 76 مليون دولار بالرغم من أن تكلفة إنتاجه 15 مليون دولار، وهو ما يوضح أهمية مثل هذه الصناعة وحجم التأثير التي تحققه. على مستوى العالم يوجد أكثر من 4000 مهرجان متخص للأفلام وأكثر من 100 مهرجان للفيلم القصير، ويحقق قطاع إنتاج الأفلام أكثر من 500 مليار دولار سنوياً وهو ما يطرح سؤالا عالي الأهمية حول أهمية مثل هذه الصناعة بالنسبة لنا؟ علينا اليوم أن نتحدث بمزيد من الوضوح والشفافية وهو أن التأثير الاجتماعي الذي يمكن أن تحققه صناعة الأفلام على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي أعلى بكثير مما يمكن أن يحققه إنتاج مؤلفات أو عقد مؤتمرات أو التأثير عبر وسائل الإعلام وبالتالي فربما أنجح الخيارات هو الاستثمار في شركات إنتاج عالمية لإنتاج أفلام عالمية عالية المستوى تحقق أهدافنا على المستوى الوطني وكذلك العربي والعالمي من خلال إنتاج أفلام استشرافية تتناول واقع الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط ومستقبل العالم في حال تمدد الإرهاب، وخطر خطاب الكراهية الذي يزداد تجذراً في المنطقة لتعطي مثل هذه الأفلام أبعادا جديدة في التعاطي مع الأزمة والتأثير على مستوى الرأي العام العالمي، ومن ناحية أخرى من المهم تطوير صناعة الفيلم السعودي وطنياً ليساهم في رفع الوعي بواقع الإرهاب وضرورة تخفيف حدة خطاب الكراهية وأثر تجنيد الجماعات الإرهابية للشباب، وبالطبع سيساهم ذلك في سد فجوة الإنتاج اليوم من الفيلم القصير والتي تزدهر عبر شبكات التواصل الاجتماعي وموقع اليوتيوب إما بواقع كوميدي أو سلبي تنشره بعض الجماعات المتطرفة، كل ذلك يتطلب بالضرورة البدء بشكل عاجل في مثل هذه المشاريع وفي نفس الوقت تعزيز البنية التحتية لتطوير مثل هذه الصناعة أكاديمياً ومؤسسياً ودعم المنتجين الشباب الذي ينتجون بجهود فردية للمشاركة في العديد من المهرجانات الإقليمية وكذلك منتجي اليويتوب الذين يحظون بمتابعة عالية.

مشاركة :