الدوحة (مواقع إخبارية) تجاهلت قطر التحذيرات حول ضرورة الابتعاد عن إيران، واندفعت أكثر إلى أحضانها عبر فتح أبوابها أمام أول اجتماع للجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين بعد انقطاع دام 13 عاما، ما يؤكد توافقهما في الأجندة القائمة على زعزعة أمن المنطقة عبر الميليشيات الطائفية. وتحولت الدوحة أمس إلى ساحة ترحيب بالوفود الإيرانية، مع استضافتها لوفد يضم 70 من الخبراء ورجال الأعمال من القطاعات الخاصة والعامة الإيرانية برئاسة مساعد وزير الصناعة والمناجم والتجارة، محمد رضا فياض، وذلك وفقا لوكالة «إرنا» الإيرانية التي كشفت أن هناك 5 لجان تعقد اجتماعات تخصصية على مدى يومين تتناول خلالها مختلف القضايا المتعلقة بالتجارة والمناجم والجمارك والنفط والبتروكيماويات والصادرات والشؤون المصرفية. وأكد فياض على ذلك بقوله: «إن التعاون الوثيق بين إيران وقطر أخذ منحى جديداً ويتحرك نحو تعزيز العلاقات»، موضحاً أن حجم التبادل التجاري مع قطر ضئيل جداً، وأضاف «ليس هناك عقبة جادة تعترض تعزيز العلاقات بين البلدين». وقالت الوكالة أيضاً إن الاجتماع للجنة الاقتصادية بين إيران وقطر بدأ على مستوى الخبراء ويستمر اليوم على المستوي الوزاري. ولجأت الدوحة لفتح أسواقها للتجارة مع طهران، بعد تأثر اقتصادها بشكل كبير جراء المقاطعة من كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وقالت وكالة «فيتش» الائتمانية في تقرير لها صدر مطلع شهر مايو الجاري إن المقاطعة العربية التي بدأت في يونيو الماضي تسببت بشكل رئيس في أزمة السيولة التي تعاني منها البنوك القطرية، مشيرا إلى أن ودائع خليجية نزحت من بنوك قطر، فيما تحاول الدوحة عبر الحكومة والبنك المركزي استبدالها بودائع من قنوات أخرى. وقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين قطر وإيران خلال العام الماضي 250 مليون دولار. وأدى هبوط السيولة في قطر لصعود نسبة القروض المتعثرة في القطاع المصرفي بسبب بيئة العمل التي تشهد تحديات عدة؛ بحسب تقرير وكالة «فيتش» الذي لفت إلى الضخ الكبير للودائع الحكومية في القطاع المصرفي القطري، خلال شهور المقاطعة. من جهته، قال تقرير نشر في صحيفة «لوبينيوني ديلا ليبيرتا» الإيطالية إنّ محاولة إيران، بالتعاون مع قطر، في زعزعة العالم العربي توشك على النهاية. وأضاف أنّ تمويل وتسليح الميليشيات الحوثية في اليمن والذي يهدف إلى الإطاحة بالحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي بلا فاعلية بطريقة متزايدة. ويعود ذلك إلى الانقسامات الداخلية التي تعصف بالميليشيات إضافة إلى الهجمات المضادة التي تشنها قوات التحالف العربي.
مشاركة :