العبادي والصدر يتصدران «الأولية» ويهزمان المالكي و«الحشد»

  • 5/14/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سرمد الطويل، باسل الخطيب، وكالات (عواصم) أظهرت نتائج أولية غير رسمية للانتخابات البرلمانية في العراق، تقدم قائمة «النصر» بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي، تليها «سائرون» التي يتزعمها رجل الدين الشاب مقتدى الصدر المتحالف مع الحزب الشيوعي وجماعات أخرى، خاصة في المحافظات الجنوبية، في أحدث إشارة على هزيمة «ائتلاف دولة القانون» برئاسة نوري المالكي، وقائمة «الفتح» التابعة لميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفي. وأفادت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة التصويت بلغت 44.52% من إجمالي المشمولين بالاقتراع وعددهم 24 مليون شخص ومن ضمنهم العراقيون بالخارج، بينما بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع العام 42.05%، وشارك 900 مراقب دولي إضافة إلى 50 ألف مراقب محلي بينهم 3000 محام. ووسط تشكيك واسع في نزاهة وشفافية الاقتراع، ومطالبات بإعادة فرز وعد عشرات المراكز الانتخابية «يدوياً» ودعوات لإلغاء النتيجة، توقعت المفوضية إعلان النتيجة النهاية اليوم، قالت منظمة «تموز» للتنمية الاجتماعية التي شاركت على نطاق واسع في مراقبة الاقتراع، أن نسبة الإقبال لم تتعد 40%، مؤكدة أنها رصدت أكثر من 1000 حالة خرق وملاحظات. وكشفت نتائج فرز الأصوات في الانتخابات العراقية، عزوفاً «غير مسبوق» عن المشاركة من قبل المقترعين، إذ كانت النسبة الأقل في 13 عاماً، فيما اعتبرها محللون رفضاً شعبياً للطبقة السياسية الحاكمة. وقالت المفوضية العليا للانتخابات أمس، إن نسبة التصويت بلغت 44.52% بعد فرز 92 من الأصوات، وهو رقم يقل كثيراً عن الانتخابات السابقة التي بلغت نسبة التصويت فيها 60% على الأقل. وقال رياض البدران رئيس الدائرة الانتخابية في مفوضية الانتخابات في مؤتمر ‏‏صحفي: «المجموع الكلي للمصوتين بلغ 10 ملايين و840 ألفاً و‏‏989 مصوتاً، منهم 9 ملايين و952 ألفا و264 مصوتاً في ‏التصويت العام، و709 آلاف و‏‏396 مصوتاً في التصويت الخاص».‏ وأضاف أن عدد المقترعين في الخارج بلغ 179 ألفاً و329 مقترعاً، ‏وبذلك تشكل نسبة المصوتين في العراق 44.52%. ونقلت «رويترز» عن مصدر في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومسؤول أمني، تأكيدهما أمس أن قائمة «النصر» التي يقودها العبادي متقدمة على ما يبدو في الانتخابات البرلمانية تليها قائمة «سائرون» التي يتزعمها مقتدى الصدر، وذلك استناداً إلى نتائج أولية غير رسمية. كما أفادت التسريبات أن قائمة «الفتح» بقيادة هادي العامري زعيم ميليشيات «الحشد الشعبي» حلت ثالثة، ثم في المرتبة الرابعة قائمة «ائتلاف دولة القانون» للمالكي، علماً أن الجماعتين متحالفتين مع إيران. وأشارت نتائج أولية غير رسمية في المحافظات الجنوبية، إلى أن قائمة الصدر، الذي قاد مواجهات عنيفة ضد القوات الأميركية في الفترة من 2003 إلى 2011، تحقق أداء قوياً. وشكل الصدر تحالفاً غير معتاد مع شيوعيين ومستقلين يناصرون العلمانية وانضموا لاحتجاجات نظمها عام 2016 للضغط على الحكومة في سبيل القضاء على الفساد. غير أن تحالف «سائرون» الذي يرعاه الصدر، أعلن مساء أمس، أن النتائج الأولية لفرز الأصوات تشير إلى إحرازه تقدماً على تحالف «النصر» الذي يتزعمه رئيس وزراء الحالي. وأعرب تحالف «سائرون» عن استعداده للتعامل مع كافة القوى السياسية خلال المرحلة المقبلة. وفيما تصاعدت الاعتراضات والغموض بشأن عمليات الاقتراع ونتائجه، استجابت مفوضية الانتخابات للقوائم التي طالبت بالفرز اليدوي. وأفاد مصدر خاص في المفوضية أمس، بأن الأخيرة قررت استخدام آلية العد والفرز اليدوي في عشرات المحطات الانتخابية بالعاصمة بغداد. وأضاف أن ذلك جاء بعد تقدم عدد من القوائم بشكوى للمفوضية من وجود حالات تزوير وعطل في أجهزة التصويت الإلكترونية أثناء عملية الانتخابات أمس الأول. وذكر المصدر أن 6 قوائم انتخابية كبيرة تقدمت بطلب رسمي لإعادة العد والفرز اليدوي في عدد من المراكز الانتخابية، والقوائم هي «ائتلاف دولة القانون» برئاسة المالكي، وتحالف «الفتح» التابع لميليشيات «الحشد»، و«ائتلاف الوطنية» برئاسة اياد علاوي، و«القرار» برئاسة أسامة النجيفي، و«كتلة الإرادة» برئاسة حنان الفتلاوي، و«تحالف بغداد» برئاسة محمود المشهداني. وأوضح المصدر أن هذا الطلب جاء في ضوء النتائج الأولية التي ظهرت خلال الساعات الماضية. وفي كردستان، تصاعدت حدة الصراع في البيت الكردي بين الأحزاب المتنافسة، وتتبادل الاتهامات بشأن تزوير نتائج الانتخابات، حيث كشف عضو «حركة التغيير» عدنان عثمان، عن رفض كتلته نتائج الانتخابات، معتبرين أنها غبن بحق جماهير التغيير. وأضطرت المفوضية لإرسال لجان تحقيق إلى محافظتي السليمانية وكركوك للتحقيق في الأحداث الانتخابية والاعتراضات الحزبية وكذلك لفحص النظام الإلكتروني الخاص بصناديق الانتخابات ومطابقتها، لتقرر بعد ذلك الذهاب من عدمه للعد والفرز اليدوي في بعض المراكز الانتخابية. ودعا ائتلاف الوطنية، بقيادة علاوي، إلى إعادة الانتخابات مع إبقاء الحكومة الحالية لتصريف الأعمال، لحين توفير الظروف الملائمة لإجراء انتخابات تعبر عن تطلعات الشعب العراقي. لكن الصدر دعا عبر تغريدة في موقع تويتر أمس، الكتل السياسية بالابتعاد عن التصعيد وعدم التدخل في عمل المفوضية، لإتاحة الفرصة أمامها بأن تكمل إعلان النتائج بكل نزاهة وشفافية. كما طالب مفوضية الانتخابات بأن تسرع في إعلان نتائج الانتخابات تجنباً للضغوط السياسية، وعلى الجميع الإذعان أو الطعن عن طريق القانون والسبل الرسمية.

مشاركة :