استنكرت المجموعة الدولية -وفي مقدمها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا، أمس الاثنين- نقل السفارة الأميركية إلى القدس، الذي سبق أن رفضته 128 دولة من أصل الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة. وأعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: «نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قبل اتفاق نهائي حول وضع المدينة المقدسة». وأضافت أن «السفارة البريطانية في إسرائيل مقرها في تل أبيب، ولا نعتزم نقلها». ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، جميع الأطراف إلى تجنب تصعيد جديد. وقال: «من الضروري إعادة تهيئة الظروف اللازمة بحثاً عن حل سياسي في سياق إقليمي تطبعه فعلاً توترات شديدة». وشدد على «واجب حماية المدنيين، لا سيما القصر، وحق الفلسطينيين في التظاهر السلمي». ومن جانبه، قال ديمتري بيسكوف -الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتن-: « نعم، نقل السفارة الأميركية يثر مخاوف روسيا من تفاقم الوضع في المنطقة». وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن أن الولايات المتحدة خسرت «دور الوسيط» في الشرق الأوسط بعد قرارها نقل سفارتها في إسرائيل، من تل أبيب إلى القدس. وقال: «نرفض هذا القرار، الذي ينتهك القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة اختارت باتخاذها هذا القرار أن تكون طرفاً في النزاع، وبالتالي، تخسر دور الوسيط في عملية السلام» في الشرق الأوسط. وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن الإدارة الأميركية تتصرف بـ «عدم نضج»، وتنتهج «أسلوب المغامرة»، تعليقاً على قرارها نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. وقال لاريجاني -خلال اجتماع «اللجنة الدائمة لفلسطين» في طهران- إن «الإدارة الأميركية تواجه أزمة اتخاذ قرارات استراتيجية، وتتعاطى مع المسرح الدولي بعدم نضج، وبأسلوب المغامرة». واعتبرت الحكومة الأردنية أن افتتاح السفارة الأميركية في القدس يشكل «خرقاً واضحاً» لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة أنه «إجراء أحادي باطل، لا أثر قانونياً له، ويدينه الأردن». من جهته، أكد مفتي الجمهورية المصرية شوقي علام -في بيان- أن تدشين السفارة الأميركية «هو استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض». وجدد العاهل المغربي -الذي يرأس لجنة القدس، التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي- رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها إليها.;
مشاركة :