رئيس أجهزة الاستخبارات الألمانية يشير الى نظيره البريطاني (أ ف ب) اتهم أندرو باركر، رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني (أم آي 5)، روسيا بمحاولة تقويض الديموقراطيات في الغرب، من خلال نشرها معلومات مضلّلة وأكاذيب، كما حذّر من إعداد تنظيم «داعش» لهجمات أخرى في أوروبا. وأكد هانز جورج ماسين، رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألماني (بي أف في)، وقوف موسكو وراء هجمات إلكترونية نفذتها مجموعة قرصنة روسية تُعرف باسم «أي بي تي- 28». واعتبر أن الهجمات تستهدف سرقة بيانات حساسة يمكن استخدامها في حملات استخباراتية مستقبلية، كما حدث مع تسريب رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديموقراطية الأميركية، خلال انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة عام 2016. كما أبدى قلقاً من احتمال تمويل جماعات متطرفة، تستهدف ضرب المجتمعات الأوروبية وتقسيمها، داعياً إلى زيادة الوعي في شأن الهجمات الهجينة. أما باركر فلفت إلى أن روسيا «تخاطر بأن تصبح أكثر عزلة، بدلا أن تكون دولة عظيمة تحظى باحترام». وأضاف في أول كلمة علنية خارج بريطانيا يلقيها رئيس لجهاز «أم آي 5» خلال وجوده في الخدمة، متحدثاّ خلال مؤتمر نظمه جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني، أن «المذهب الذي تمرست فيه الدولة الروسية، ويقوم على مزج التلاعب الإعلامي والتضليل والتحريف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى وسائل قديمة وجديدة للتجسس، وهجمات إلكترونية على مستويات عالية، والبلطجة بالقوة العسكرية، والبلطجة الإجرامية، وهذا ما يُطلق عليه مصطلح التهديدات الهجينة». وشدد على الحاجة إلى «تسليط الضوء على الأكاذيب وأنصاف الحقائق والتعتيم الذي يتدفق من ماكينة الدعاية الروسية». واعتبر أن التعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي أساسي للتصدي لتهديدات يمثلها المتشددون الإسلاميون وروسيا، وزاد: «يجب ألا نخاطر بخسارة القدرات المشتركة، أو بإضعاف الجهد الجماعي في أوروبا. ندين بذاك لجميع مواطنينا في أوروبا». وأشار إلى أن على لندن والاتحاد إقامة شراكة أمنية وثيقة، بعد خروج بريطانيا من التكتل، من أجل إحباط هجمات يشنّها تنظيم «داعش» ومواجهة محاولات روسية «خبيثة» لتقويض الديموقراطيات في الغرب، محذّراً من أن التنظيم يخطط لشنّ «هجمات مدمرة وأكثر تطوراً» في أوروبا»، ومشيداً بـ «تعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية، لا يمكن مقارنته بما كان عليه قبل 5 سنوات». ودان رئيس جهاز «أم آي 5» هجوماً بغاز الأعصاب استهدف العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته يوليا، في آذار (مارس) الماضي في بريطانيا، معتبراً أنه كان «نشاطاً خبيثاً متعمداً وموجهاً» على أراضي بلاده، ويشكل دليلاً على اتباع روسيا أجندة خاصة بها، من خلال «نشاطات عدوانية وخبيثة»، ما يجعلها تخاطر في أن تكون دولة «مارقة أكثر عزلة». وأشاد بالتضامن الدولي مع بلاده، خصوصاً موافقة 18 من 28 دولة أوروبية على دعم طرد بريطانيا عشرات من الديبلوماسيين الروس من أراضيها.
مشاركة :