دبي - أكد خبراء تعليم مجتمعون في الإمارات، مؤخرا، أنه لا بد من إعادة توجيه فكر الطلاب نحو وظائف مستقبلية جديدة تكون مغايرة للوظائف الحالية، وذلك نتيجة لما تفرضه العديد من التحديات على مستقبل الأجيال القادمة ومنها الذكاء الاصطناعي والأتمتة وغيرهما من الوسائل التكنولوجية المتطورة. وقال كريم الصغير، رئيس جامعة عجمان الإماراتية، إن تزايد أعداد الطلاب في المستقبل يفرض على الجميع دراسة مستقبل سوق العمل وضرورة تماشي مخرجات التعليم الجامعي معه، وكيفية تحضير الطلاب لوظائف لا يمكن تصور وجودها مستقبلا. وجاء ذلك خلال قمة احتضنتها جامعة عجمان حملت عنوان “إعادة التفكير” بالتعاون مع منظمة “QS Intelligence Unit” لتصنيف مؤسسات التعليم العالي لبحث سبل تأهيل وإعداد الطلاب للوظائف المستقبلية وسوق العمل. وشهدت القمة التي عقدت بدبي مشاركة العديد من المسؤولين وقادة المؤسسات الحكومية والجامعات المحلية والإقليمية ورؤساء الجامعات والمتخصصين. وركزت القمة على فتح آفاق الحوار بين قطاعات التعليم وقطاعات أخرى من أجل إيجاد منهج متكامل يضمن مستقبل الخريجين، حيث بحثت جلسات هذه القمة عددا من المواضيع الهامة أبرزها تغير رسالة الجامعات ومهماتها مقارنة بالعقود الماضية، إلى جانب التركيز على جاهزية الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لإعداد جيل واعد لسوق العمل المستقبلي السريع والمتطور. وأكد الصغير على أهمية هذه القمة التي جاءت “في وقت نعاصر فيه الثورة الصناعية الرابعة التي تشهد تغيرات متسارعة تندمج فيها العوامل المادية والرقمية بما يؤدي إلى تحول وتغير في أنظمة الإنتاج والإدارة والحوكمة ويفتح المجال أمام فرص جديدة لتغيير أساليب التوظيف”. وأشار إلى أنه في ظل هذه التغيرات المتسارعة، فإن طبيعة الوظائف ستتغير حتما، وقدم الصغير مثالا لدراسات أُجريت في هذا الصدد أعدها معهد “ماكينزي” العالمي توقعت زوال نحو 800 مليون وظيفة حول العالم بسبب الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي يُتوقع فيه أن يحافظ المهنيون على وظائفهم، كما ستحافظ الشهادات العليا ودرجة الباكالوريا على مكانتها في تشكيل المستقبل المهني، كونها المساهم الأساسي في الحصول على الوظيفة في سوق العمل المستقبلي. View image on Twitter View image on Twitter Cameron Mirza @cmirza1 @k_seghir at the opening of #rethinktanksummit. So refreshing to see the involvement of students at such as event. The voice of the student is the most powerful @AjmanUniversity 9:17 AM - May 7, 2018 2 See Cameron Mirza"s other Tweets Twitter Ads info and privacy وبحث الخبراء خلال المنتدى مدى قدرة الجامعات والمؤسسات الأكاديمية وجاهزيتها لمواجهة عصر الذكاء الاصطناعي، حيث أجمعوا على ضرورة دمج ذلك مع التفكير الناقد والتصميم الإبداعي في مختلف المناهج على مستوى قطاع التعليم، إضافة إلى تشجيع الجامعات وقادة الصناعات على تجديد نماذج التوظيف الخاصة بهم والتوجه نحو منهج أكثر شمولية لمواجهة التغيرات المتسارعة. ولفت محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات في حي دبي للتصميم، إلى ضرورة قيام مؤسسات التعليم بتوجيه الطلاب نحو التفكير المبتكر وتعزيز الإبداع لما يشهده العصر الراهن من ثورات تكنولوجية باتت تشكل ضرورة ملحة لتطوير البرامج الأكاديمية بما يتناسب مع التخصصات الدراسية المختلفة. وتقود الإمارات منذ سنوات ثورة لدعم مؤسساتها التعليمية وتجهيزها بما يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي، فيما ينصب الاهتمام الأكبر على توفير كل مستلزمات الطلاب ليكونوا مواكبين لهذا التطور، ما مكن العديد من الجامعات من تحقيق تقدم هام في التصنيفات. وحققت جامعة الإمارات العربية المتحدة إنجازا جديدا من خلال ارتقائها سبعة مراكز وفق “تصنيف التايمز للتعليم العالي” لعام 2018 المعني بجامعات الدول ذات الاقتصادات الناشئة لتحتل المركز الـ50 في التصنيف العالمي. وأكد محمد البيلي رئيس جامعة الإمارات على أهمية هذا الإنجاز للجامعة التي تعد الجامعة الوطنية الأم، والذي جاء ثمرة اهتمام الدولة بتطوير مؤسساتها التعليمية وحرصها على ضمان المنافسة العالمية. وقال البيلي إن “تحقيق جامعة الإمارات هذا الإنجاز يعد مؤشرا على تطور البحث العلمي وريادة الأعمال، وهذا الارتقاء في التصنيف يضمن لها مستقبلا لتكون من ضمن أفضل الجامعات الدولية المصنفة”. وتعد جامعة الإمارات من أفضل 378 جامعة موزعة على 42 دولة شملها “تصنيف التايمز للتعليم العالي للدول ذات الاقتصادات الناشئة”.
مشاركة :