عبدالله المحيلان حمل همّه الإنساني ورحل بصمت

  • 5/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حافظ الشمري وأحمد ناصر | ودعت الأوساط الإعلامية والصحافية اسما مهما من أسماء الإعلاميين الذين كانت لهم صولة مهمة وجولة رائدة في عالم الإعلام الساحر، عبدالله المحيلان اسم لا ينساه الإعلاميون سواء في الصحافة أو التلفزيون والإذاعة، فهو كما يسميه زملاؤه في العمل الإعلامي «عراب العلاقة بين الصحافة والتلفزيون» لأنه أول من بنى جسرا بين هذين الجهازين المهمين. عمل المحيلان في الإخراج السينمائي للأفلام الوثائقية، أبرزها فيلم «أرتريا وطني»، كما قدم أفلاما قصيرة أخرى منها «السقوط»، «في الحب والحياة» وغيرها، وعرف المحيلان بموهبته في فن التصوير الفوتوغرافي وله العديد من الأعمال التي تبرز رؤيته في الفن والحياة والإنسان. وكان الراحل في كل أعماله الفنية يحمل القلق الإنساني. رحلة مبدع في أوائل السبعينات قدم برنامج «أقوال الصحف» وهو أول برنامج خليجي يعرض على الشاشة يسلط الضوء فيه على ما تنشره الصحف كل يوم، وكان برنامجا يوميا له متابعون مشاهدون كثيرون، وحقق نجاحا كبيرا في ذلك الوقت، وكان من إعداده وإخراج المخرج بدر بورسلي الشاعر المعروف، وشكل الثنائي في ذلك الوقت فريقا ناجحا في هذا البرنامج. ويقول الإعلامي حافظ عبدالرزاق إن المحيلان دشن العلاقة بين الصحف والتلفزيون، وكانت العلاقة مهمة جدا، بنت جسرا كبيرا بين السلطتين الإعلاميتين، وأثنى على تقديم المحيلان في ذلك الوقت وتمنى لو أن الجيل الحالي يستفيد من الفقيد الراحل بأسلوب العمل الإعلامي الفريد من نوعه، وقال عبدالرزاق: بعد سنتين تقريبا، إذا لم تخني الذاكرة، قدم برنامجا مهما أيضا وهو «للمشاهد مع التحية» وكان يتابع فيه كل السلبيات في المجتمع ويسلط الضوء عليها بأسلوبه الساخر الجميل، وكان من إعداده وتقديمه وإخراجه.. كان رحمه الله طاقة إعلامية فريدة من نوعها، يقل نظيرها في الوسط الإعلامي قديما وحديثا. بدأ المحيلان حياته مصورا فوتوغرافيا، وأقام العديد من المعارض الفنية الفوتوغرافية في القاهرة حينما كان يدرس هناك، ومن التصوير الفوتوغرافي تعلم فن التركيز على نقطة معينة أو قضية محددة، وينقلها إلى المشاهد بكل حيادية، وقال عبدالرزاق تعليقا على هذا الموضوع: استفاد الراحل كثيرا من موهبته في التصوير الفوتوغرافي، وكان موهوبا فيه ونقل هذا الفن إلى برامجه التي قدمها على الشاشة أو خلف المايكروفون، ومع قلة عدد برامجه.. إلا أنها كانت جميعها محطات مهمة في مسيرة إعلامنا الكويتي والخليجي على السواء. بصماته ستظل راسخة عبر عدد من الاعلاميين عن حزنهم لرحيل المحيلان، ووصفوه بأنه آخر جيل رواد الاعلام الكويتي الذين تركوا بصمة راسخة محليا وخليجيا وعربيا. وقال الإعلامي علي الريس انه لايزال يتذكر الحوار الذي اخرجه خلال برنامج «استوديو 300»، واستضاف فيه الراحل في التسعينات، لافتا الى ان ذلك الحوار كان تحديا لان الراحل كان يعاني ظروفا صحية. ولفت الريس الى ان المرحوم المحيلان أعطاه في هذا اللقاء مواد برامجية أرشيفية كانت مفقودة نتيجة الغزو العراقي، وكانت من الحوارات التي يعتز بها كمخرج، مبينا ان المحيلان شخصية إعلامية ذكية تركت اثرا بالغا في الاعلام الكويتي خصوصا في العمل الاذاعي. وعبر الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. بدر الدويش عن بالغ الحزن في رحيل الإعلامي القدير عبدالله المحيلان، مستذكرا مسيرته وبصماته الإعلامية المتميزة في الاعلام الكويتي عبر إذاعة وتلفزيون الكويت. واستحضر الدويش الاعمال البرامجية والاذاعية التي قدمها الراحل، ومن بينها «مع المحيلان»، وكان مدرسة رائدة ستنهل منها الأجيال المتعاقبة. بينما قال الإعلامي يوسف السريع انه قام باستضافة الراحل المحيلان في عام 2003، عندما تحدث خلال تلك الفترة كضيف عن دوره الوطني وبصماته الخالدة. وأضاف السريع أن وزارة الاعلام وتتويجا وتخليدا لمسيرته الرائدة قمنا مؤخرا في بث برنامجه التلفزيوني الشهير «مع المحيلان» عبر شاشة قناة القرين. وزير الإعلام ينعى المحيلان نعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكويتي محمد الجبري المغفور له بإذن الله الاعلامي الكويتي عبدالله المحيلان، الذي وافته المنية امس الثلاثاء. وأكد الجبري أن رحيل المحيلان يمثل خسارة كبيرة للاسرة الاعلامية الكويتية والخليجية، التي لطالما ساهم بابداعاته الفنية والاعلامية في اثرائها لعشرات السنين. وقال إن وزارة الاعلام فقدت برحيل المغفور له المحيلان واحدا من أعمدة جيل المبدعين في مجالات الاعلام المسموع والمرئي على حد سواء، تاركا بصمة مضيئة في ذاكرة وتاريخ البرامج والاعمال الاذاعية التي حفرت اسمه بأحرف من نور. وأضاف أن لدراسته المسرح في جمهورية مصر العربية دورا في ثراء فكره ورسالته الاعلامية، مبينا أن المغفور له كان طوال مسيرته الاعلامية مثالا للابداع والالتزام بقواعد وآداب وأخلاق العمل الاعلامي ومثالا للجد والمثابرة والتميز، التي فرض بها نفسه وفكره على استقطاب مستمعيه خليجيا وعربيا.

مشاركة :