هل تمثل نتائج انتخابات العراق نهاية الطائفية السياسية؟

  • 5/17/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حملت #الانتخابات_العراقية التي جرت السبت الماضي الكثير من الدلالات التي يمكن الوقف عندها. وفي هذا الإطار، تحدث مدير "المركز العراقي للدراسات والبحوث الإعلامية"، ماجد الخياط، لـ"العربية.نت" عن التغييرات التي طرأت على المشهد السياسي العراقي بعد الانتخابات، قائلاً: "إذا أردنا أن ننظر للانتخابات بعين بعيدة عن السياسة، سنرى أن الشعب استطاع اليوم أن يحقق ما لم تحققه الأجيال السابقة، وأن الوعي بالديمقراطية بدأ يزداد لدى الشعب الذي بحث عن من يقدم له الخدمة، بعيداً عن الانتماءات السياسية وحتى المذهبية"، مشيراً إلى أن "الموصل كانت خير دليل على ذلك فقائمة رئيس الوزراء حيدر العبادي هي المتصدرة". وعن حملات المقاطعة التي استطاعت أن تفرض نفسها وسط كل الدعوات التي جاءت من المراجع الدينية والسياسية للمشاركة في الانتخابات، قال الخياط: "حملات المقاطعة التي شهدها العراق منذ عام 1920 مروراً بانتخابات 2005، كانت جميعها تأتي بفعل فتاوي من رجال دين من مختلف المذاهب. ففي عام 1920 كانت مقاطعة الحكومة من قبل الشيعة، أما في عام 2005 فالمقاطعة كانت سنية"، مبيناً أن "في فترة الانتخابات الحالية، وصلت حملات المقاطعة ذروتها خلال الأسبوع الأخير قبيل الانتخابات. وهذه الحملات كانت شعبية مدنية بحتة. البعض أكد الهدف من المقاطعة هو الاعتراض على القانون الانتخابي غير العادل، في حين وصف آخرون أن مقاطعتهم جاءت لمعاقبة السياسيين الذين يحتكرون السلطة منذ 15 عاماً". المقاطعون هم الأكثرية وبالفعل، نسبة المشاركة في الانتخابات كانت محل شك لدى الكثير من المراقبين وحتى الأحزاب، إذ تشير تقارير المنظمات المحلية لمراقبة الانتخابات، حسب معلومات فرقها المنتشرة في المحافظات العراقية، إلى أن نسبة المشاركة كانت حوالي 23%، ما يعني أن نسبة المقاطعين تصل إلى قرابة 70%. لذا طالب كل من "ائتلاف الوطنية" و"المجلس الأعلى الإسلامي" بإلغاء الانتخابات، لكن المفوضية العليا للانتخابات، وهي الجهة الرسمية الوحيدة والمسؤولة عن شؤون الانتخابات في العراق، أعلنت أن نسبة المقترعين بلغت 44% من العدد الكلي للذين يحق لهم التصويت. وعن هذا الموضوع، قال المحلل السياسي إحسان الشيخلي لـ"العربية.نت": "لم يكن لهذا التغيير أن يحصل لولا وجود قناعتين مهمتين جداً: قناعة المشاركين في الانتخابات وقناعة المقاطعين لها، فكلاهما ساعد الآخر في إيصال رسالته المهمة التي تقول: كفى". وأوضح الشيخلي أن "هناك فئات مختلفة من الشعب قاطعت الانتخابات، أبرزهم هؤلاء الذين لا ينتمون لأي حزب. هؤلاء فقدوا الأمل بالمرشحين الذين تقلدوا في السباق أو حالياً مناصب عدة من وزارات وهيئات وسفارات"، مضيفاً أن "الفئة الأخرى التي قاطعت الانتخابات هي فئة النازحين وسكان المناطق المحررة الذين تضرروا كثيرا من سياسيات ممثليهم في البرلمان والحكومة. كما ترجم أهالي نينوى ذلك الانزعاج باختيارهم قائمة النصر برئاسة العبادي". وأشار الشيخلي إلى أن "مستقبل العملية السياسية سيكون مرهوناً بحراك مقتدى الصدر، إذ أمامه فرصة كبيرة لتطبيق التزاماته ببناء دولة عراقية بدون أي تدخل خارجي، وذلك من خلال إبداء مرونة مع باقي الكتل السياسية". كما اعتبر الشيخلي أن "أمام المقاطعين للانتخابات فرصة أعظم بأن يؤسسوا حراكهم على المستوى الاجتماعي كوسيلة ضغط مستمرة لتغيير أكبر في المستقبل".

مشاركة :