أخيرا، بعد انتظار 21 سنة، حصلت على بيت العمر كله.. لأُصدم وأكتشف أنه بيت لا يصلح إلا لـ(باربي). مواطنة بحرينية تحكي لكم قصتها مع بيت العمر كله، تقول: لا أستطيع أن أصف لكم فرحتي عندما حصلت على بيت الإسكان أخيرا بعد انتظار 21 سنة (منذ كنت في سن السابعة عشرة)، شعرت أن أحلامي تحققت أخيرا، ذهبت أتفرج على أحد البيوت (مشروع إسكان الحد) وكلي أمل وخطط حول كيفية توزيع وتأثيث بيت العمر، ولكن ما إن شاهدت باب البيت من الخارج (كأنه باب عشة حمام) حتى دق قلبي وتحول فرحي إلى قلق، ولكني تغاضيت عن هذه المشاعر ودخلت البيت لأكتشف أن كل أحلامي وآمالي تحطمت وتناثرت تحت رجل مقاول أو مهندس أو مسؤول لم يراعِ الله فينا وبنى لنا بيوتا لا تصلح إلا لعرائس الباربي فقط لا غير. صُعقت وقعدت على الدرج أصيح وأتحسب على حلم السنين الطويلة الذي تحطم وآمالي التي تبخرت بعد أن صُدمت في قرقور أصغر من شقتي، وين أحط ثيابي اللي كنت أحلم أسوي لهم غرفة تبديل (دريسنغ)؟ وين الماستر اللي أؤثثها على مزاجي وهو ما يكفي إلا حق سرير أقزام؟ وبدون حمام (الله يعزكم)! وين حجرة بحمامها لبنتي المراهقة بعد كل الوعود اللي عطيتها؟ ولدي صار أطول مني وكان يحلم في حجرة عدلة يحط فيها أغراضه ما عنده إلا قرقور صغير؟ بيت كامل طابقين (يا زعم) ما فيه إلا حمامين مشتركين؟ وين حلم الصالة اللي بعزم فيها أهلي وربعي؟ بيت بو طابقين ما فيه صالة عدلة؟ وين الصالة الفوقية عشان نحط فيها تلفزيون ونقعد فيها إحنا بروحنا (أسرتي الصغيرة)؛ فالطابق الثاني عبارة عن ممر فيه حمام مشترك صغير و3 حجرات صغيرة جدا! والصالة التحتية ما تفرق عن الفوقية يعني صالة عدلة مثل الأوادم (يوك) يعني ما في!! الله يرضى يا ناس؟ سؤالي لوزير الإسكان شخصيا: هل شاهدت ووافقت على بناء هذه البيوت بهذه المساحات لتوزعها على مواطنين بحرينيين انتظروا أكثر من 20 سنة؟ هل ترضى أن تسكن أنت يا سعادة الوزير أو أحد أبنائك في بيت كهذه البيوت؟ مع احترامي لكل مجهوداتك ولكن هذه البيوت بهذه المساحات الصغيرة التي لا تصلح للسكن العائلي غير مقبولة أبدا في بلد خليجي مهما كانت مصادر دخله أقل من غيره؟ لو كانت هذه البيوت ببلاش توزعونها هدية للمواطنين لكنا بلعنا لساننا وشكرنا، ولكن من الظلم أن يحلم ويتمنى وينتظر المواطن أكثر من 20 سنة ليُصعق بهذا النوع من القراقير. المشكلة أن أقساط القرض تُدفع على مدار 25 سنة والإسكان ترجع فلوسها بفوائد أكثر من 100%، يعني لو من دون فوائد بعد سكتنا وشكرنا، والمصيبة الأكبر أن المواطن الذي يحتاج إلى قرض ثانٍ لتوسعة البيت وترقيع ما يمكن ترقيعه لسكن العائلة يسحب من راتبه الربع مهما كان قدر الراتب، بيت قرقور سحبوا من الراتب نسبة بسيطة وخل أحفاده يسددون القرض. في النهاية يا وزارة الإسكان أنتم مصممون على تدمير وتحطيم المواطن البحريني، وتجعلونه يقف أمام قرقوره (بيت العمر) يفكر ويزبد طوال اليوم ليكتشف أنه وين ما يطقه تطلع عوية. ويظل يتحسب عليكم ليل نهار. يعني أرجع وأصرخ وأقول ما في فايدة.. هي خاربة خاربة.
مشاركة :