لم يمنع تساقط الثلوج في بعض المناطق اللبنانية، من سخونة الأجواء السياسية، في ظل استمرار احتجاز جبهة النصرة وتنظيم "داعش" لعدد من العسكريين اللبنانيين، والدور الذي يلعبه حزب الله في هذا الاتجاه، إلى جانب محاولته شق الصف اللبناني رافضا الاستجابة لكل محاولات الحوار لتقريب وجهات النظر وتحقيق المصلحة اللبنانية. وفي هذا السياق، قال النائب عن كتلة المستقبل أحمد فتفت إن" الهدف الأساسي من الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، هو إبعاد نيران الصراع الإقليمي عن لبنان، عادًّا "التجارب السابقة غير مشجعة". وشدد في تصريحات صحفية أمس، على "أهمية الحوار لجهة تسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وإقرار قانون جديد للجمهورية"، مشيرا إلى "أن جدول أعمال الحوار لم يحدد بعد". وأضاف فتفت "أخشى حصول صدمة سلبية لدى اللبنانيين في حال فشل الحوار، خصوصا أنه لا مبادرات جدية من قبل الفريق الآخر في الملفات المطروحة"، مؤكدا "أن رئيس الحكومة تمام سلام هو الشخصية الوحيدة القادرة على إدارة الأزمة الحالية"، وعادًّا "أن المطلوب حاليا انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، وليس شخصية صدامية". ورفض فتفت، تمسك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بترشحه وتعطيل الانتخابات، مشيرا إلى "أن إيران غير مستعدة للتخلي عن ورقتها في لبنان، وبالتالي لا رئيس في المدى المنظور". وعلى صعيد ملف العسكريين المخطتفين، رأى فتفت "أن التعاطي مع هذا الملف كان عبر الإعلام في وقت كان بحاجة إلى الكثير من التكتم والسرية"، داعيا إلى "ترك معالجة هذا الموضوع إلى اللجنة الوزارية المكلفة بعيدا عن الإعلام". ومن جانبه، قال البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، خلال ترؤسه الجمعية العمومية لمكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية "إن اللبنانيين بحاجة إلى التثقيف السياسي وشرعية العمل في هذا المجال، إضافة إلى التعريف بخصوصية لبنان"، مطالبا الدولة بتفعيل دورها في هذا الجانب بالتأكيد على أن "السياسة فن شريف لخدمة الخير العام وخدمة الإنسان، وليس غير ذلك". من ناحية ثانية، جدد طيران الاحتلال الإسرائيلي أمس انتهاكه لسيادة الأجواء اللبنانية وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بقيام طائرة تجسس إسرائيلية من دون طيار بالتحليق خلال الساعات القليلة الماضية فوق العديد من المناطق جنوب لبنان. وأفادت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها أمس بأن طائرة تجسسية خرقت الأجواء اللبنانية فوق أجواء قرى العرقوب وحاصبيا وصولا حتى منطقة راشيا الوادي، ومن ثم غادرت الأجواء باتجاه الأراضي المحتلة. وتزامن هذا التحليق مع قيام الجيش الإسرائيلي بتسيير حركة دوريات عسكرية مكثفة على طول الخط الحدودي الممتد من مرتفعات الوزاني وحتى تلال شبعا وكفرشوبا المحتلة.
مشاركة :