على رغم المشاورات المتواصلة، والدعوات إلى ضرورة تشكيل الحكومة الجديدة، فإن موضوع تأليفها لا يزال يراوح مكانه. وترددت معلومات امس، عن ان اقتراحاً طرأ على مشكلة توزيع الحقائب، يقضي بتسمية وزير للطاقة بدلاً من الوزير المقترح داني قباني، على ان يكون من الشخصيات المستقلة التي يشترك رئيس «التغيير والاصلاح» النيابي ميشال عون مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان في تسميته، لعل ذلك يقنع عون بعدم الاعتراض على المداورة في الحقائب. لكن هذا الاقتراح الذي يؤدي الى نزع الحقيبة من السنة، قد يعيد الامور الى نقطة الصفر. ومع ان المصادر المعنية كانت اشارت الى موافقة «تيار المستقبل» على اسناد حقيبة الدفاع لمن يسميه سليمان فان مصادر اخرى اشارت الى ان «المستقبل» عاد ليتمسك بالحصول على هذه الحقيبة اضافة الى وزارة الداخلية للواء المقاعد اشرف ريفي. واعتبر امس، عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت، أن «حزب الله» الذي وصفه بـ «المايسترو»، «يخترع سبباً لعرقلة تأليف الحكومة». وقال في تصريح: «عندما بدأت تتحلحل مناورة «الطاقة» عبر مقابلتها بوزارة الخارجية، اخترعوا موضوع الحقائب الأمنية وعندما تم عرض بعض الأسماء لتوليها بدأوا بوضع «الفيتوات». وإذ استغرب كيف أن «رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون و «حزب الله» كانا يقولان إنهما سيسميان الأطراف لديهما»، سأل «بأي حق يعتبر عون أو الحزب أن لهما الحق بالاعتراض على أي اسم يسميه «تيار المستقبل» إن كان اللواء أشرف ريفي أو غيره؟». وأكد فتفت أننا «مستمرون بالاتفاق القائم على تشكيل حكومة بصيغة 8-8-8 ووزارات متوازنة بين الأطراف، ومداورة كاملة وشاملة ومستمرة». وقال: «سنصل إلى قرار من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، لتشكيل حكومة بمن حضر، وسنرى إن كانت هذه الحكومة ستقابل بالتهديد الذي سمعناه من كتلة «الوفاء للمقاومة»، إن وزارة أمر واقع ستواجه بالأمر الواقع، وهذا التهديد يحاول منع تشكيل الحكومة، وبالتالي قد نصل إلى فراغ في الرئاسة وتستمر حكومة نجيب ميقاتي لاستلام مهام الرئاسة»، وأعتقد أن هذا مشروع «حزب الله». وشدد عضو الكتلة ذاتها النائب محمد الحجار على «أننا نقدم كل التسهيلات للوصول إلى حل للملف الحكومي فيما «حزب الله» يقدم الحجج دائماً». ورأى أنه «لا يوجد رغبة إيرانية بإراحة الوضع اللبناني»، لافتاً إلى أن «هناك رغبة بإطالة الموضوع الحكومي»، قائلاً: «طفح الكيل وعلى سليمان وسلام ممارسة صلاحياتهما». واعتبر عضو كتلة «الكتائب» النائب إيلي ماروني أننا «نعيش مأساة عدم القدرة على تشكيل حكومة ترعى أمور الناس ونعيش أيضاً هاجس الانتحاريين»، لافتاً إلى أن «لا حكومة في المدى المنظور وفق المعطيات المتوافرة»، معتبراً أن عون «يتولّى دائماً عملية تعطيل التشكيلة الحكومية». ودعا إلى «تمرير الأمور بحكومة تصريف أعمال والذهاب إلى انتخابات رئاسة الجمهورية»، مشدداً على أن «فريق 14 آذار يأخذ الموقف الوطني أكثر من الموقف الشعبي»، لافتاً إلى أن «الوقت يفوت»، متسائلاً: «ماذا ينتظر الرئيس سلام لتشكيل حكومة وإعلانها؟». وكان اللواء ريفي زار مطرانية الموارنة في طرابلس مهنئاً بعيد مار مارون. واعتبر في تصريح ان المذكرة التاريخية التي صدرت عن بكركي «خارطة طريق لكل اللبنانيين في المرحلة المقبلة»، داعياً الى وجوب ىوقف التقاتل على الجبنة». وفي المقابل اعتبر الوزير علي قانصوه أن «موضوع تأليف الحكومة يراوح مكانه لأسباب داخلية، بعد إعطاء الضوء الأخضر الإقليمي لتشكيل الحكومة، وأهم العقبات الداخلية طريقة إدارة ملف التشكيل، وهي إدارة بطيئة من جانب رئيس الحكومة المكلف مع نقص في المبادرات، ما أدى الى إستهلاك الوقت». وأوضح أن «العقبة الثانية هي الشروط التعجيزية للفريق الآخر، من خلال رفضه الحكومة الجامعة». وأشار قانصوه إلى أن «هناك مشكلة في فريق 14 آذار في ملف تشكيل الحكومة مع القوات اللبنانية، وليس صحيحاً أن أساس مشكلة التأليف هو العماد عون، والمشكلة الثانية هي طرح تيار «المستقبل» اللواء ريفي لوزارة الداخلية». وحذر وزير السياحة فادي عبود من الوقوع في الفراغ المؤسساتي، لافتاً إلى أن «أي لبناني عاقل يستطيع أن يعرف بكل وضوح أن هناك تأثيراً إقليمياً واضحاً على ملف تشكيل الحكومة». ورأى أنه «في ظل هذه الأجواء من الصعب تشكيل حكومة، لأن هناك قطبة مخفية تغلف الخلافات الحاصلة بين الأقطاب». وأمل عضو تكتل «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر في «أن يلم لبنان شمله وأن نرى ولادة سريعة لحكومة جامعة تســتطيع أن تبدأ بمعالجة المشاكل التي تراكمت على مدى الأشهر العشرة المــاضية، حيث يتطلع المواطنون إلى أن يكون لهذه الحكومة الأثر الطيب في تحسين أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وعلينا جميعاً الدعاء».
مشاركة :