بعد انكشاف الدور الذي قام به حكام قطر في المؤامرات على دول المنطقة، وصِلاتهم بجماعات الإرهاب، ومنظماته، ومخططاته التخريبية، سارع «الحمَدين» للارتماء في الأحضان الإيرانية طلباً للحماية، في خطوة متسرعة وعمياء سلخت الإمارة من محيطها العربي، ووضعتها في خندق يهدد الأمن العربي، ويناقض مصالحه الحيوية.ويناقش الكاتب السعودي هاني سالم مسهور، مستقبل حلف الحمَدين مع ملالي إيران في ضوء القواعد الجديدة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وتجدد الحديث عن إعادة العقوبات الأمريكية وتشديدها، بسبب تدخل إيران في الدول العربية، واستمرارها في تطوير برامج الصواريخ الباليستية.ويقول الكاتب إنه بينما تتخبط الدول الأوروبية التي بدورها ارتبطت بعقود بلغت مئات المليارات من الدولارات مع النظام الإيراني، بعد إبرام الاتفاق النووي في يوليو/ تموز 2015م، تُراجع روسيا والصين، وغيرهما من القوى الدولية، ارتباطاتها مع نظام إيران، وتبحث عن إعادة تأطير لعلاقاتها اقتصادية.ويوضح الكاتب إن العلاقة بين الدوحة و»حزب الله» وإيران، جاءت على شكل زيارات ولقاءات مكثفة بين الدوحة وطهران، بوجود قيادات بارزة في «حزب الله»، فضلاً عن برقيات المواساة التي حرصت القيادة القطرية على إرسالها في أثناء الحوادث التي كانت تقع في طهران.ويشير مسهور إلى أن الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، يعتبر متغيراً، على نظام قطر النظر إليه بجدية، فلا يمكن بعد هذا المتغير الاحتماء بإيران، أو حتى حليفتها تركيا، فقد بالغت قطر في غيّها وطيشها، وعليها إعادة تقويم الموقف، فلن تجد حماية وصيانة إلا في محيطها العربي.ويخلص الكاتب إلى أن الاحتماء بمنظومة مجلس التعاون الخليجي، هو الضامن لأمن قطر، وتجنيبها مخاطر الانزلاق في أتون صراعات دولية ستدفع ثمنها عقوبات اقتصادية، سيدفع ثمنها الشعب العربي القطري، فهل يمكن أن يقفز القطريون من سفينة إيران المثقوبة، وينجون من الغرق في بحر الأزمات القادمة على النظام الإيراني؟ (وكالات)
مشاركة :