سهل تبكّي الناس لكن صعب تضحكهم!!

  • 5/18/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يقال في علم الكوميديا «سهل تبكي الناس لكن صعب تضحكهم!! هل يدرك المخرجون والممثلون حقيقة وواقع هذه العبارة!!! لطالما شككت في ذلك!! وما زالت الشكوك تتراكم مع كل المسلسلات الفكاهية الرمضانية المتتالية حتى وصلت عندي حد اليقين.. اليقين بأن كثيراً من القائمين على الأعمال الرمضانية الكوميدية هم أبعد الناس وعيّاً بقيمة الضحك الباهظة الثمن... الضحك الذي غدا اليوم مع استعلاء نبرة الحزن ورواج موجة الكآبة ومخاوف المستقبل انفعالاً صعباً للغاية وعصي عن التوافر!! نسبة الممثلين الكوميديين هي في كل أرجاء العالم الأقل، وفي عالمنا العربي هم الأوفر؛ لأننا ببساطة متناهية نعاني وعيّاً وأميّة فيما يستدعيه هذا الفن من إمكانات.. إمكانات في الكتابة وإمكانات في الأداء، وإمكانات في الإخراج، دليل ذلك أننا مازلنا نشاهد أعمالاً توصف ب «الكوميدية» لا تخرج عن إطار شقلبات في ملامح الوجه، أو بروز شعر مقدمة الرأس من تحت «الطاقية»، أو تركيب أسنان متقدمة عن الفك، أو مشي من يهم بالسقوط، أو طريقة كلام مشوشة، أو التلبس بشخصية معتوه، أو الخروج عن الذوق العام. من أقنعهم بأن ما يثير ضحك الناس هي قلة الأدب والسخرية من الآخرين ومن خِلقة الله؟!! من أقنعهم بأن فن الكوميديا مشاع لجميع الممثلين حتى أثقل الناس ظلاً وأكثرهم سماجة!! فن الكوميديا صعب للغاية. لا أصعب من أن تنتزع ضحكة من قلوب المشاهدين الذين يستقبلون كل يوم عشرات الرسائل المحزنة، عشرات القصص المبكية، عشرات الأحداث الدرامية... ففيما يبدو جعل الناس تحزن أمراً سهلاً للغاية لطبيعة الحياة الجديّة التي نحياها، ولأن الأقدار تفجعنا كل حين بسيناريوهات تراجيدية مبكية تفوق قدرة أمهر المؤلفين، فإنه، وفي المقابل، يغدو إضحاك الناس المهمة الأصعب على الإطلاق... أعود للسؤال مجدداً؛ هل تذكر آخر مرة ضحكت فيها من قلبك حتى طفرت الدموع من عينيك؟!! اللحظات والمواقف التي نضحك فيها من أعماق قلوبنا لا يمكن نسيانها أبداً!! والسبب أن الضحك الحقيقي في هذا الزمن ثروة ثمينة.. رصيدنا الحقيقي في حساب الزمن... من هو الفنان البارع القادر على منحنا هذه الثروة؟!! inShare Save

مشاركة :