رمضان ينعش الطلب على المكسرات والبهارات

  • 5/19/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ لم يكن المتنبي يدري أن بيت الشعر الشهير الذي نظمه من مئات السنين، ينطبق على واقع الحال في قطر، بعد أن استطاع أهل العزم من قادتها، التغلب على الحصار الجائر المفروض عليها منذ حوالي عام. وأصبح حال الأسواق كما يقول التجار: «رُبَّ ضارة نافعة»، فقد اكتظت الأسواق بالعديد من السلع والمنتجات من دول العالم، مع دخول شهر رمضان الكريم، هذا الخير -كما يطلق عليه التجار- لم يكن ليأتي إلا بعد عسرة الحصار، ولم يكن يتوقع المستهلك أنه سوف يستغني عن سلع دولتين أو ثلاث من دول الحصار، بسلع أفضل منها، وبأسعارها نفسها إن لم يكن أقلّ. «العرب» تجولت في سوق واقف أشهر أسواق قطر، حيث الحركة لا تهدأ حتى الساعات الأولى من اليوم التالي، ومئات السيارات المحمّلة بالبضائع وسلع رمضان تعاود تنزيل حمولاتها للتجار، بعد أن ارتفع الطلب على هذه السلع بنسبة قاربت 60%، لجودتها وأسعارها التي تناسب الجميع.التجار يؤكدون في لقاءات مع «العرب»، أن سمة الأسواق في الوقت الحالي هي الانتعاش الكبير والرواج للسلع والبضائع كافة، خاصة المكسرات والحلويات والبهارات، التي يتم بيعها في سوق واقف، ويشدّدون على أن هذا التنوع في السلع من الدول المختلفة يتيح فرصة الاختيار للمستهلك، حيث يختار ما يناسبه بالأسعار المناسبة دون مغالاة، فالتنوع خلق منافسة بين التجار لطرح السلع الجيدة والأفضل، وفي النهاية تصبّ في صالح المستهلك. رواج موسمي التاجر نعمة فرج محمد يؤكد في حديثه لـ «العرب»، أن السوق يشهد حالياً رواجاً موسمياً كما يحدث في كل عام، إلا أن هذا العام مختلف عن المواسم الماضية، حيث تتنوع وتتعدد سلع رمضان أمام المستهلك، من إيران وتركيا والكويت وعُمان وسنغافورة وماليزيا وجورجيا، والعديد من الدول الأخرى التي بدأت تصدير سلعها بأعلى جودة إلى السوق القطري. ويضيف نعمة، أن جميع المنتجات من سلع رمضان وغيره موجودة في السوق، وبالأسعار نفسها للعام الماضي، إن لم تكن أقلّ، فهناك دول بدأت التصدير لقطر مثل تايلاند وباكستان لسلع لم تكن تصدّرها من قبل، هذه السلع تتصف بالجودة العالية والأسعار المناسبة، فالسوق القطري أصبح مفتوحاً أمام العالم بعد الحصار، والدولة فتحت خطوط تجارة جديدة، مما خلق فرصاً جديدة أمام التجار للاستيراد، بدلاً من الاعتماد الكلي على دولتين أو 3 دول. ويوضح نعمة أن شهر رمضان الكريم، يأتي هذا العام والخير موجود في جميع أنحاء قطر، فليس هناك نقص في أية سلعة، أو زيادة في الأسعار بدون مبررات، لأن التاجر الذي يرفع الأسعار لن يجد من يشتري منه، فالسوق مكتظ بالسلع والبضائع وأسعارها مناسبة للجميع. ويؤكد نعمة أن محنة الحصار الجائر، خلقت فرصاً جديدة للتجار، حيث يقومون حالياً باستيراد سلع كانت أسعارها مرتفعة في دول الحصار، ولكن مع فتح خطوط تجارة جديدة يتم حالياً استيرادها بأسعار أقل، مما يعود بالمنفعة على التاجر والمستهلك معاً. إقبال كبير من جانبه، يؤكد محمد نعيمي مدير محل مختار، أن البهارات والأعشاب تشهد إقبالاً كبيراً من الأفراد خلال شهر رمضان الكريم، وهي عادات وتقاليد أهل قطر ومن يعيش فيها، بسبب التوسع في الاستهلاك والموائد الرمضانية، مما يخلق طلباً إضافياً على هذه السلع، التي يشتهر بها سوق واقف. يضيف نعيمي أنه على الرغم من زيادة الطلب خلال الموسم الحالي، فإن الأسعار هي نفسها مقارنة بالعام الماضي، حيث لم تشهد أية زيادة تُذكر، إلا في سلع قليلة لا تؤثر على المستهلك إطلاقاً، ويوضح أن البهارات والأعشاب تشهد العام الحالي دخول دول جديدة، لم تكن تصدر إلى قطر مثل جورجيا وتايلاند وبعض الدول الآسيوية، أي أن الحصار كان بمثابة فرصة جديدة للتجار لتنويع مصادر التوريد، وتوسيع التجارة مع دول العالم، كما تسعى الدولة إلى إنجازه. ويؤكد نعيمي أن سوق واقف يشهد حالياً استعدادات كبيرة قبل رمضان، فالتجار انتهوا من الاتفاق مع الموردين للتوريد طوال السنة، وليس شهر رمضان فقط، والكميات التي تدخل السوق يومياً، تلبي الطلب الكبير على السلع في الوقت الحالي، أما المستهلكون فهناك فرص أمامهم للاختيار بين الأصناف، خاصة التي لم تكن موجودة من قبل أو يتم استيرادها. ويشيد نعيمي بدور الدولة التي عملت على حل جميع المشاكل أمام التجار، وفتحت خطوطاً بحرية جديدة مع دول العالم، لتزويد السوق القطري بما يحتاجه من السلع والبضائع، مما أنهى أي تأثير للحصار الجائر على قطر، فالسوق حالياً يتميز بالمنافسة الصحية وتعدد السلع، وبالتالي الأسعار تكون مناسبة لجميع المستهلكين، سواء مواطنين أم مقيمين. ارتفاع الطلب علي عسكر مدير محل الفردوس في سوق واقف، يؤكد أن موسم رمضان يأتي بالخير على الجميع، حيث ارتفع الطلب على سلع رمضان في السوق، بنسبة تراوحت بين 50% إلى 60%، ومن المنتظر أن تصل إلى 100% خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم. ويوضح عسكر أن استهلاك الأفراد يرتفع بنسبة كبيرة خلال موسم رمضان والأعياد، خاصة من المكسرات والبهارات التي تدخل في العديد من الموائد الرمضانية، إضافة إلى الحلويات خلال أيام العيد، لذلك فإن الاستعدادات في السوق بدأت منذ وقت طويل، لتغطية ارتفاع الطلب المتوقع خلال شهر رمضان المعظم. ويضيف أن العديد من الجنسيات تقبل على سلع شهر رمضان مثل المكسرات والبهارات والحلويات، وفي مقدمتهم أصحاب الجنسيات العربية، لأن عدداً كبيراً من الأطعمة يفضلون إعدادها بالمكسرات والبهارات الأصلية، كما أن الجاليات العربية أكثر استهلاكاً من غيرهم، إضافة إلى المواطنين، الذين يستهلكون كميات كبيرة جداً مقارنة بالاستهلاك بقية السنة، لتوفيرها للموائد التي يتم إعدادها طوال الشهر. ويؤكد عسكر أن سلع سوق واقف هي الأصلية التي يتم استيرادها بصورة دورية، بعيداً عن تخزينها أو إبقائها وقتاً طويلاً في المخازن، حيث يتجدد الطلب يومياً عليها، وهناك فئات كثيرة في المجتمع لا تتعامل طوال العام إلا مع تجار ومحلات سوق واقف. استقرار الأسعار أصغر غلام مدير مؤسسة عادل بن عبدالعزيز التجارية، يؤكد على نفس الأحاديث السابقة، مشدداً على أن النهضة في قطر خلقت طلباً إضافياً على السلع والمنتجات، ليس في رمضان وإنما طوال العام، مضيفاً أن هذا العام يأتي رمضان والأسواق -أقل ما يقال عنها أنها- متخمة بالسلع والمنتجات والبضائع المختلفة، التي تساهم في استقرار الأسعار على مدار السنة، وتقضي على شائعات قد يروّجها البعض بالخارج، فزيارة واحدة لسوق واقف أو أي سوق آخر كفيلة للتأكد من الوضع المستقر والاقتصاد القوي للدولة، التي كرّست كل جهودها لتوفير احتياجات الأفراد طوال العام، سواء مواطنين أو مقيمين، فالكل يقيم على أرض قطر، ويتمتع بما أنعم الله عليها من نعم. ويضيف غلام أن الجديد هذا الموسم هو السلع الواردة من إندونيسيا وتايلاند وبريطانيا، وكلها أسعارها مناسبة للجميع، فالتعدد في السلع بالسوق يساهم في تعدد اختيارات الأفراد، خاصة وأن معظم السلع متقاربة في أسعارها، وليس هناك تفاوت كبير بينها، إلا أن الأفراد دائماً يفضُلون سلعاً بعينها، ومن الصعب التحول عنها، خاصة إذا كانوا يرتبطون بعلاقة ثقة مع التاجر، حيث يفضّلون عدم التغيير. جودة السلع المستهلكون من جانبهم، يؤكدون على وفرة السلع والمنتجات خلال الشهر الكريم، خاصة سلع رمضان مثل المكسرات والبهارات والحلويات والبقوليات وغيرها، كما أن الأسعار مستقرة، ولم تشهد زيادة تُذكر، حيث تتعدد الاختيارات أمامهم من أنحاء العالم كافة، ودخول سلع جديدة فاقت جودتها السلع التي كان يتم استيرادها من قبل. كعادته منذ سنوات، يحرص علي عبدالله الخليفي -مواطن- على زيارة سوق واقف يومياً، وقضاء بعض الوقت مع أصدقائه من التجار وأصحاب المحلات، ولم يستطع التغلب على هذه العادة اليومية، التي يصاحبها -كما يقول- الشراء بكميات كبيرة، خاصة سلع شهر رمضان الكريم، يضيف الخليفي أن السلع متوافرة بجودة عالية وآخرها السلع الواردة من سنغافورة وتايلاند، والتي لم تكن متوافرة من قبل، مما يغري الأفراد بعمليات الشراء حتى ولو لم تكن هناك حاجة، ولكن هذا التنوع الكبير والسلع الجديدة عامل جذب كبير للطلب على السلع والمنتجات. ويوضح الخليفي أن الأسعار في متناول الجميع بلا استثناء، وكلها متقاربة إن لم تكن متطابقة في معظم الأحيان، فالجميع يعلم حالياً أسعار جميع السلع، خاصة من يتعاملون مع سوق واقف، ويقدم الخليفي شكره إلى الحكومة، التي تبادر دائماً بالسعي نحو توفير احتياجات المواطنين والمقيمين، وتتحمل أعباء إضافية في سبيل ذلك. ويؤكد الخليفي أن السلع متوافرة في جميع الأسواق، وليس سوق واقف وحده، وإنما في المجمعات التجارية ومحلات السوبر ماركت الكبيرة، مما يؤكد -بدون أي شك- أن الحصار انتهى عملياً في قطر، ويقول إن هناك بعض السلع الجديدة مثل «حب الهريس» الوارد من عُمان، لا يوجد نظير له من حيث الجودة، وهي سلعة يقبل عليها جميع أهل قطر طوال العام، باعتبارها من الأكلات الشعبية المشهورة، كما أن هناك بعض السلع الأخرى مثل المكسرات والبهارات الواردة من جورجيا. تنوع المواطن فهد محمد حجي، جاء إلى السوق مع أسرته كعادته دائماً، حينما يأتي إلى السوق، ويقول إن أولاده اكتسبوا هذه العادة منه، حينما كان يأتي إلى السوق وهو صغير في مثل عمرهم، ويضيف أنه من الطبيعي زيادة الاستهلاك في هذا الشهر الكريم، خاصة من المكسرات والحلويات والأكلات الشعبية، لذلك فهناك طلب على سلع رمضان في سوق واقف، باعتباره من الأسواق التي تبيع هذه السلع دون تخزينها بسبب ارتفاع الطلب عليها، حيث يفضل أغلب الأفراد شراء المكسرات والبهارات مثلاً من سوق واقف. يضيف فهد حجي أن الأسعار لم تزد عن العام الماضي، وهناك تنوع من السلع الجديدة مثل سنغافورة وماليزيا، هذا التنوع رغم أنه يصيب المستهلك بالحيرة، فإنه يصبّ في مصلحته، فهناك سلع جيدة جداً دخلت السوق، يمكن تجربتها، كما أن أسعارها جيدة دون مغالاة. ويؤكد حجي أن الكلام على الحصار وتأثيره على الأسواق أصبح غير ذي أهمية وغير مجدٍ، والدليل الانتعاش الكبير في الأسواق، وتوافر جميع السلع وتنوعها بكميات تفوق فترة ما قبل الحصار، وبالتالي فالشكر موصول إلى الدولة التي سخّرت جميع إمكانياتها لتوفير احتياجات المواطنين والمقيمين في قطر من شركاء التنمية. كسر الحصار أحمد النعمان -مقيم- يؤكد أن تعامله مع سوق واقف يتم بصورة دورية، حيث يفضّل شراء المكسرات والبهارات والأعشاب من السوق كسائر أغلب المقيمين في قطر، فالأسعار جيدة جداً وفي متناولهم، وليس بها مغالاة إن لم تقلّ عن الأسواق الأخرى. يضيف النعمان أن أغلبية المقيمين متواجدون في قطر خلال الشهر الكريم بسبب امتحانات آخر العام، وبالتالي يعتمدون على السوق في تلبية احتياجاتهم المعيشية من السلع والبضائع، وعدد كبير منهم يعتبر الذهاب إلى سوق واقف متعة كبيرة خاصة للأطفال، لذلك فهي تلبي تطلعات الأسر التي تبحث عن ترفيه الأبناء، قبل قدوم الشهر الفضيل. ويؤكد النعمان أن الدولة نجحت في كسر وإفشال الحصار الجائر، وتوفير جميع السلع في الأسواق بجودة عالية، مما يستدعي الشكر لها وللقيادة في قطر، التي تبحث دائماً عن راحة المواطنين والمقيمين في الدولة.;

مشاركة :