على الجهة المقابلة من قلعة وندسور مقر سكن الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا، يجلس لويس ديفيز القرفصاء عند محطة حافلات، وهي واحدة من ملاذات ينام تحتها مشردون في البلدة الهادئة. أما في الجهة الأخرى، فظهرت مجموعة جديدة من حقائب النوم التي تحولت إلى منازل موقتة لمحبي الأسرة المالكة الذين قطع بعضهم آلاف الكيلومترات ليمضي الأيام والليالي في شوارع وندسور على أمل أن يلقي نظرة على حفيد الملكة الأمير هاري وخطيبته ميغان ماركل في عرسهما اليوم. ويقول ديفيز الذي ينحدر من بلدة سلاو القريبة: «لديهم منازلهم الخاصة. لكنهم يخيمون. أما نحن فنعيش هنا. هذا هو مكمن الاختلاف». وتصدرت قضية المشردين في وندسور عناوين الصحف في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما قال رئيس المجلس المحلي إنه سيتم إجلاؤهم قبل حفلة الزفاف لأن «نفاياتهم» تظهر البلدة، التي تقع غربي لندن، بمظهر سيئ. وكتب سايمون دادلي رئيس مجلس منطقة وندسور وميدنهيد الملكية على «تويتر» أن هناك «وباء من التشرد» يجتاح البلدة مناشداً الشرطة أن تركز على التعامل مع ذلك قبل العرس الملكي. وفيما أثارت تصريحاته انتقادات من المنظمات المحلية المعنية بالمشردين بل حتى من رئيسة الوزراء تيريزا ماي، قال: «عليهم ألا يخفوا حقيقة أن هناك مشردين هنا. ينبغي أن يساعدونا». وأصبح ملف المشردين قضية سياسية مهمة في الشهور الأخيرة إذ أظهرت الأرقام الرسمية أنه كان هناك حوالى 4134 مشردا خلال ليلة واحدة في انكلترا خلال خريف 2016 بزيادة 134 في المئة منذ 2010 عندما كان العدد أقل من 1800. وحددت الحكومة هدفا بتقليص عدد المشردين بواقع النصف بحلول 2022 والقضاء على الظاهرة تماما بحلول 2027، ووعدت ماي بإنفاق نحو 500 مليون دولار للقضاء على ظاهرة التشرد. وعبّر مشردون آخرون في وندسور عن خشيتهم من أن تطردهم السلطات من شوارع البلدة قبل الزفاف، في تناقض مع الترحيب الذي استُقبل به محبو الأسرة المالكة الذين نصبوا حقائب نومهم في المدينة. وقالت شرطة تيمز فالي المسؤولة عن الإجراءات الأمنية لحفلة الزفاف إنها تعمل مع مجلس بلدية المدينة وأجهزة الخدمات المحلية «لتقديم الدعم» للمشردين في وندسور. وجاء في بيان لها: «هناك برنامج لمن يختارون تخزين مقتنياتهم في مشروع وندسور للمشردين خلال حفلة الزفاف الملكي. لكن هذا أمر اختياري تماماً لضمان سلامة مجتمع المشردين».
مشاركة :