في مدينة ويندسور الخلابة في إنجلترا، وعلى مرمى حجر من القصر المهيب الذي تمضي فيه الملكة إليزابيث عطلة نهاية الأسبوع، يحاول عدد من المشردين أن يردوا البرد عن أجسامهم مستخدمين أغطية من الورق المقوى. ولا ترغب السلطات المحلية في بقاء هؤلاء المعدَمين في الشوارع المجاورة لكنيسة القصر القديمة، حيث يقام بعد أقل من خمسة أشهر زفاف الأمير هاري وخطيبته الأمريكية ميجن ماركل، وهو ما يثير الكثير من الانتقادات. في الآونة الأخيرة، طلب سايمون دودلي، رئيس بلدية ويندسور، من الشرطة أن تسرع في تنفيذ هذا الأمر. وقال هذا المسؤول ذو التوجهات المحافظة «إنه لأمر مقلق أن نرى كميات من الحقائب والنفايات التي يتركها المتسولون على أرصفتنا».وأشار إلى ضرورة معالجة الأمر قبل وصول السياح الذين «سيتضاعفون مع اقتراب موعد الزفاف الملكي في مايو/ أيار». ويتوقع بعض خبراء السياحة أن يجذب الزفاف مئات الآلاف من السياح إلى المدينة البالغ عدد سكانها ثلاثين ألفاً والواقعة على أربعين كيلومتراً غرب لندن. ويُتوقّع أن يدرّ ذلك على الاقتصاد البريطاني 500 مليون جنيه إسترليني (564 مليون يورو). ويشدد سايمون دودلي على أهمية أن تكون المدينة خالية من المشردين في فترة الزفاف، مشيراً إلى أنهم هم الذين اختاروا أن يعيشوا في الشارع.وهذا الكلام لا يروق للكل، فمنذ سنتين، تبحث ستيفاني، المصابة باضطرابات نفسية، عن مكان في وسط المدينة يقيها البرد، وتقول لمراسل وكالة «فرانس برس»: «لم أختر أن أكون هنا، الناس يعطونني ما يحبون أن يعطوه». أثارت تصريحات المسؤول المحلي في ويندسور استياء وصل إلى قمة السلطة في البلاد.ويرى مورفي جيمس، وهو مسؤول في مؤسسة محلية تعنى بالمشردين أن تلك التصريحات كانت صادمة له كما كانت صادمة لأفراد الأسرة المالكة. ويدعو إلى الانقضاض على أصل مشكلة المشرّدين بدلاً من التعامل معهم وكأنهم مجرمون، وذلك بصرف النظر عن وجود زفاف ملكي.
مشاركة :