هل سبق لك الشعور بالوحدة وسط حشد من الناس؟ كلنا طالنا هذا الشعورة مرة واحدة على الأقل. الوحدة هي ظاهرة عقلية وعاطفية معقدة تسبب شعورًا مؤلمًا ومخيفًا في بعض الأحيان، والشعور بالوحدة هو من أكثر المشاعر التي تصعب على الإنسان أن يواجهها، فإنها تعيق المشاعر للشخص الوحيد وقد تصل به إلى مرحلة اكتئاب كبيرة، فالجزء الأسوأ من الشعور بالوحدة هو أنك قد يكون يحيط بك الناس من كل مكان ولكن تشعر بالوحدة وتنفصل عنهم، وشعورك بالوحدة غير متأثر بالوضع الحالي الخاص بك أو بنشاطاتك الاجتماعية، فقد يحيط بك الناس لكن دائمًا تشعر بوحدة، مع أنك قد تجلس وحيدا دون وجود أي ناس ولا تشعر أبدًا بوحدة.ومن أهم مسببات الشعور بالوحدة: التفكير في الماضي الخاص بك، فقد يكون هنالك العديد من التجارب السيئة في الماضي الخاص بك التي ساهمت في شعورك بوحدة الآن، فإن أفضل ما تقوم به في البداية هو البدء بنفسك، حتى تختبر إذا كان هذا هو السبب صحيح فعلًا أم لا، وإذا قد تأكدت أنها مصدر شعورك بالوحدة فإنك ستتعرف على أسباب هذه المشاعر وستتمكن من التعام معها بالشكل الأفضل، وربما كنت تعاني من إهمال أو أساء أحد معاملتك وأنت في سن صغيرة، من أشخاص كان من المفترض أن يقوموا بتقديم الرعاية لك، ربما كنت تعاني من إهمال أو أي مضايقات من الزملاء في الدراسة وربما كنت تشعر بمشاعر سلبية لأنك تعاني من أي إصابة بدنية أو عقلية، أو بسبب العرق أو الجنس.وحتى تتخلص من ذلك الشعور عليك القيام ببعض الخطوات التالية: كن شخصا وفيا لنفسك، لا تجعل رغبتك في أن تندمج مع الناس تقوم بتحويلك إلى شخص يختلف عن حقيقتك، ركز في نفسك وداخلك أكثر من أن تقوم بالتركيز على أي مؤثرات من الخارج، وافخر بنفسك، وسوف تجد الناس يرغبون أكثر في تواصلهم معك.ركز على أحبائك، صحيح أن هذا عسير على من يحبون الاستقلالية ولكن في الكثير من الأحيان نحتاج أن نعتمد على الآخرين، لذا إذا شعرت بالوحدة تواصل مع صديق أو قريب تثق به حتى لو كان على بعد آلاف الأميال عنك، مكالمة هاتفية تستطيع أن ترفع من روحك المعنوية.ابحث عن شخص يتشابه معك، ومن أهم الأسباب التي تجعلك تشعر بالوحدة هو أن تتواجد بين مجموعة من الناس التي تحب الأنشطة الاجتماعية والناس التي تنطلق أكثر منك، أو قد تكون هذه المجموعة لا تشاركك نفس ثقافتك، لهذا الطريقة الجيدة التي تستطيع أن تتغلب من خلالها على شعورك بالوحدة هو أن تقوم بالبحث عن شخص يشبهك من الذين يستطيعون أن يتواصلون معك ويقومون بالاختلاط بك بطريقة سهلة.فكر في الآخرين، حيث تربط الأبحاث دائمًا بين الاهتمام بالنفس والشعور بالوحدة، ولا يعني ذلك أنه من المفترض ألا تهتم بمشاعرك، ولكن يعني أن عليك التوقف عن الاهتمام بنفسك فقط، إذا امتد اهتمامك بالآخرين سيختفي إحساسك بالوحدة، يقترح البعض أن التطوع على سبيل المثال يساعد الناس على الشعور بالاتصال الاجتماعي والعاطفي ويحارب الإحساس بالوحدة.قم باحتراف الحوار، قم بممارسة الحوار مع أناس مختلفين وقم بالتعود على أن تخالط الناس، وبالتالي حين تجد أنك وسط مجموعة كبيرة من الناس، فإنك ستشعر براحة كبيرة لأنك قادر على تواصلك معهم بالشكل الأفضل، تحدث مع الناس حول مواضيع تكون مشتركة بينكم، مثلًا كالمكان الذي قد نشأتم فيه مع بعضكم أو المدرسة التي قمتم بالتعلم فيها أو أصدقائكم المشتركين، وتحدث معهم حول أي حدث في اليوم مثل حالة الطقس أو عن الرياضة أو أشياء تحدث من حولكم، لا تحاول جذب الحديث تجاه الاهتمامات الخاصة بك على حساب اهتماماتهم.عبر عن مشاعرك لنفسك، احتفظ بمفكرة تساعدك على فهم من أين يأتي الشعور بالوحدة، على سبيل المثال، إذا كان لديك عدد كبير من الأصدقاء وتشعر بالوحدة رغم وجودهم في حياتك، اعرف متى يساورك هذا الشعور ومتى يظهر؟ ماذا يحدث حولك يشعرك بالوحدة؟ ربما انتقلت مؤخرًا من بيت أهلك لمدينة جديدة، ربما لديك مجموعة أصدقاء من العمل تستمتع بصحبتهم ولكن تشعر بالوحدة عندما يأتي المساء وأنت في البيت وحيدًا، قد يعني ذلك أنك تحتاج إلى علاقة ثابتة وقوية مع إنسانة يمكنها التواصل معك، ففهم سبب الوحدة يساعدك على اتخاذ خطوات جادة في محاربته ويشعرك بالتحسن تجاه مشاعرك، على سبيل المثال فهم أنك تستمتع بصحبة الأصدقاء الجدد ولكن تفتقد للتواصل مع عائلتك يسمح لك بإدراك أن هذه المشاعر طبيعية تمامًا.قم بطلب المساعدة من متخصصين، قم بالبحث عن مختص حتى تتحدث معه عن المشاعر الخاصة بك، سواء كان هذا المختص طبيبا أو معالجا نفسيا أو أن يكون من الأخصائيين الاجتماعيين، حتى يقوم بمساعدتك على أن تعيد بحثك داخل الماضي الخاص بك وتقوم بتحديد أسباب الشعور بالوحدة الذي يصيبك وعدم راحتك، وقد لا ترى أنه من المهم أن تذهب لمختص، لكن إذا قام الشعور بالوحدة بأن يعطل العلاقات الاجتماعية الخاصة بك أو يقوم بإعاقتك عن تقدمك بحياتك بصورة طبيعية، فإن عليك أن تقوم بالبحث عن مختص يساعدك، يمكن أن تكتسب العديد من الأدوات والمهارات وحل جديد من المعالجة النفسية، حتى تقوم بمساعدتك على أن تتحسن، كما أن المعالجة النفسية تمثل دعما ضروريا جدًا لك.
مشاركة :