حضور لافت حققتْه الممثلة رندا كعدي العام الماضي عبر مسلسليْ «أدهم بيك» و«لآخر نفَس»، واستحقت عنهما جائزة أفضل ممثلة مسانِدة في مهرجان «الموركس دور».رندا كعدي الفنانة المتألقة التي يُجْمِع على موهبتها أهلُ الفن والصحافة والنقاد، ترى في المقابل وخلال حوار مع «الراي» أنها ليست الرقم الصعب في الدراما اللبنانية، بل النجمات «لأن المنتجين ومحطات التلفزيون يريدون مَن يحقق لهم نسبة مشاهَدة عالية»، لافتة إلى أن نادين نجيم هي هلال رمضان، وهي ملكة وتجيد في أدائها.كعدي تطلّ في رمضان الحالي من خلال مسلسل «ومشيت» بدور «مارتا» أم الشهيد في عملٍ يحكي معاناة اللبنانيين على المستويات كافة، وفي هذا الحوار تحدثت في أمور عدة. • كيف تتحدثين عن دورك في مسلسل «ومشيت»؟- أشارك في المسلسل بشخصية «مارتا»، وهي أم خسرت ابنها الوحيد وهو عسكري في الجيش، وتعيش حياة أم شهيد ومأساةً.• هذا يعني أنه لا توجد كوميديا في المسلسل؟- كلا، بل حرصتْ كارين رزق الله على أن يكون العمل درامياً بامتياز، العمل أَوْجَعَنا قبل أن يوجع الناس.• كيف تقيّمين تجربة كارين رزق الله في الكتابة، خصوصاً أنك تتعاملين معها للعام الثالث على التوالي؟- بدأتُ مع كارين في مسلسل «قلبي دق»، والعام الماضي في مسلسل «لآخر نفَس» وهذه السنة في مسلسل «ومشيت». في كل عمل يوجد نَفَس جديد عندها. «قلبي دقّ» كان من أهضم المسلسلات، و«آخر نفَس» كان مطعّماً بالكوميديا. حس الهضامة عند كارين عالٍ جداً ويأتي من ضمن تركيبتها، ولكنها ابتعدتْ هذه السنة عن الكوميديا. ولكن ربما ونحن نبكي، يضحك الناس على وجعنا ومأساتنا. الحوار ليس موجعاً، بل هو «مهضوم» ولكن الموقف هو الموجع.• هل تتوقعين النجاح لهذا العمل كما أعمال كارين السابقة، خصوصاً أن المسلسل موجع والناس يعيشون الوجع على الصعد كافة في حياتهم اليومية؟- طبعاً أتوقع النجاح للعمل، لأنه أكثر من رائع. صحيح أن الناس يعيشون الوجع، ولهذا لم يكن مناسباً أن يُقدّم لهم عمل كوميدي. الكاتب هو أيضاً فرد من هذا الوطن ويعيش أوجاعه، وكلنا من العجينة نفسها. كلنا تَأثّرنا بقضية استشهاد العسكريين المخطوفين، وعندما قرأتُ دوري تخيّلتُ نفسي مكان الأمهات اللواتي انتظرن في منطقة «ضهر البيدر»، وعشن الأمرّين ثم عاد أبناؤهنّ بعد عامين شهداء. من الدموع احترقت خدودي، لأنني عشتُ إحساس المتفرّج، وأكثر شخص أثّر فيّ هو حسين والد الشهيد محمد يوسف وقد حوّلتُه إلى أمّ في رأسي.• يُعرف عنك تفوّقك في كل الأدوار التي تلعبينها، هل يمكن القول إنك ستتفوقين على نفسك بدور «مارتا»؟- كل دور جديد يلعبه الممثل تكون له نكهة خاصة ويَفرح به ويكون المدلَّل عنده، ولكنني لا أعتقد أنني تفوّقتُ كثيراً على نفسي. أنا لا ألعب نفس الدور كي ألعبه أحسن أو أفضل، بل ألعب دوراً جديداً يمثّل فئة من الناس وهن الأمهات، وكل أمّ تختلف عن الأخرى ولها وضعٌ وهويّة، وهذه المرة الأولى ألعب فيها دور أم شهيد، ولذلك لم أتفوق على شيء. • كيف ترين مستوى الدراما اللبنانية، البعض يراها جيدة والبعض الآخر يسخر منها؟- لا أعرف ماذا يريد الناس وأنا لا ألومهم. الحزين والمقهور والجائع والمريض والمصدوم، الكل يعيش مأساة. الفرح يجرّ الفرح والحزن ماذا يمكن أن يجرّ لصاحبه غير الحزن.• هل يمكن القول إنك الرقم الصعب في الدارما اللبنانية، خصوصاً أنك تتواجدين سنوياً في الموسم الرمضاني؟- كلا لست الرقم الصعب في الدراما اللبنانية، بل النجمات لأن المنتجين ومحطات التلفزيون يريدون مَن يحقق لهم نسبة مشاهَدة عالية، كنادين نجيم وسواها، وبعض نجوم سورية. نادين نجيم تستحقّ وهي هلال رمضان، هي ملكة وتجيد في أدائها.• ولكنكم كجيل مخضرم ضمانة لأي عمل؟- هذا صحيح ولكننا لسنا رقماً صعباً للمنتجين والتلفزيونات. هم يهمهّم الأبطال.• كيف تفسرين أن تكون يسرا أو غادة عبدالرازق أو غيرهما من الممثلات المخضرمات رقماً صعباً في الدراما؟- هذا السؤال يجب أن يُوجّه إلى المنتجين. في لبنان، عندما تبدأ الممثلة بطلة تستمرّ كذلك طوال العمر في كل أعمالها. وفي مصر يسرا لها تاريخ فني كبير، وهي اشتغلت في السينما المصرية وقدّمت بطولات كثيرة. هم لا يمكن أن يرجعوها إلى الوراء وهي لا يمكن أن تقبل بذلك. عندنا في لبنان تَظْهر نجمة جديدة كل 3 أشهر.• هل أنتِ مع أو ضد هذا الموضوع؟- لا أعرف ولن أعلق، ما دامت هذه الفنانة تُقْنِع المُنْتِجين ومحطات التلفزيون والناس... «الجمهور عاوز كدة».• كيف تتحدثين عن تكريمك أخيراً في مهرجان «الموركس دور» وفوزك بجائزة أفضل ممثلة مُسانِدة عن «أدهم بيك» و»لآخر نفَس»؟- كنتُ سعيدة لأن مروان نجار هو الذي قدّم لي الجائزة. هذا الأمر أرْبكني وجعلني لا أعرف ماذا أقول. الهدية من قيمة هاديها. وأتشكر الجمهور والنقّاد والإعلاميين الذي دعموني منذ بداية رمضان الماضي والذين فوجئوا بأدواري، وشجّعوا الجمهور على متابعة أعمالي.
مشاركة :