خبراء لـ المدينة : التنمية الثقافية مرهونة بتطوير التعليم ومواجهة التطرف

  • 12/2/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع عدد من خبراء السياسية والاجتماع أن المنطقة العربية تواجه تحديات جسيمة فيما يتعلق بالتنمية، ولاسيما الثقافية، وذلك بعد ثورات الربيع العربي وانتشار ظاهرة الإرهاب والجماعات التكفيرية. مشيرين في حديثهم لـ»المدينة» بمناسبة إطلاق مؤسسة الفكر العربي للتقرير العربي السابع للتنمية الثقافية اليوم الثلاثاء بالمغرب، مشيرين إلى أن الجهود التي تقوم بها الدول العربية لإيجاد نهضة تنموية خاصة فى المجال التعليمي والثقافي ليست بالقدر الذي يمنحها تجاوبًا مع ما يشهده العصر من تقدم في جميع المجالات. وفي هذا الصدد يقول الدكتور محمد رمضان، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة جنوب الوادي: إن موضوع التنمية، خاصة الثقافية، يمثل نقطة تماس بين تقدم الشعوب وتأخرها، ولهذا أرى أن تقرير مؤسسة الفكر العربي السادس كان صادمًا ومفجرًا لروح التحدي لدى عدد كبير من شعوب منطقة الشرق الأوسط، كون التقرير قد وضع يده على مناطق الداء والضعف في منظومة الإستراتيجيات العربية وهو ما يتطلب يقظة وجهودًا للعودة إلى الواقع، خاصة أن هناك تحديات كبيرة تتجاوز قدرة بعض الدول العربية نظرًا للفجوة الكبيرة بين الواقع ومتطلبات التنمية الثقافية في المستقبل. ويختم رمضان قائلاً: هناك تحدٍ كبيرٍ يواجه المنطقة العربية يتعلق بحالة الخمول الفكري الذي أصابها، بسبب عدة أزمات بعضها خارج عن إرادتها مثل الثورات التي أصابت عددًا من الدول على رأسها مصر وليبيا وتونس، ومنها ما يتعلق بتأخر ترتيبها في التقدم العلمي والثقافي والاقتصادي والسياسي، وتبخر أحلام التغيير المنشودة من وراء هذه الثورات، كما أن ارتفاع وتيرة الفكر المتطرف والأعمال الإرهابية فى عدد من الدول العربية منها العراق وسوريا ألقى بظلاله على مختلف الدول العربية، لأن انتشار التنظيمات الإرهابية طريق لتحويل التنمية إلى دمار. ويرى الدكتور محمود فرج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة المنصورة، أن الدول العربية تحتاج إلى منظومة تنموية شاملة ومتعددة الأبعاد، تنطلق من نهضة تعليمية بحيث تواكب المقررات والمناهج الدراسية في العالم العربي مثيلاتها في الدول المتقدمة، مشيرًا إلى أن حدوث النهضة التعليمية سيقود حتمًا إلى تنمية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، مبينًا أن مشروع التنمية يتطلب مشروعًا نهضويًا على المستوى القومي حيث تفيض التنمية متى حدثت في قطر على باقي الأقطار العربية. وأوضح «فرج» أن جميع مشكلات الدول العربية لن تحل إلا بالتنمية، مشددًا على ضرورة توسيع دوائر المشاركة فى العمل العام ومستويات الإدارة، وإيجاد كوادر تملك أسباب العلم في المجال الاقتصادي وباقي المجالات المختلفة، وعليه فإن تغيير الواقع العربي البائس لن يتحقق إلا بالتنمية الشاملة والنهضة العلمية. مضيفًا: إن الدول العربية في حاجة ماسة إلى ثورة جديدة تنطلق من المواطن بإحساسه بما وصل إليه من تخلف، وهو الدور الذي يجب على وسائل الإعلام المختلفة توصيله إلى الشعوب المختلفة، ثم يأتي دور الحكومات المختلفة بإطلاق شرارة التغيير للوصول إلى تنمية شاملة تخلصنا من أمراض الماضي. ولفت الدكتور فرج في خاتمة حديثه إلى أن التحدي كبير ويحتاج إلى تجاوز الأرقام مع الدول المتقدمة باستنساخ إستراتيجية سياسية واقتصادية وثقافية شاملة، مؤكدًا أن المنطقة العربية الآن في معركة بقاء ووجود في ظل عاصفة العولمة.

مشاركة :