الشارقة - قدم فريق ناشئة الشارقة المسرحي مؤخرا مجموعة من العروض الاحترافية في فن الإيماء “البانتومايم”، وفنون العرائس وخيال الظل، في معهد الشارقة للفنون المسرحية، وذلك بعد إتقان المهارات وامتلاك الأدوات التي أهلتهم إلى كتابة أفكارهم، وإضافة رؤاهم الإخراجية وإدخال تعديلات على النصوص لقصص معروفة. وقدم الناشئة عرضين لفن الإيماء، كان العرض الأول بعنوان “دوام” وجسد ناشئة كلباء من خلاله يوما في حياة موظف في عرض مميز بلغة سهلة يفهمها الجميع، فيما استعرض ناشئة واسط في المشهد الثاني حياة رجل فقير يجتهد في السعي بحثا عن لقمة العيش ويتعرض لمفارقات عديدة في الشارع وكان بعنوان “المهرج”، ونال العرضان استحسان الحضور. وطبق الناشئة ما تعلموه من تقنيات تحريك العرائس وفنون التفاعل معها في عرضين متميزين، حمل العرض الأول عنوان “ليلي والذئب” لفريق ناشئة واسط، وهي نفس القصة الشعبية المعروفة، ولكن بعد أن أعاد الناشئة صياغتها وأضافوا تعديلات على سيناريو النص، والبناء الدرامي لتسلسل أحداث القصة برؤية جديدة وفقا لقناعتهم مستخدمين عرائس الطاولة لإنجاز العرض. كما قدم نفس الفريق مشهدا بعنوان “كرة القدم”، واستعرضوا من خلاله حكايات مستوحاة من الساحرة المستديرة الأكثر شعبية بين الشباب وهم يلعبوها. وأبدع ناشئة خورفكان ودبا الحصن في تقديم عرض بعنوان “حفار القبور”، مستخدمين العرائس المحمولة لإنجازه، إلى جانب مهارات العمل الجماعي الذي عزز الانسجام بينهم في انسيابية رائعة، خلقت رؤية فنية واحدة، وصلت إلى الجمهور الذي تفاعل معها بكل سهولة. وتألق الناشئ طحنون عبيد من ناشئة دبا الحصن في مشهد القناع المحايد، الذي عبر من خلاله عن الحالة النفسية والوجدانية التي يعيشها، في علاقة متناغمة بينه وبين القناع، جسد فيها التعبير عن الذات من خلال تحريك القناع وإدراك أبعاده وفقا لمشاعره. وتميز عدد من الناشئة في تنفيذ الصوت وتصميم الإضاءة المسرحية لعروض الناشئة، بعد أن أتقنوا التطبيقات البصرية والصوتية في ورشة أساسيات التقنيات المسرحية التي قدمها الفنان محمد جمال، ليكون الناشئة وللمرة الأولى صناع وأبطال العرض من البداية إلى النهاية والمسؤولين عن كل مجرياته، ليس كممثلين فقط، وإنما كفنيين، وكتاب ومنفذي إضاءة وصوت بعد اختيار الموسيقى المناسبة. وجاءت هذه العروض نتاجا لورش تدريب برنامجي “الفنون المسرحية”، و”فنون العرائس وخيال الظل”، اللذين تنظمهما ناشئة الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين خلال العام الجاري 2018، ضمن خطتها الطموحة لتعزيز مهارات أبنائها في مختلف ألوان الفنون المسرحية بمستوياتها المتقدمة، بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح، وجمعية المسرحيين في إطار الشراكة الفنية الاستراتيجية بينهم، والتي من شأنها رفع مستوى الثقافة المسرحية للناشئة، وتفعيل تواجدهم الفني محليا وعربيا وعالميا. وفي الختام كرمت فاطمة مشربك، مديرة إدارة رعاية الناشئة في ناشئة الشارقة، الهيئة العربية للمسرح الشريك الاستراتيجي للمؤسسة وتسلم التكريم غنّام غنّام مسؤول التحرير والنشر في الهيئة، وتم تكريم كل من الفنان سعيد سلامة مخرج ومدرب فن الإيماء من فلسطين على تقديم ورشة فن الإيماء من الحركة إلى المشهد، والفنان الأسعد المحواشي أستاذ مادة فن العرائس بالمعهد العالي للفن المسرحي من تونس على تقديم ورشة فنون العرائس وخيال الظل من الفكرة إلى العرض، والفنان محمد جمال لتقديمه ورشة أساسيات التقنيات المسرحية، كما تم تكريم الشباب المشاركين في إنجاز العروض من الناشئة المنتسبين والخريجين الذين أثروا العروض بإبداعاتهم، إضافة إلى كل من ساهم في إنجاح العروض وورش عمل برامج التدريب المسرحي وتكريم عدنان سلوم مخرج المسرح وفنون العرض.
مشاركة :