أصيب عز الدين ذو الفقار بغرور بالغ بعد كلمات الإطراء والمديح التي أطلقتها الصحافة الفنية عليه، بعد فيلمه الأول، وبدأ يشعر بأنه «عبقري السينما المصرية»، وراح يتعامل مع المحيطين به على هذا الأساس. كان من جراء ذلك أن قدّم لاحقاً أفلاماً تهاون فيها وصلت إلى حد الفشل الذريع، من بينها «الكل يغني». أخذ الفيلم عن قصة محمد مصطفى المنفلوطي، سيناريو عبد العزيز سلام وحواره، وتولّت إنتاجه الفنانة أميرة أمير وبطولته، بمشاركة كل من المطرب اللبناني محمد سلمان، وكاميليا، وإسماعيل ياسين، والمطربة نجاة علي، كذلك استعان ذو الفقار بمطربة أخرى صغيرة اسمها «نجاة»، وللتمييز بينها وبين المطربة نجاة علي، أطلق عليها «نجاة الصغيرة». أخفق «الكل يغني» جماهيرياً، كما فشل نقدياً فشلاً كبيراً، والنقاد الذين رفعوا بالأمس عز الدين ذو الفقار إلى عنان السماء، نزلوا به بعد هذا الفيلم إلى الأرض السابعة، مؤكدين أنه انتهى قبل أن يبدأ! لم يحبط الفشل عز الدين ذو الفقار، كما لم يعده إلى الحالة النفسية التي وقف فيها على حافة الجنون، فقط لأنه يعيش مع من أحبها وعشقها، السينما التي باتت حياته كلها. فقرر أن يخوض تجربته الثالثة من خلال إنتاج الفنان محمد أمين، غير أنه ذهب هذه المرة إلى التراث الشعبي، فاختار سيرة «بني هلال». ضمن أحداث الفيلم وقفت «خضرة الشريفة» تتأمل «غراباً أسود» وجدته قوياً شامخاً، فتمنّت أن تلد طفلاً بصفاته نفسها، حتى ولو كان في مثل لونه، فيولد لها «أبو زيد الهلالي» ليحقق رغبتها. لكن القبيلة لا تعترف به وتتهم أمه بأنها أتت به سفاحاً، ويطردها أبوه «رزق بن نايل» من القبيلة، فيشب «أبو زيد» في قبيلة «بني زحلان» ويصبح فارساً مغواراً لا مثيل له في النزال. ويحدث أن تجمع الحرب بين قبيلتيّ «بني زحلان» و{بني هلال» فيحارب «أبو زيد» أباه، وينفطر قلب الأم. كتب عز الدين ذو الفقار النص، وانتهى من التحضيرات كافة لبدء تصوير الفيلم، وشرع فعلاً في اختيار أبطاله، وانتقى سراج منير للبطولة، على أن يشاركه أحمد البيه، وأمينة شريف، ولولا صدقي، ثم رشح للبطولة النسائية الفنانة إلهام حسين، التي عرض عليها المخرج نيازي مصطفى، في الوقت نفسه، بطولة «غني حرب»، فاختارت المخرج الأكثر خبرة والموضوع العصري. وعبثاً حاول المنتج محمد أمين إقناعها بتغيير رأيها، إذ أخفق كما أخفق في إقناع عز الدين ببطلة بديلة لها. راح يستعرض معه البديلات اللواتي يمكن ترشيحهن، وأورد المنتج أسماء كثيرة من أهمها تحية كاريوكا، وزوزو ماضي، وسامية جمال، ولكن عز الدين ذو الفقار رفض هذه الترشيحات كافة، فهو يبحث عن فنانة مختلفة عن زميلاتها، سواء في الشكل أو الأداء، فلم يكن في يده إلا إيقاف التصوير إلى حين العثور على بطلة ملائمة للدور. المخرج والفنانة بدأ عز الدين يتردد على «بيت الفن» علّه يعثر على ضالته هناك ضمن الفنانات. لاحظ زيارة فاتن بصحبة والدها اليومية، فلفتت نظره وشعر بأنها يمكن أن تكون بطلة فيلمه التي يبحث عنها. غير أنه لم يتعجل كي لا تتعجّل هي أيضاً في الرفض. وأثار انتباهه وجود والدها معها كظلها لا يفارقها، فبدأ يراقب حركاتها وسكناتها، وطريقة كلامها، وضحكتها، ونظراتها، لمدة يومين، وفي اليوم الثالث قرّر أن يقتحم عالمها. ولما عرف من خلال مراقبتها اليومين الماضيين، أن مفتاح الدخول إليها من خلال والدها، فارتأى أن تكون البداية من عنده. لم يتردّد عز الدين وقدّم نفسه لوالدها، وبعد أقل من ساعة أصبحا صديقين، إذ أعجب أحمد حمامة بأفكار السينمائي ورؤيته لهذه الصناعة. كذلك ارتاحت له فاتن، خصوصاً عندما أبدى إعجابه بها كممثلة منذ أن شاهدها في فيلم «القناع الأحمر». ولم تمض أيام قليلة حتى كانت الصداقة تعزّزت، بعدما اعتادوا اللقاء يومياً في «بيت الفن». والأهم من إعجاب عز الدين ببطلته الجديدة كان إعجاب البطلة نفسها به، بأفكاره وجنونه الفني الذي يشبه «الحصان الجامح» الذي يعجز أي شيء عن الوقوف في وجهه، كذلك بأسلوبه في الحديث، ورقته وذوقه في التعامل مع النساء تحديداً، وخياله الفني الواسع الذي تكسوه الرومانسية. بعد أيام عدة شعر عز الدين بأن الأجواء أصبحت مهيأة للهدف الذي تقرب من أجله إلى فاتن ووالدها، لكنه شعر بأنه أصبح هدفين، الأول وهو أن تكون بطلة فيلمه المقبل، والثاني أن تكون «نجمة حياته»، فقد وقع في حب بطلته قبل أن تعمل معه. غير أنه قرّر إرجاء الثاني إلى حين تحقيق الأول، كي لا يضيع منه الهدفان. وحانت الفرصة في أحد الأيام، حين أوصلها والدها إلى «بيت الفن» ثم تركها دقائق عدة للذهاب إلى مكان قريب، لشراء بعض التزامات البيت، فانتهز عز الدين الفرصة، واقترب إليها: = فاتن في حاجة كنت عايز أقولك عليها. * حاجة... حاجة إيه؟ = موضوع بافكر فيه بقالي فترة. * وأنا كنت حاسة بكده... ومنتظره أنك تتكلم أتفضل. = فاتن. أنا عايزك تبقي بطلة فيلمي الجديد. * إيه؟! قصدي بطلة كده مرة واحدة. = انت فنانة موهوبة جداً يا فاتن... واللي انت قدمتيه في السينما لحد دلوقت مقدرش يطلع اللي جواكي. * هاهاها. كلام جميل طبعاً يا أستاذ عز. بس انت شايف أنك تقدر تطلع اللي جوايا. = متهيألي أنا الوحيد اللي أقدر. * دي ثقة ولّا غرور. = بالتأكيد ثقة لأني واثق في موهبتك. * وأنا تحت أمرك. بس المهم بابا. = سيبي بابا عليا. أنا هاقنعه. كان هذا الترشيح مفاجأة لمنتج الفيلم محمد أمين. لم يكن يتوقعه لأن فاتن كانت حتى ذلك الوقت في نظره، مثل نظر كثيرين من صانعي السينما، الطفلة التي مثلت في فيلم «يوم سعيد»، والبعض يظنّ أنها حملت أول بوادر الأنوثة في فيلم «ملاك الرحمة» مع يوسف وهبي وراقية إبراهيم، لكنها أنوثة لا تصلح لدور جمال ودلال وجاذبية وإغراء. أصرّ عز الدين ذو الفقار على فاتن، رغم معارضة محمد أمين، ولم يقتنع إلا عندما حضرت بصحبة والدها إلى مكتبه لتوقيع العقد، فوجد أن الطفلة أصبحت شابة فاتنة فعلاً، وأن جمالها من النوع الآسر الواضح، فأتمّ فوراً التعاقد معها، على أن تتقاضى «ألف جنيه». حب وليد بدأ عز الدين ذو الفقار فوراً تصوير الفيلم ليقدم فاتن حمامة للسينما في البطولة المطلقة للمرة الأولى، كواحدة من النجمات. ورغم أنها لم تكن تأتي إلى التصوير إلا بصحبة «ملاكها الحارس» أحمد حمامة، فإن السينمائي الرومانسي كان يجد وقتاً أو فرصة أو مجالاً كي يكون إلى جانبها لأنه المخرج وعليه أن يوجهها حول كيفية أداء الدور ومواجهة الكاميرا. كان يريد أن يصارحها بما يشعر به من أحاسيس، لكن والدها لن يعطيه الفرصة، ولن يسمح بذلك، إلى أن اهتدى إلى الطريقة المناسبة. جاءها بالسيناريو ذات يوم وجلس إلى جانبها في ظل مراقبة والدها الصارمة، وفتح الصفحة على المشهد، وفوق كلمات الحوار وجدت فاتن ورقة بيضاء خارجة عن النص كتب عليها: «بحبك يا فاتن». سمعت فاتن حمامة أول كلمة حبّ في حياتها ضمن سيناريو فيلم {أبو زيد الهلالي» وكاد الاضطراب يبدو على وجهها وتصرفاتها، وكست وجهها حمرة الخجل، ولما كانت ممثلة بارعة فاستطاعت أن تتعامل مع الموقف وتخفي رد فعلها، وتابعت مراجعة السيناريو معه رغم أنها كانت في واد آخر بعيداً كل البعد عن الحوار والقصة، فهي الآن تعيش قصة حقيقية... لا قصة سينمائية. انتظر عز الدين جواباً على رسالته، لكنه لم يصله أبداً. كانت فاتن بحكم تربيتها العائلية لا تتجرأ على أن تفعل أمراً يغضب والدها، كذلك تمنعها التقاليد الشرقية، رغم أنها فنانة، من أن تصارحه بحبها. فهم عز المتمرس في شؤون الحب والغرام أن هذا هو التصرف الطبيعي لأنثى تبدأ تفتحها، لكنه لم ييأس. استمر في إرسال رسائل حبه الذي ملأ قلبه عن طريق تلك الحيلة التي ابتكرها. كان كلما أراد أن يبوح لها ببعض مشاعره، يلجأ إلى نسخة السيناريو، ويكتب لها كلمات تعبر عن حبه، الذي أدرك أنه بدأ يدخل إلى قلب فاتن، لأنها لم تعترض، كما لم تطلب منه أن يكف عن ذلك. بل كانت تقرأ الورقة المليئة بالحب، وترتسم على وجهها ابتسامة عريضة، وتكسو وجهها السعادة. لم يعد عز الدين يكتفي بأوراق السيناريو، بل وجد حيلة أخرى يمكن أن يبث بها عواطفه إلى حبيبته مباشرة، ليس إزاء والدها فحسب، بل إزاء الدنيا كلها. بدأ يرتجل في حوار الفيلم، باعتباره المؤلف أيضاً، جملاً لم تكن مكتوبة، يعبِّر بها عن مشاعر عز الدين، وليس «أبو زيد الهلالي»، وفهمت فاتن حيلته لتجدها فرصة أيضاً لتعبر بها عن مشاعرها تجاهه. غير أنها لم تجد سوى كلمة ترد بها على ما يقوله: «وأنا كمان». انتهى تصوير الفيلم، وبدأ عز الدين ذو الفقار يشعر بحبه يتسلّل إلى قلب فاتن، بلهفة القلب الشاب إلى أول حب في حياته، فيما بدأ هو يعاني من حبه لها. غير أن الفيلم لم ينجح، سواء على المستوى الجماهيري أو النقدي. إلا أن ما لفت نظر النقاد أداء فاتن حمامة كموهبة متميزة تستحق أن تأخذ مكانها بين نجمات الصف الأول. من ثم، بدأ اسمها يلمع ورشحت لأدوار بطولة أخرى. طلبها المخرج هنري بركات هذه المرة، عن اقتناع تام بموهبتها وقدراتها كممثلة، وأسند إليها بطولة فيلم «العقاب» إلى جانب محمود المليجي، في دور «ابتسام» ابنة الخادمة. تدور أحداث الفيلم حول الزوج العجوز الذي يكتشف خيانة زوجته له، فينوي الانتقام لشرفه ويحاول قتل العشيق الخائن. غير أن الأخير يقتله، فيموت الزوج تاركاً وراءه طفلاً، ويهرب العشيق وتتهم الخادمة في قتل سيدها، وتعهد الخادمة بابنتها «ابتسام» إلى سيدتها لرعايتها. ثم تكتشف الزوجة أن عشيقها يتحايل على سلب أموالها، وحين تواجهه بذلك، يدبر للتخلص منها فيلفق لها تهمة ويدخلها السجن. هناك تلتقى بالخادمة البريئة فتعترف لها الزوجة بكل شيء وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة في السجن، ولا تستطيع الخادمة إثبات براءتها وتقضي فترة العقوبة لتخرج من سجنها لتجد ابنتها كبرت وتريد الارتباط بابن من اتهمت في قتله ظلماً، ومن أدخلتها السجن، وكي لا تمارس الظلم كما مارسوه عليها، توافق على زواج الحبيبين. جسدت زوزو ماضي دور «الزوجة»، والفنان الشاب كمال الشناوي دور ابنها، وفردوس محمد شخصية الخادمة والدة «ابتسام»، ومحمود المليجي كان العشيق. بدأت فاتن في تصوير دورها، غير أنها كانت كلما وقفت إزاء محمود المليجي ارتبكت وأوقفت التصوير، حتى ضاق صدر المخرج هنري بركات: = إيه يا فاتن في إيه؟ انت مش حافظة ولا إيه؟ * لا طبعاً حافظة كويس يا أستاذ. = أمال إيه في إيه؟ انت عاملة شغل هايل ورائع. حصل إيه في المشهد ده؟ * بصراحة الأستاذ محمود المليجي هو السبب. = بس الأستاذ محمود حافظ كويس وعامل شغله ببراعة. * ماهي دي المشكلة. الأستاذ محمود متقمص دوره لدرجة أني باخاف أبص في عينيه. = إيه؟! مش فاهم يعني إيه؟ * مابقدرش أبص في عينين الأستاذ محمود. صدقني مابقدرش. الراجل ده ممثل مش طبيعي.. أرجوك مش هاقدر أبص في عينيه في المشهد. تفهم هنري بركات كلام فاتن حول تقمّص محمود المليجي الشخصية التي يجسدها، بل وكل دور يقدّمه، فانتحى بالمليجي وهمس في أذنه بمخاوفها، فضحك الأخير طويلاً، وقرّر أن يقدم كل مشاهده معها من دون أن تأتي عيناه في عينيها. إصرار وتحدٍّ قبل أن تنتهي فاتن من تصوير «العقاب» فوجئت بالمخرج عز الدين ذو الفقار يطلب لقاءها، لأنه يريد أن يتحدث إليها في أمر مهم. ظنّت أن ثمة فيلماً جديداً يريدها فيه، فأبلغت والدها بذلك، فسمح لها أن تلتقيه في «بيت الفن» للحصول على نسخة السيناريو. وصلت وجلست، ولكنه ظلّ صامتاً وبدا مرتبكاً، متردداً في كيف يبدأ الحديث إليها، فكان لا بد من أن تبادر هي بالكلام، خصوصاً أنه مر وقت طويل على وجودها، ولا بد من أن تعود إلى البيت: * مالك يا عز؟ أول مرة أشوفك مرتبك كده وعينيك زايغة. زي ما تكون مستني حد. = إيه لا إطلاقا. أنا بس يمكن متوتر شوية فعلاً. يمكن لأن دي أول مرة نقعد فيها سوا من غير بابا يعني. * آه.. بابا في مشوار وقاللي أسبقه وهو وزمانه على وصول. = ماهو علشان كده. * أفندم! = قصدي علشان أنه مش موجود يعني. ماتعرفيش أنا ارتبطت به قد إيه؟ * وهو كمان معجب بك وبأفكارك... وأول مرة يسمح لي أقابل حد لوحدي. = دي ثقة غالية أوي. * بس هو شايف أنك يعني. = مجنون. * شوية. = لا في الحقيقة هو كتير مش شوية. لكن في الفن بس. إنما في الحياة طبيعي جداً والله. * هاهاها. بالعكس أحياناً بيكون الجنون جميلاً ومطلوباً.. لأنه بيبعدك عن روتين وملل الحياة. وبياخدك لعالم خاص بك لوحدك بعيد عن كل الي حواليك. = مش ممكن... مش معقول! * هو إيه اللي مش ممكن ومش معقول؟ = اللي بتقوليه ده. * وإيه الغريب في اللي باقوله؟ = بالعكس مش غريب بالنسبة لي. وده اللي بيخليني مندهش. لأن الكلام ده نفس كلامي ومؤمن به جداً... وللأسف مش لاقي حد من اللي حواليّ يفهمه. * يمكن لأن ساعات الفنان بيخلق العالم الخاص به لوحده من غير ما يفكر في اللي حواليه. = أو العكس. أنه بيحاول ياخد اللي حواليه للعالم بتاعة من خلال أفكاره. * طبعاً ده لو حصل يبقى شيء جميل جداً. = إيه هو اللي جميل بالظبط؟ * يعني.. إن الفنان ياخد اللي حواليه للعالم الخاص بتاعه. = وإيه كمان؟ * وإن أفكارنا تبقى... = كملي. أن افكارنا تبقى واحدة... مش كده. * يعني. = فاتن... أنا بحبك وعايز أتجوزك. لم تكن مصارحة عز الدين ذو الفقار فاتن حمامة بحبه مفاجأة لها، بل كانت تشعر بمشاعره تجاهها، ولم تخف هي أيضاً حبها وانبهارها بشخصيته وأفكاره، الفنية والإنسانية، ورومانسيته. غير أن ذلك كله، لم يكن ليجدي من دون موافقة والدها. بدأ عز الدين يعاني معاناة حقيقية من حبه لفاتن، ولأول مرة، يجد أستاذ الحب والرومانسية نفسه في حاجة إلى نصيحة الأصدقاء والمقربين، ما جعله يلجأ إلى صديقه المصور مصطفى حسن من أجل النصيحة: - إيه يا عبقري... مش عوايدك أول مرة أشوفك في الحالة دي. = حاسس أني خلاص هاتجنن... مش قادر. - يا فنان. دي مجرد نزوة من نزواتك الكتيرة. = لا يا مصطفى. ده حب حقيقي. أول مرة أحس بالحب الحقيقي. - خلاص بسيطة. = بسيطة إزاي. - أتقدم لها وأطلب ايدها للجواز. = وتفتكر دي حاجة غايبة عني. فكرت في كده طبعاً. بس خايف والدها يرفض - وتخاف ليه قبل ما تتقدم. ما تتقدم لها ولما يرفض أبقى خاف. وأنا يا سيدي مستعد آجي معاك نطلبها. = تفتكر يوافق أبوها؟ - إيه يا عز. انت ناسي انت مين وابن مين ومن عيلة مين؟ أي عيلة تتشرف بنسبك. توجه عز الدين مع مصطفى حسن إلى بيت أحمد حمامة في حي المنيرة، حيث رحب بهما أيما ترحيب، ظناً منه أن ثمة فيلماً جديداً لفاتن، غير أنه فوجئ بعز الدين، يطلب يدها للزواج، فكان الجواب صادماً: = طبعا أي حد يتشرف بنسبك يا أستاذ عز. - الشرف ليا أنا يا أستاذ أحمد. = بس للأسف أنا بنتي ما بتفكرش في الجواز دلوقت. - أيوا يا فندم بس أحنا... = فاتن لسه صغيرة.. دي ماكملتش ستاشر سنة ولسه بدري على مسألة الجواز دي. سمع عز الدين رد أحمد حمامة، ولم يكرر طلبه، أو حتى ناقشه في أسباب رفضه. غير أنه خرج من بيته، وهو أكثر تصميماً على الارتباط بها مهما كلفه ذلك، ولم يعد أمامه سوى حل واحد، في يد شخص واحد، لن يرفض أحمد حمامة طلبه. البقية في الحلقة المقبلة
مشاركة :