مرضى نفسيون في الدراما

  • 5/25/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلومإذا كانت الدراما قد خلعت ثوب القصص الاجتماعية التقليدي لتسرع بغالبيتها صوب القصص البوليسية والجريمة والإثارة والغموض والعنف، فإن خطاً آخر ظهر بقوة في السنوات الأخيرة، ليأخذ حيزاً من النجاح أحياناً والفشل أحياناً أخرى، حيث انتشرت «الأمراض النفسية» في المسلسلات وهي حاضرة هذا الموسم، إنما بأعداد أقل. «رسايل» مي عز الدين، «لدينا أقوال أخرى» يسرا، «الرحلة» باسل خياط.. مسلسلات تعالج حالات خاصة. وإذا كان هذا اللون جديداً على مي عز الدين، فقد سبق أن رأينا يسرا عام 2016 في «فوق مستوى الشبهات» المشابه إلى حد ما لمسلسلها الحالي، وهي تعاني أزمة نفسية مرتبطة بجرائم قتل ومؤامرات. أما باسل خياط، فيمكن اعتباره «حالة استثنائية» في الدراما العربية.رأينا العام الماضي باسل مبدعاً بدور مجرم محترف ومريض نفسي في مسلسل «30 يوم»، وها هو يقدم دوراً بنفس الجودة والتميز ولحالة نفسية أخرى، في «الرحلة». هذا الفنان الذي يجيد التلون وفق ما يقتضيه الدور، يتابعه الجمهور بعمل آخر في رمضان وهو «تانغو»، الذي يبدو فيه مختلفاً كلياً عن «الرحلة».يجيد باسل تغيير ملامحه وشكله وكأنه يتقمص الحالة، يعيشها بكل إحساسه، فيصدقه الجمهور ويخاف منه ويترقب تقلباته ومفاجآته على الشاشة. والمعروف أن أدوار المرضى النفسيين تعتبر من أصعب الأدوار في التمثيل، وهي صعبة أيضاً في الكتابة. وإذا كان خياط قد ظهر في أعمال سابقة مصاباً بحالة نفسية معقدة، فإنه في «الرحلة» يلتقي مجموعة مرضى نفسيين وليس الحالة الفريدة في العمل.هذه النوعية من المسلسلات من الصعب أن تلقى شعبية كبيرة وليس من السهل أن تجذب الجمهور إليها، خصوصاً وسط هذا الكم الكبير من الأعمال المتنوعة والجيدة، لذا تعتبر مجازفة كبرى أن يراهن باسل خياط على ظهوره لعامين متتاليين كشخص يعاني اضطرابات نفسية واضحة، خصوصاً أنه يقدم نفسه للجمهور المصري. لكن نجاحه الكبير في «30 يوم» مهد له الطريق لاستكمال «الرحلة»، وبدأ فعلياً يحصد إعجاب المشاهدين وتعليقاتهم على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي. الدراما تعالج الكثير من القضايا، وتضع الجميع في اختبار، ابتداء من الكاتب الذي تقع عليه المسؤولية الأولى في إدراك أبعاد الحالات النفسية وأزماتها، والدقة في تناولها بشكل علمي وموضوعي في آن، وصولاً إلى المخرج والممثلين الذين يتحملون مسؤولية إيصال الحالة كما هي إلى الجمهور ليفهمها، ولا يشعر بالاكتئاب فينصرف عنها، وهو بدوره أي الجمهور أثبت أنه يجيد قراءة الدراما واختيار المتقن منها، حتى ولو كان أبطالها مرضى يعانون أزمات نفسية معقّدة. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :