بين عشية وضحاها وجدت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك»، بين مطرقة الضغوط الأمريكية الرامية إلى زيادة إنتاج المنظمة من النفط لكبح ارتفاع الأسعار الذي صعد بفعل العقوبات الأمريكية المنتظرة على إيران بسبب برنامجها النووي، وسندان أعضاء المنظمة الذين يتمسكون بضرورة الحفاظ على اتفاقهم الأخير بخفض الإنتاج لضمان عدم هبوط أسعار الخام إلى مستويات غير مقبولة. حث أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس دونالد ترامب على الضغط على منظمة أوبك لاتخاذ خطوات لخفض أسعار النفط، مشيرين إلى أن ارتفاع تكلفة الوقود ستلتهم حصيلة التخفيضات الضريبية لملايين الأمريكيين. وعقد تشارلز شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ مؤتمراً صحفياً في محطة وقود بالقرب من مبنى الكونجرس لانتقاد ترامب لعدم اتخاذ المزيد من الخطوات لخفض تكلفة الوقود، وقال إن أسعار البنزين قفزت 25 في المئة منذ تولى ترامب منصبه في يناير/كانون الثاني 2017. وأضاف شومر أن قرار ترامب الانسحاب من اتفاق نووي دولي مع إيران كان عاملاً في زيادة أسعار الوقود. وقال «حان الوقت لأن يقف هذا الرئيس في مواجهة»أوبك«.إنه يصاحب السعودية والإمارات وكل هذه الدول النفطية الغنية. لماذا لا يطلب منهم خفض أسعار النفط؟»مضيفاً أن ترامب يجب عليه أن يبتعد عن«رفاقه في صناعة النفط».وحثت رسالة من شومر وديمقراطيين آخرين ترامب على إيفاد وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إلى اجتماع أوبك الذي سيعقد في فيينا في الثاني والعشرين من يونيو/حزيران لإثارة مسألة أسعار النفط.في الوقت نفسه، تراجعت أسعار النفط وسط تزايد التوقعات حول زيادة«أوبك» الإنتاج في مواجهة بواعث القلق بشأن المعروض من فنزويلا وإيران.و تأثرت الأسعار بزيادة مفاجئة في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة ما دفع فرق السعر بين برنت والخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط ليقترب من أعلى مستوياته في ثلاث سنوات.وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 37 سنتاً بما يعادل 0.46% عند 79.43 دولار للبرميل.ونزلت عقود خام غرب تكساس 27 سنتاً أو 0.38 في المئة إلى 71.57 دولار للبرميل.كانت مصادر في أوبك وقطاع النفط أبلغت أن منظمة البلدان المصدرة للبترول قد تقرر زيادة إنتاج النفط لتعويض تراجع المعروض من إيران وفنزويلا وسط مخاوف واشنطن إزاء موجة صعود في أسعار الخام.روسيا تقول لديها موقف مشترك مع السعودية إزاء اتفاق النفط.وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن لدى روسيا والسعودية موقفاً مشتركاً إزاء مستقبل الاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط في حين قالت شركة لوك أويل الروسية إن الاتفاق ينبغي أن يظل مطبقاً لكنه يحتاج لتعديل.وقال نوفاك خلال منتدى اقتصادي في سان بطرسبرج من المتوقع أن يحضره وزير الطاقة السعودي خالد الفالح«لدينا موقف مشترك».واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول بقيادة السعودية وغيرها من كبار منتجي النفط وأبرزهم روسيا على خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية العام. وعبرت بعض أطراف السوق عن القلق بشأن نقص محتمل في النفط في ظل تراجع الإنتاج في فنزويلا وبعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران. وأكدت السعودية أنها قد ترفع إنتاجها النفطي لتعويض أي نقص محتمل في الإمدادات. وقال وحيد علي كبيروف رئيس لوك أويل، ثاني أكبر شركة نفط روسية والتي تنتج أكثر من 1.7 مليون برميل يومياً، إن الوقت حان لزيادة إنتاج النفط في ظل وصول السعر إلى 80 دولاراً للبرميل وهو ما لم يحدث منذ نهاية 2014. وتجتمع أوبك ومنتجون غير أعضاء في يونيو/حزيران في فيينا لمناقشة التعاون فيما بينهم ومستقبل الاتفاق وقال علي كبيروف«آمل أن نجتمع مع الوزير نوفاك قبل الاجتماع... سعر 80 دولاراً لبرميل النفط مرتفع بالفعل». وقالت وكالة الإعلام الروسية إن نوفاك أبدى اعتقاده أن متوسط أسعار النفط سيتجاوز 60 دولاراً للبرميل في 2018. (رويترز)«أجوكو» ترفع الإنتاج الليبيقال مسؤول بشركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) في شرق ليبيا إن الشركة رفعت إنتاجها النفطي إلى 180 ألف برميل يومياً بعدما انخفض إلى 146 ألف برميل يومياً أمس الأول الأربعاء بسبب طقس سيىء أثر في توربينات توليد الكهرباء، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر هويته أن الإنتاج سيزيد إلى ما بين 200 و220 ألف برميل يومياً اليوم الجمعة.كان الإنتاج توقف في حقل المسلة بعدما ارتفعت درجة الحرارة إلى 49 مئوية أمس الأول الأربعاء مما أثر في إمدادات الكهرباء.وواجه حقل السرير مشكلات مماثلة. ولم تعلن ليبيا، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بيانات الإنتاج للشهر الجاري. كانت مصادر في القطاع قدرت الإنتاج بمليون برميل يومياً قبل انقطاع الكهرباء الذي أثر في شركة أجوكو. (رويترز)
مشاركة :