قال أندرياس كريج -المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية في كلية كينجز بلندن- إن قطر تعرضت لمدة عام لحصار جوي وبرّي وبحري من قبل جيرانها العرب، أدى إلى تمزيق الروابط القبلية والأسرية التي دامت لقرون، مشيراً إلى أن أبوظبي والرياض شنتا حرباً كلامية، ونشرتا ادعاءات غير مؤكدة لتشويه سمعة قطر إقليمياً ودولياً. أضاف كريج -في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني- أن الحكومة القطرية تمكنت من تحمل الأعباء المالية للحصار، ليس ذلك فحسب، بل أيضاً تزايد عدد الأفراد والشركات التجارية الخاصة، التي ساهمت في الجهود الوطنية للتعامل مع تداعيات الأزمة. وأشار إلى أن قطر أوضحت أن سيادتها ليست مطروحة للتفاوض، ومع ذلك كانت منفتحة أمام الوساطة الكويتية. وبتوقيعها على مذكرات تفاهم واسعة النطاق مع الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين الآخرين، أكدت الدوحة على التزاماتها بمكافحة الإرهاب ومكافحة تمويله. ولفت الكاتب إلى أن مسؤولين من وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين تمكنوا من إقناع الرئيس بأن خسائر الولايات المتحدة أكبر من مكاسبها من هذا العداء، الذي يقوض جبهتها الإقليمية ضد الإرهاب والتوسع الإيراني. مضيفاً أنه في الوقت نفسه أظهرت قطر أنها لم تكن فقط شريكاً موثوقاً به في المنطقة فحسب، بل أنها الطرف الأكثر منطقية في هذه الأزمة. ورأى الكاتب أنه مع إعادة تأسيس قنوات اتصال غير مباشرة عبر سلطنة عُمان، والضغط الأميركي لإنهاء هذه الأزمة الطويلة، قد تشعر المملكة العربية السعودية بأنها أكثر ميلاً من الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى اتفاق مع الدوحة. واختتم الكاتب مقاله بالقول: «أياً كانت نتيجة أحدث مبادرة، فإن شعوب الخليج لن تنسى ما حدث الصيف الماضي، والأهم من ذلك، أنهم لن ينسوا كيف حدث ذلك، وسيكون الضرر الذي لحق بالنسيج الاجتماعي للمنطقة ومجلس التعاون الخليجي دائماً».;
مشاركة :