قال الباحث السويدي مايسام بيهرافيش إن التوترات بين إيران والمملكة السعودية بلغت مستوى غير مسبوق، مشيراً إلى وجود مخاطر كبيرة لخروج هذه المواجهة الإقليمية عن نطاق السيطرة، بيد أن السعودية لا يمكنها تحمّل هذه المواجهة العسكرية مع إيران في هذه المرحلة.أضاف الكاتب، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني، إن طهران أنشأت شبكة قوية من الجماعات التابعة لها في المنطقة على مدى العقد الماضي، والتي أوجدت ركيزة للردع يمكن أن تستخدمها إيران لمصلحتها حال نشوب الصراع. ونقل الكاتب عن نائب قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي قوله، في خطاب بثه التلفزيون، إن الحوثيين لديهم القدرة على إمطار صواريخ متعددة على الأراضي السعودية في وقت واحد، بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الحوثي على الرياض. ورأى الكاتب أن حقيقة فشل التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن في تحقيق أهدافه المعلنة -هزيمة الحوثيين واستعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى السلطة- رغم مرور ما يقرب من ثلاث سنوات من العمليات العسكرية التي لا هوادة فيها، هي عقبة أخرى تقف في طريق الحرب السعودية مع إيران. ولفت إلى أن عمليات «عاصفة الحزم» و»استعادة الأمل»، التي تشكل رسمياً حملة الرياض في اليمن، جعلت السعوديين يتعثرون في حرب أهلية مكلفة ومثيرة، دون أن تحمل الكثير من الثمار أو تحقق أي انتصار كبير للتحالف. كما أن إيران لن تتردد في نشر صواريخها الباليستية ضد الأهداف السعودية الرئيسية على الجانب الآخر من الخليج، بما في ذلك البنية التحتية لإنتاج وتصدير النفط السعودي. وبصرف النظر عن أسلوب القيادة المتهور الذي يمارسه شخصياً ولي العهد الأمير سلمان، هناك عوامل هيكلية ذات طبيعة نفسية تحرك السياسة الخارجية العدوانية السعودية في المقام الأول. وقال إنه مع تنامي نفوذ إيران، يبدو أن الرياض تعاني من إحساس بالدونية تحاول التعامل معه من خلال سلسلة من ردود الفعل السلبية العدوانية، مثل التدخل العسكري الفاشل في اليمن، والحصار المفروض على قطر، ومؤخراً محاولة إجبار رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على الاستقالة، وكلها أمثلة تدل على سياسة خارجية قصيرة النظر.;
مشاركة :