القبس على مائدة إفطار مطافي الفروانية

  • 5/26/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد العنزي وإيليا القيصر| في الوقت الذي تجتمع فيه الأسرة والعائلة على مائدة الإفطار يظل هناك مقعد خال لأب أو ابن أو أخ نذر نفسه لخدمة وطنه، تاركا أحباءه يستمتعون باللحظات الجميلة التي تجمعهم على المائدة أو أمام مسلسلات رمضان أو جلسات السمر في الديوانيات، بينما يهب نفسه لإنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات. طوال الأوقات يقف الواحد منهم جسورا في مواجهة عدو لا يعرف الرحمة قد يطاله منه الأذى في أي لحظة.. إنهم رجال الإطفاء الذين يخرجون بسرعة البرق مع كل جرس إنذار يدوي في مركز الإطفاء، معليا صوت الواجب غير آبهين ان عادوا مرة أخرى إلى عائلاتهم أم ضحوا بأنفسهم لإنقاذ غيرهم. إنهم رجال الإطفاء، وتحديدا العاملون في مركز إطفاء الفروانية. القبس أفطرت على مائدتهم ورصدت اجراءاتهم حال وقوع الحوادث، واستطلعت طبيعة عملهم في شهر رمضان المبارك. كانت الفرقة على أهبة الاستعداد بتجهيز المعدات اللازمة وخراطيم المياه والآليات تحسبا لأي طارئ.. حتى في وقت تناول الإفطار، كان الترقب واليقظة هما سيدا الموقف وتحدث الإطفائيون بكل صراحة عن واقع مهنتهم، وتنوعت أحاديثهم عن ظروف وطريقة عملهم وتعاملهم مع الحالات الصعبة والخطرة وأهم الصعوبات التي تواجههم. بداية أكد رئيس قسم الإطفاء في مركز إطفاء الفروانية المقدم مشاري التوره، استعداد رجل الإطفاء للتضحية بنفسة في سبيل الواجب المقدس الذي كلف به لحماية الأرواح والممتلكات، لافتا إلى أن وظيفة رجل الإطفاء تتطلب شجاعة ومواصفات خاصة، لأن التعامل مع النيران ليس بالشيء الهين أو اليسير. وبين التوره أن عمل الإطفائيين خلال شهر رمضان يتطلب جهدا مضاعفا، لاسيما أثناء فترة الصيام، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن جميع الإجراءات والأعمال المكلف بها رجل الإطفاء لا تتغير، فيبدأ كل فريق مع تسلم النوبة بفحص جميع الآليات والمعدات والتأكد من جهوزيتها ومن ثم التأكد من جاهزية رجال النوبة وملابسهم ومعداتهم، واتخاذ وضع الاستعداد لتلبية الواجب في أي لحظة حتى إننا نفطر واعيننا تترقب جرس الإنذار في أي لحظة. آليات حديثة ولفت التوره إلى أن الإدارة العامة للإطفاء وفرت مؤخرا عددا من الآليات الحديثة والمتطورة من سيارات الإنقاذ والسلالم والتناكر وغيرها، وجميعها مجهزة للتعامل مع مختلف أنواع الحرائق. وبين أن المركز يكافح من 3 إلى 4 حرائق يوميا خلال شهر رمضان، لافتا إلى أن أغلب البلاغات تتمثل في حرائق المطابخ خلال فترة تجهيز الإفطار أو السحور بسبب الغاز أو إهمال الطبخات أو بسبب التماس كهرباء وحرائق شفاطات المطبخ بسبب تراكم الزيوت عليه. جملة مناطق وأشار التوره إلى أن المركز يغطي مناطق خيطان والفروانية والرحاب واشبيلية والعمرية واليرموك وطرق الدائري السادس والغزالي والمطار، إلى جانب الإسناد مع مراكز العارضية وجليب الشيوخ، موضحا أن منطقة الفروانية تختلف عن غيرها بسبب الكثافة السكانية المرتفعة التي تعيق حركة الآليات إلى حد ما، إلا أن معرفتنا بجميع المداخل والمخارج والشوارع تساهم في الوصول للحريق في أسرع وقت. وبين أن رجال الإطفاء يعانون كثيرا من أخطاء العناوين في بلاغات الحرائق، حيث ان البعض يجهل العنوان الصحيح لمسكنه، إلى جانب غياب بعض لافتات الشوارع، مما يضاعف من مجهود رجال الإطفاء للوصول إلى الحرائق في أسرع وقت ممكن. وأوضح التوره أن نسب الحرائق في فصل الصيف مرتفعة عنها في فصل الشتاء وأغلبها بسبب الكهرباء والأحمال الزائدة، في حين أغلب بلاغات فصل الشتاء عبارة عن حوادث الطرق إلى جانب حرائق بسبب الدفايات أو استخدام الفحم في التدفئة. مخالفات ولفت إلى أنه تم تسجيل مخالفات بحق بعض البنايات في الفروانية وخيطان لمخالفتها اشتراطات الأمن والسلامة ومنها تهالك المصاعد التي تسبب الكثير من الحوادث، إلى جانب مخالفة التخزين في درج البناية. ونصح التوره المواطنين والمقيمين بأخذ جميع الاحتياطات من ناحية الكهرباء واستخدام أجهزة وموزعات أصلية، وتوعية الأطفال في المنزل للابتعاد عن العبث بالكهرباء أو النيران، والحرص على وجود طفاية حريق في المنزل. وأشار إلى أن إدارة الوقاية وضعت اشتراطات لجميع المباني حسب الارتفاع والمساحة والكثافة السكانية، ويقوم المفتشون بجولات تفتيشية للتأكد من استيفاء شروط الأمن السلامة وتسجيل مخالفات حال عدم الالتزام بوجود كواشف دخان أو مرشات حريق وأبواب الطوارئ وغيرها من الاشتراطات، لافتا إلى أن المركز يقوم بتسجيل أسباب الحريق وتحرير مخالفات إذا كان الحريق بسبب عدم الالتزام باشتراطات الأمن والسلامة. ثلاث نوبات من جانبه، قال النقيب محمد المطيري ان الدوام في المركز ينقسم إلى ثلاث نوبات، وعدد أفراد النوبة الواحدة من 30 إلى 35 رجل إطفاء، وينقسمون إلى فرقتي المكافحة والانقاذ، إضافة إلى قائدي الآليات الثقيلة مثل آلية البمب وآلية السلم وآلية تنكر المياه، مشيرا إلى أن النوبات والشفتات لم تتغير خلال شهر رمضان المبارك إلا مواعيدها التي تغيرت بدلا من بدايتها 8 صباحاً ولمدة 24 ساعة، أصبحت من 5 عصراً ولمدة 24 ساعة، لا سيما أن الاستجابة للحوادث تتم في أي لحظة. ودعا المطيري المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر خلال موسم الصيف، لاسيما أثناء القيادة والتوجه إلى الشاليهات والانتباه إلى أطفالهم في البحر أو أحواض السباحة. الالتزام بالتعليمات بدوره، دعا الملازم علي محمد المواطنين والمقيمين لقراءة التعليمات على المواد المستخدمة للتنظيف قبل الاستعمال واتباعها والالتزام بها وعدم خلطها مع بعضها اعتقادا بقوة فاعلية التنظيف، مؤكدا أن عدم اتباع الإجراءات الصحيحة قد يؤدي إلى مخاطر متعددة، منها الحريق أو الانفجار أو التآكل أو التأثير على صحة الانسان نتيجة الأبخرة التي قد تؤذي الجلد أو الجهاز التنفسي وغيرها من التأثيرات التي قد تؤدي إلى الوفاة، مشددا على الانتباه للأطفال خلال استخدام الأجهزة الكهربائية والشواحن، معتبرا اياها قنابل موقوتة بكل منزل. وأشار محمد إلى أن الحرائق قلت خلال السنة الحالية عن السنوات السابقة لزيادة الوعي، لافتا إلى أنهم على أهبة الاستعداد لأي حادث أو حريق حفاظاً على الأرواح البشرية والممتلكات. وأوضح أن أي حادث عادة يخرج إليه مركزا إطفاء، واحد أساسي وآخر اسناد، ويستغرق الوصول إلى مكان الحادث من 4 إلى 5 دقائق، مشيرا إلى أن أبرز الحوادث التي تواجههم خلال فصل الصيف في الغالب الحرائق الناجمة عن التماس الكهربائي، بسبب قلة جودة الأسلاك أو الحمل الزائد على نقاط الكهرباء، ما يؤدي إلى سخونتها وبالتالي اشتعالها. تأمين صحي وبدوره، طالب الرقيب غريب الجسار بتأمين صحي لجميع أفراد أسرته أو إضافتهم بمستشفى الجيش والشرطة وبتوفير ناد للإطفائيين، وإقرار بدل التلوث. وناشد الجسار المواطنين والمقيمين بالانتباه لأبنائهم خلال فترة الإفطار وما بعدها وأيام القرقيعان وعدم خروجهم بين الطرقات حفاظاً على سلامتهم من الحوادث وتجنيب لعب الأطفال بالألعاب النارية خلال أيام العيد. عبث الأطفال ومن ناحيته، أوضح وكيل عريف أحمد الفيلكاوي أن أغلب الحوادث والحرائق التي تعامل معها المركز ترجع إلى زيادة أحمال الكهرباء، بالإضافة إلى عبث الأطفال واللعب بالكبريت والألعاب النارية ونسيان غاز الطبخ وإهمال الخادمات. وأكد الفيلكاوي أن جميع المعدات والمركبات يتم فحصها بالكامل عند تسلم كل نوبة للتأكد من صلاحيتها للعمل واكتشاف أي عطل وفحص الملابس وأجهزة التنفس. أسوأ حريق: 3 أطفال قضوا اختناقاً روى التوره مواقف صعبة مع أسوأ حريق، قائلاً: واجهنا خلال هذا العام حريق شقة في الدور السادس في الفروانية، توفي فيه ثلاثة أطفال، بسبب سوء التصرف، حيث تأخر السكان في الإبلاغ عن الحريق، وكان وقت المغرب خلال زحام الشوارع. وأضاف: عندما وصلنا وجدنا أماً تحمل رضيعها وتستنجد من شباك الشقة، وصعد رجال الإطفاء على سلالم سيارة الإطفاء وأنقذوا الأم والرضيع، وكان هناك 3 أطفال داخل الغرفة في حالة إغماء تم حملهم ونقلهم إلى سيارات الإسعاف، ولكنهم للأسف توفوا بسبب الاختناق من الدخان رغم أن الحريق الفعلي كان في الشقة المجاورة، لكن الأم فتحت باب الشقة والغرفة ما سمح للدخان بالتراكم داخل الشقة. مستعدون للتضحية أكد النقيب محمد المطيري أن رجل الإطفاء الكويتي مدرب ومهيأ نفسيا للتضحية بنفسه في سبيل إنقاذ أي روح بشرية تستغيث به، وهم يعلمون أنه مع كل جرس إنذار قد يخرج رفيقان ويعود منهم واحد فقط، ولكن هذا هو دور رجل الإطفاء وواجبه. إجهاد الصيام أكد أحمد الفيلكاوي أن رجال الإطفاء يتعرضون لإجهاد مضاعف خلال إخماد الحرائق في فترة الصيام، مشيرا إلى أن البعض لديهم القدرة على التحمل وآخرين يصابون بالإجهاد فيضطرون للإفطار وشرب الماء بسبب الاختناق بالدخان وجفاف الجسم بسبب الحرارة، لافتا إلى أن هناك فتوى من إدارة الفتوى والتشريع تجيز إفطار رجل الإطفاء نتيجة الجهد الذي يقوم به. نصائح مهمة حال حدوث حريق 1 – العمليات فور حدوث الحريق قبل أي محاولة لإخماده. 2 – إخلاء المبنى من السكان. 3 – إغلاق باب الغرفة أو الشقة المشتعلة حتى لا ينتشر الدخان في باقي البناية. 4 – فتح شبابيك مداخل البناية أو الشقة أن امكن لخروج الدخان إلى الخارج. 5 – عدم فتح الباب والشباك في نفس الوقت حتى لا يسهم تيار الهواء في انتشار الدخان والنيران. 6 – استخدام درج البناية وعدم استخدام المصاعد. طرق الوقاية من الحرائق 1 – عدم استخدام الكبريت، لاسيما إذا كان الأسرة لديها أطفال. 2 – تجنب تحميل أجهزة المطبخ مثل الفرن الكهربائي والمايكرويف والثلاجة على نقطة كهرباء واحدة. 3 – استخدام موزع «مشترك» أصلي من نوعية جيدة والابتعاد عن الأنواع الرخيصة والمقلدة. 4 – تغير شفاط المطبخ حال تراكم الزيوت عليه. 5 – التأكد من إطفاء جميع الأجهزة والشفاطات قبل مغادرة المنزل. 6 – حفظ مواد التنظيف في مكان جاف وبعيد عن متناول الأطفال. 7 – تركيب أجهزة استشعار حرائق في المنزل مع العلم أن سعره ديناران ومتوافر في لوازم العائلة. 8 – تجنب التخزين في مداخل ودرج البنايات. آليات ومعدات المركز 1 – السيارة الجيب التي تتقدم جميع الآليات إلى موقع الحريق. 2 – سيارة الإنقاذ المجهزة بجميع معدات الإنقاذ. 3 – سيارة البمب. 4 – سيارة التنكر لنقل المياه لتغذية سيارة البمب. 5 – سيارة السلم وهي مجهزة بكاميرات وسنسر. مستعدون للتضحية أكد النقيب محمد المطيري أن رجل الإطفاء الكويتي مدرب ومهيأ نفسيا للتضحية بنفسه في سبيل إنقاذ أي روح بشرية تستغيث به، وهم يعلمون أنه مع كل جرس إنذار قد يخرج رفيقان ويعود منهم واحد فقط، ولكن هذا هو دور رجل الإطفاء وواجبه. إجهاد الصيام أكد أحمد الفيلكاوي أن رجال الإطفاء يتعرضون لإجهاد مضاعف خلال إخماد الحرائق في فترة الصيام، مشيرا إلى أن البعض لديهم القدرة على التحمل وآخرين يصابون بالإجهاد فيضطرون للإفطار وشرب الماء بسبب الاختناق بالدخان وجفاف الجسم بسبب الحرارة، لافتا إلى أن هناك فتوى من إدارة الفتوى والتشريع تجيز إفطار رجل الإطفاء نتيجة الجهد الذي يقوم به.

مشاركة :