لندن – وكالات يتراجع الدولار الأمريكي عالميا في الوقت الراهن بعد سياسات وقرارات للرئيس دونالد ترامب أبرزها التهديد بفرض رسوم جديدة وإثر نشر محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والذي بدت لهجته تميل إلى التيسير النقدي. وتقول صحيفة لـ”فايننشال تايمز ” ، العملة الخضراء تهيمن على صناعة التمويل العالمية، وتحظى بحصة مسيطرة في المعاملات المالية الدولية ، لكن لا يمكن اعتبار تفوقها أمرًا مفروغًا منه، فربما يؤسس الرئيس “دونالد ترامب” حاليًا لزوال ذلك. حيث أبدى ” ترامب” في كثير من الأحيان تأييده لدولار ضعيف، على ما يبدو أنها محاولة منه لمواجهة الدول الأخرى التي يزعم أنها تملك ميزة تجارية غير عادلة أمام الولايات المتحدة، عبر إضعاف عملاتها لزيادة الصادرات. يشار هنا إلى أن وزير الخزانة الأمريكي، ستيف منوشين، قد ذكر في فبراير/شباط الماضي أن “ضعف الدولار أمر جيد بالنسبة لنا من حيث صلته بالتجارة والفرص.” المعاملات التجارية التي تجريها الصين وكوريا الجنوبية باستخدام عملتيهما بدلًا من الاعتماد على الدولار كعملة وسيطة. ويتركز الضرر الحقيقي الذي يهدد مكانة الدولار في السياسات التي من شأنها القضاء على الاستقرار المالي، وقوة المؤسسات في الولايات المتحدة، وجدارتها بالثقة. ويؤدي انهيار الدولار إلى ارتفاع مستوى البطالة، الأمر الذى سيعود بالولايات المتحدة إلى فترة الكساد. وتشير صحيفة فايننشال تايمز “يحتاج الدولار إلى دعم من البنك المركزي بعيدًا عن التدخلات المباشرة، إضافة إلى سيادة القانون التي يحميها نظام قضائي مستقل، وبذلك تكتمل مجموعة العوامل المعززة لثقة المستثمرين في المؤسسات الأمريكية. وتضيف “حتى لو أن هيمنة الدولار كوسيلة للتبادل التجاري في تراجع، فإنه بلا منازع الملاذ الآمن الأفضل، ولم يظهر المستثمرون الأجانب، بما في ذلك البنوك المركزية، أي علامات على التخلي عن أصولهم الدولارية.
مشاركة :