نـــبــــــض: هل خرج الشاعر أحمد درويش من حسابات زمن الشعر؟

  • 5/27/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بين الريح وبين سحب الحلم تلك العيون التي تنشغل بالحب وتسير نحو ظل روحها التي تسكن النبض.. (النبض) ذلك السر المحرك للقلب ولعافية كلما كبرت قوي نبضها وانشغلت بالمستحيل. الشعر ذلك الطيف الذي ليس لنا في قبضته مفك، لأنه كلما تأرجح في الذاكرة كلما قرب من القلب، فلست ممن يرى لأن الشعر أن لم يكن بلغته الفصحى فهو خارج ازمنة الشعر، لأني مؤمن أن الشعر بأي لهجة أو لغة كتب فهو (شعر) مادام يفضح ما يختبئ في الروح ومادام هذا الشعر يشعل فينا الحياة. هكذا رأيت في نصوص الشاعر البحريني أحمد درويش ما يحرك في عافيتي نبض الشعر وكي لا افسد جمال ما كتبه درويش في نصه الجميل «كنز مكنون» اترك للقارئ هذا النص ليحكم، هل أحمد درويش بكتابته النص باللهجة العامية خرج من حسابات زمن الشعر؟ كنز مكنون نص- أحمد درويش يخيط الليل ما يبلى من اشجاني ليكسوني بنهاري بسمةٍ ما زخرفتها عْيون. وشاخت وهْي تجري بين وجهي القاحل وْافلاكه المشحونه – انفاسي وعِجَزْت اطفي شموعي النّاعسه واتْهجّى ايّامي واظلْ اغرف حنيني من نهر ذكراي واغرق في ظماي وْلهفتي لا تسمن ولا تغني مْن الشوق. ولا شال الفجر خوفي من ضْلوعي ولا بلّ الندى لِعْروق. وطارت روحي تْضمّ الفضا وتِرقى سلالم هالغياب وْتلبس ثْياب السهر لِمْرصّعه بِنْجوم وتتْوسّد بعزّ الصيف كِذْب غْيوم إذا ضاع الفرَح فيني يغيب الفرْح عن هالكون. ويتوه العيد عن أرض الجراح المعشبه بنوحي وسطِرْ فاقد حواسه الخمس ما يتنبّه لْبوحي ويجهلني الربيع المنتشي بْحسّك وبطيوفك ولا يعرف يغنّي لي الشتا بهجه إذا ما تعزفك لِمْزون. وتظلْ تهذي مثِل لاجراس آفاقي ومصابيحي ضياها باهتٍ ما يهدي دْروبي وشراعي ما عرف وين اتجاهاته وتتْشقق – إذا هبت رياح الياس – أحلامه وعقد مْن الوله متبعثرٍ ف بْحور آهاته ولا لساني بدا يطلق خيوله وتِجْمح حْروفه ولا صمتي غدا مسجون. وقلبٍ يتْبع آثار الأغاني في صحاريها ونبضه تهتدي بومضة قناديله إذا ضوّت شواطيها وحنايا الجوف تتْشتت بهمس وْما قِدَرْت اصعد مناراتي ولوحة هالهوى فيني عِجَزْت انقش ملامحها يدين الوقت لو تمسك لها يْدين السنين تْلوّنت بِجْنون. وغدا أحلى العمر مسروق. أبروي كلمةٍ تذبل على اهدابي صداها يوصل لأقصى مدى لكن بليّا صوت وفي دنيا الرجا دارت مواويلي وتتسابق لتهرب من حضن هالموت بنيت مْن الدقايق قصر هذا الحبْ لتستنشق شبابيكه نسيم شْعورك البارد وأبوابه افتحَت لك ركْنه الحاني وأسواره ارفعَت أعناقها لجْل ان تخبّي أجمل اسرارك وينبت في صباحاته عشِب لِظْنون. وتكتب هالمواعيد وسوالفها هدى وشْروق. يشحّ الصبر ما يمطر ثواني تسْقِ لحظاتي ولا تحصي دموعي – كلّما ضمّت سما الاحزان – نجماتي أبي أرسم بريشة لحنك الموجوع ضحكاتي وكلّ الشعْر لو يكتبْه لك ماي الذهب يثمل غدا متكسّرٍ / مترنّحٍ.... موزون. تعال... وخطوتك تزهر لقا بآخر طريق النور تعال... وغربتك تثمر وطن حسنٍ وفاح عْطور تعال احفر جسد ماهو سوى صرخه لتلويحة تراب وطين تعال وغوص ما بين الحشا الفارش بأعماقي براحٍ من مسافاته عجز يصدق به التخمين تلاقي صدري المفتوح لك صندوق. وتلقى بين ما تخفي أحاسيسي معاني كنزك المكْنون. a.astrawi@gmail.com

مشاركة :