إذا كانت قطر في أزمة، فلن تلاحظ ذلك خلال زيارة خاطفة لها؛ وحتى خلال شهر رمضان، عندما يتم إغلاق العديد من المحلات التجارية ومعظم المطاعم خلال ساعات النهار، تكون الطرق مزدحمة بالسيارات رباعية الدفع التي تستهلك كميات كبيرة من الغاز، والتي تنقل القطريين الأثرياء إلى المكاتب المكيفة والبيوت الفخمة ومطار جديد لامع.هكذا استهلت صحيفة «تلجراف» البريطانية تقريراً حول كيفية مواجهة قطر للحصار المفروض عليها من قبل جيرانها. وذكرت الصحيفة أن هيئة قطر للاستثمار أعطت دفعة هائلة للحكومة لضخ 38 مليار دولار في الاقتصاد في الأشهر التي تلت الحصار، وكتب إحسان خومان، من مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية، الشهر الماضي يقول إن «عبء الضربة الاقتصادية التي تلقتها قطر من المرجح أن يكون قد انتهى»، مع تعويض التباطؤ في قطاع السياحة والسفر، بالنمو في النفط والغاز والتصنيع، حيث تنتج قطر المزيد من منتجاتها الخاصة رداً على الحصار. وأشارت الصحيفة إلى أن الحصار دفع قطر للتفكير في طرق لتحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى أنها كانت تشتري معظم منتجاتها من الألبان من السعودية، لكنها الآن بصدد استيراد أكثر من 10000 بقرة تسمح لها بإنتاج ما يكفي من الزبادي والجبن والحليب لتلبية احتياجاتها الخاصة. وعن استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم في 2022، قالت الصحيفة إن قطر استثمرت مليارات الجنيهات قبل البطولة، وليس فقط في الملاعب ذات التقنية العالية والمكيفة، ولكن أيضاً في مشاريع البنية التحتية الضخمة بما في ذلك نظام المترو الجديد، والمطار الموسع، ولوسيل، وهي مدينة جديدة كاملة تقع إلى الشمال مباشرة من الدوحة، وستبلغ تكلفة بناء المدينة حوالي 45 مليار دولار، وستكون موطناً لاستاد لوسيل المتميز، حيث ستقام المباراة النهائية لكأس العالم. ونقلت عن أكبر الباكر قوله إن البطولة «ستقدم قطر إلى العالم. ويضيف: «اليوم يقول بعض الناس إن قطر بلد صغير في منطقة نائية في الخليج، ولكن عندما يرون ما يمكننا تقديمه، سيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة لسمعة الثقافة لدينا».;
مشاركة :