عواصم - وكالات: بعد أيام يمر عام على الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين - بالإضافة إلى مصر- على دولة قطر في شهر رمضان الماضي، فكيف واجهت قطر هذا الحصار وكيف تعاملت معه ؟، في هذا الإطار، يقول الكاتب جاك تورانس إن قطر إذا كانت تمر بأزمة فإن المرء لا يمكنه ملاحظتها، لا في رحلة طيران ولا أثناء شهر رمضان الذي تغلق فيه العديد من المحلات التجارية والمطاعم أبوابها خلال ساعات النهار. ويمضي تورانس في مقاله التحليلي في صحيفة ذي ديلي تلجراف البريطانية بالقول: إن المرء إذا نظر إلى الدوحة من ناطحات السحاب فيها، فإنه سرعان ما يشاهد المناظر الطبيعية الرملية وقد تناثرت عليها مواقع عمرانية مزدحمة وسط طفرة إنشائية، كل هذا يحدث في قطر بالرغم من الحصار الذي يفرضه عليها جيرانها، بمن فيهم السعودية والإمارات ومصر، وسط مزاعم شتى. ويشير الكاتب إلى الحصار الذي تعرضت له قطر فجأة في يونيو الماضي، والذي كان بمثابة الحصار البري والبحري والجوي في لحظة واحدة، ويضيف أن الخطوط الجوية القطرية سبق أن تمتعت بنمو أسرع من منافسيها ممثلين في طيران الاتحاد وطيران الإمارات، وينسب الكاتب إلى الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية أكبر الباكر القول إن الشركة تمكنت من خفض تكاليف العقوبات من خلال تأجيرها تسعاً من طائراتها مع أطقمها إلى الخطوط الجوية البريطانية، وذلك تجنباً لأي طائرات تكون زائدة على الحاجة. وانتقد الباكر منظمة الطيران المدني الدولي لطريقة تعاملها مع الأزمة، وقال إنها تعتبر جزءاً من الأمم المتحدة ومسؤولة عن وضع القواعد الخاصة باستخدام الفضاء الجوي، بيد أنها «اتخذت مقعداً خلفياً»، مما ترك قطر دون فرصة للطعن في هذه القيود. ويضيف أن الفضاء الجوي لا يعود لبلد ما، بل ينتمي إلى مجتمع دولي، وأن قطر تعتبر جزءاً من المجتمع الدولي، وهي عضو في منظمة الطيران المدني الدولي والأمم المتحدة، ولذا فهما بحاجة لأن تقوما بعملهما. ويقول الباكر «نحن لا نطلب الإذن بالهبوط في بلادهم، بل نحن نطلب أن يتم استخدام هذا المجال الجوي الدولي لحركة الطيران المدني الدولي». وأضاف الكاتب أن الحصار أجبر قطر على التفكير في طرق لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ويضيف أن قطر لا تواجه مشاكل تتعلق بالبطالة، وأنها تمكنت من مواجهة العاصفة بشكل كبير في ظل احتياطاتها الهائلة من النفط والغاز، والتي استمرت في التدفق، مما يوفر لها عشرات المليارات في كل عام. ويقول إن ما يساعد قطر هو ما يتمثل في كون أكبر شركائها في التصدير هم ليسوا من جيرانها المباشرين، حيث لا يظهر طلب الدول مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين والهند على البتروكيماويات من قطر أي علامة على التراجع. ويقول الكاتب إن السؤال الرئيسي للكثيرين هو ما إذا كان الحصار سيتوقف في الوقت المناسب لاستضافة قطر كأس العالم لكرة القدم في 2022. ويضيف أن قطر تستثمر مليارات الدولارات في هذا السياق استعداداً لاستضافة البطولة، وليس ذلك في الملاعب ذات التقنية العالية مع تكييف الهواء فحسب، ولكن أيضاً في مشاريع البنية التحتية الضخمة بما في ذلك نظام قطار الأنفاق الجديد والمطار الموسع ومدينة الوسيل التي تعتبر مدينة جديدة كاملة. وتقع الوسيل شمالي الدوحة، حيث تبلغ تكلفة تشييدها نحو 45 مليار دولار، وستكون موطناً لملعب الوسيل المتميز الذي ستقام فيه المباراة النهائية لكأس العالم 2022. ويختم الكاتب كلامه بتصريح للبارك يقول فيه «لا نرى أي ضوء في نهاية النفق، وذلك لأن البلدان التي تفرض الحصار تصرّ على أن ما تفعله يعتبر هو الصحيح».
مشاركة :