ذكر الله سبحانه قصة نبيه موسى عليه السّلام في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، فهو من أولي العزم من الرسل، وقد تضمّنت قصصه عليه السّلام الكثير من الأحداث والمواقف المليئة بالحِكم والعِبر التي بإمكان المسلم الاستفادة منها في حياته.. الكثير من الدروس والعبر عن نبي الله موسى تحكي طِيَّاتها السطور المقبلة..تولى فرعون حكم مصر وكان طاغيًا يخشاه الناس، ولا يستطيع أحد عصيان أوامره، ولما رأى فرعون أن أعداد بني إسرائيل تزداد، أمر أن يتم قتل أي مولود ذكر يولد لبني إسرائيل، وكان ذلك بسبب سماعه من حاشيته أنه هناك ذكرًا من بني إسرائيل، سيأخذ منه الحكم ويصبح حاكمًا لمصر بعده ذات يوم.تربى النبي موسى في قصر فرعون، بعد أن اتخذته زوجته ولدا لها، وفي يوم كان يمشى في المدينة فإذ به يرى رجلين يتقاتلان، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من آل فرعون، فاستنجد به من هو من بني اسرائيل، فنجده وضرب الآخر ضربه قتلته دون قصد، مما جعله خائف، وانتشر الخبر في المدينة مما جعله يهرب واتجه إلى بلاد الشام.لقاء النبي شعيبتعرف موسى على النبي شعيب الذي سقي موسي لابنتيه دون أجر، فحكي موسى له قصته، وعرض النبي شعيب عليه أن يزوجه أحد ابنتيه على أن يأجره ثماني سنوات، وبعدما مر عشر سنوات قرر موسى الرجوع إلى مصر مرة أخرى.سافر سيدنا موسى إلى مصر هو أهله، وخلال رحلته أوحى الله عليه، وكلفه بالرسالة وامره أن يذهب إلى فرعون يبلغه رساله الله له وجعل الله من عصى موسى معجزه، فطلب موسى من الله أن يرسل هارون أخوه لأنه أفصح منه في الكلام، وذهب وموسى وهارون إلى فرعون برساله الله ومعجزة فلم يصدق وكذبهم، وتمادي في ظلمه.موسى والسحرةكان فرعون قد وعدهم بمكافئات وهدايا عظيمة، إن تفوقوا على موسى في السحر، ثم بدأ العرض فسألوه من يبدأ، فقال موسى ابدءوا أنتم.قام السحرة بإلقاء العصية فأصبحت ثعابين كبيرة وصغيرة تتلوى على الأرض، فخاف موسى في نفسه، فأوحى له الله "قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى (68) وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى"فألقى موسى عصاه؛ فأصبحت ثعبانًا كبيرا التهم كل الثعابين التي على الأرض، مما أفزع الناس، ثم مد موسى يده إلى الثعبان؛ فعاد عصا مرة أخرى، وأدرك السحرة أن موسى ليس ساحرًا، بل هو رسول من الله بعثه الله بالمعجزات.قالت السحرة في نفس واحد، أنهم آمنوا بالله وبرسوله، وخروا ساجدين على الأرض، مما أغضب فرعون أشد الغضب، وهددهم بالتعذيب، وأنه سيقطع أيديهم وأرجلهم ويصلبنهم على الشجر جزاءًا بما فعلوا.هروب بني اسرائيلانتظروا حتى نام الناس، وخرجوا بأمتعتهم وملابسهم إلى ناحية البحر الأحمر، وفي الصباح اكتشف قوم فرعون أن بني إسرائيل، قد هربوا من مصر، فأخبروا فرعون فخرج ورائهم بجنوده وأسلحته.لحق فرعون وجنوده بموسى وبني إسرائيل، فلما رأى بنو إسرائيل قوم فرعون خلفهم، خافوا خوفًا شديدًا، وألقوا على موسى اللوم، وأوحى الله إلى موسى أن يضرب البحر بعصاه، فلما ضربه؛ انشق طريقًا يابسًا وسط البحر.مر موسى وبنو إسرائيل من الطريق، حتى وصلوا للشاطئ الآخر، ولحقهم فرعون وجنوده وبينما هم يجرون خلفهم، انطبقت عليهم المياه؛ فأغرقتهم وقال فرعون وهو ينازع الموت: آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين، ولكن هيهات فقد فات الأوان، وغرق فرعون وجنوده جزاء بما فعلوا.
مشاركة :