لئلا يفقد «الهيبة» هيبته

  • 5/29/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

على غير العادة في سلاسل الأعمال الدرامية وبخاصة الرمضانية منها، عاد مسلسل «الهيبة» إلى الوراء ليبث عبر الجزء الثاني أحداثاً سابقة على الجزء الأول. والمسلسل الذي حصد العام الماضي في الجزء الأول نسب مشاهدة وتفاعل عالية، يبدو حتى الآن أقل وهجاً في نسخته الثانية أو لنقل الـ «ما قبل» الأولى إن صحت العبارة، بخاصة مع غياب نادين نسيب نجيم هذا العام، في حين أنها وتيم حسن كانا ركني نجاح العمل في أول عرض له رمضان المنصرم. وبمعزل عن مدى نجاح الطبعة الثانية من عدمه ومدى مجاراتها للطبعة الأولى، تبقى ظاهرة السلاسل اجمالاً جديرة بالنقد. فما أن يحصد عمل رمضاني ما نجاحاً وتفوقاً حتى يهرع القائمون عليه إلى الاعداد لجزء ثان وثالث وهكذا دواليك. وكي لا يفقد «الهيبة» هيبته ربما كان ضرورياً أن لا تتتالى أجزاؤه. وفي الغالب الأعم تقل نسب النجاح والتميز وتتراجع مستويات الإبهار والإتقان عاماً بعد عام وجزءاً بعد جزء، كون الفبركة والحشو والحشر تغدو ملامح فارقة في الأجزاء المصطنعة التي تفتقد شيئاً فشيئاً ضرورتها ووجاهتها الدراميتين وتغدو أشبه بكمالة عدد أو لزوم ما لا يلزم وكأنه لا مناص من توالي الأجزاء والمواسم في حين أن العكس هو صحيح. فلئن كان مقبولاً عرض موسمين أو ثلاث لعمل واحد وضمن حبكات تسلسلية مقـــنعة، لكن ما ليس معــقولاً أن تتوالى الفصول دونما توقف كما الحال مع جملة أعمال لعل أبرزها «باب الحارة» الـــذي عرض على مدى عـــقد من الســنين ليغيب هذا الموسم. وهو منذ سنوات فـــقد بريقه وبات يعاني من الترهل والركاكة. ليس هذا فحسب بل إن افتعال حبكات وأجزاء إضافية سنة تلو سنة لعمل ما كان حصد النجاح وخطف الأضواء في بدايته يقضم شيئاً فشيئاً من رصيد العمل الايجابي المتكون لدى المشاهدين ويشوه الصورة الجميلة عنه التي تبقى عالقة في ذاكراتهم. ولعل السبيل للحد من ظاهرة توالد الأجزاء كيفما اتفق في الاعمال الدرامية هو في السعي دوماً وراء حبكات وقصص وأفكار جديدة تفرز أعمالاً ناجحة بذاتها، وليس كما هي الحال مع النسخ المتناسلة من عمل ناجح، لكن جراء مطه ومده إلى حد الابتذال فيغدو رويداً رويداً أقل من عادي. بل ويـــغدو محط تهكم وغمز ولمز كما هو ملاحظ مع المسلسلات المجزأة، بخاصة التي تمتد على مدى سنوات وسنوات. فالأحرى والحال هذه بصناع الدراما من منتجين ومخرجين وممثلين بدلاً من الدوران في شرنقة عمل ما مهما كان متميزاً وناجحاً، الدنو إلى أعمال أكثر نجاحاً وتألقاً. وهنا يكمن التحدي والإبداع.

مشاركة :