انزعاج تركي مبطن من دور سعودي في منطقة الجزيرة السورية

  • 5/30/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة - تتعامل تركيا بحساسية مبالغ فيها مع الأدوار التي تسعى دول أخرى للعبها شمال سوريا، وتبادر إلى توجيه الاتهامات لها بالهيمنة مع أن الجيش التركي يعمل جديا على احتلال شريط حدودي داخل الأراضي السورية لمنع أي تواصل كردي سوري مع الحدود التركية. وقال متابعون للشأن السوري إن الحملة التي بدأتها وسائل إعلام تركية ضد دور سعودي مفترض في منطقة الجزيرة السورية هي جزء من خطة أنقرة لإفساح المجال لها وحدها لامتلاك النفوذ في سوريا، وأن الأمر حدث كذلك مع الولايات المتحدة. وحاولت وسائل إعلام تركية إثارة صورة ملتبسة على الدور السعودي في مناطق تمركز عربي كردي مشترك من خلال الربط بين الفصائل التابعة للعشائر العربية وبين الفصائل الكردية التي تعتبرها أنقرة كيانات إرهابية للإيهام بأن الرياض تدعم تلك المجموعات ضد الوجود التركي في امتداد لنظرية المؤامرة التي لا يفتأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأعضاء حكومته يلجأون إليها لتبرير أخطائهم في ملفات كثيرة. ونقلت وكالة الأناضول التركية أن ثلاثة مستشارين سعوديين زاروا، الجمعة الماضية، القاعدة الأميركية في “خراب عشك” جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شمالي شرقي سوريا، وزعمت أنهم التقوا مسؤولين في تنظيم “بي.كا.كا” الذي تصنفه أنقرة إرهابيا. وقوات “الصناديد”، هي قوات عربية تأسست عام 2013 من قبل بعض أبناء عشيرة شمر، وشاركت في قتال داعش، وتتواجد غالبيتها في مناطق ريف الحسكة، ويقودها حميدي دهام الهادي الجربا. ويشير المتابعون إلى أن السعودية ليس من أساليبها التدخل في ملفات جزئية يمكن أن تغطي على دورها الرئيسي كعضو في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، وأن وجود هؤلاء المستشارين ولقاءاتهم لا يمكن أن يخرجا عن هذا السياق، لافتين إلى أن أنقرة تستمر بنفس أسلوبها القديم في مراكمة الأعداء ما يجعلها لا تميز بين الحرب على داعش ومتطلباتها وبين أحداث افتراضية تخلقها هي بنفسها لتضخيم نظرية المؤامرة التي يراد منها تجميع الأتراك حول معارك وهمية لم تجلب عليهم سوى المزيد من الأزمات. الرياض منفتحة على العشائر في الشمال السوري الرياض منفتحة على العشائر في الشمال السوري ويؤكد هؤلاء أنه من حق السعودية أن تنفتح على العشائر العربية شمال سوريا، وأن تقدم لها الدعم مثلما تدرب تركيا وتسلح مجموعات إخوانية سورية خاضت بها معارك في مدينة عفرين وغيرها، متسائلين هل أن السعودية ممنوعة من البحث عن تدعيم مواقع نفوذها الإقليمي فيما الأمر مسموح به لتركيا وإيران التي تعمق نفوذها في سوريا ولبنان والعراق. ولا تفتأ وسائل إعلام تركية تذكّر بزيارة ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي إلى مدينة الرقة في أكتوبر من العام الماضي بعد تحريرها من داعش، ولقائه مسؤولين أميركيين، على أنه دليل على رغبة سعودية في لعب دور ما في شمال سوريا إلى جانب الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة. ولا تخفي السعودية أن زيارة السبهان كانت تهدف إلى الاطلاع على فرص إعادة إعمار مدينة الرقة التي خربها تنظيم داعش. كما أن وجوده في احتفال المدينة بتحريرها كان رسالة دعم رمزية للحرب على الإرهاب. ويعتقد محللون أن تضخيم وسائل الإعلام التركية لأنشطة سعودية محدودة هدفها صرف نظر الأتراك عن القضايا المصيرية لتركيا التي تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة في ظل تهاوي الليرة وارتفاع التضخم، وكذلك الأزمة العميقة مع الاتحاد الأوروبي. ويرون أن الخطر الحقيقي على تركيا هو خروج الديمقراطية من دورها كأداة لترتيب الانتقال السلمي للسلطة إلى أداة لتكريس الدكتاتورية وتركيز القرار الأمني والسياسي والاقتصادي بيد الرئيس رجب طيب أردوغان عبر تعديلات متواصلة للقوانين. ويتهم أردوغان بأنه يخطط لتعيين رئيسي هيئة الأركان العامة خلوصي أكار، وجهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في حكومته التي سيشكلها حال فوزه في الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 يونيو المقبل، ما يجعل الحكومة القادمة أشبه بالمجلس العسكري. وخلال لقاء تلفزيوني، مساء الاثنين، قال أردوغان “هذه الفكرة غير واردة في الوقت الراهن، لكن رئيسي الأركان العامة، وجهاز الاستخبارات يحظيان بأهمية كبيرة في الدول التي تحكم بأنظمة رئاسية”. وأضاف أنه “من الطبيعي خلال فترة حكمنا، ستحافظ هذه المؤسسات على أهميتها، وحاليا نواصل العمل على ماهية المسؤوليات التي ستتولاها هذه المؤسسات للمحافظة على هذه الأهمية”.

مشاركة :