عاد الهدوء، أمس، بين إسرائيل وقطاع غزة بعد أسوأ مواجهة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية منذ عدوان 2014، تضمنت ضرب 65 موقعاً عسكرياً لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في قطاع غزة رداً على إطلاق نحو 100 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل، على الرغم من نفي إسرائيلي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. في حين استشهد فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام على حدود غزة، بينما اقتحمت مجموعة من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة. وأوقف سلاح الجو الإسرائيلي، أمس، غاراته على قطاع غزة ليبتعد بذلك شبح اندلاع حرب مع الفصائل الفلسطينية، ويعود الهدوء مع عدم تسجيل أي إطلاق صاروخ. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه ضرب 65 موقعاً عسكرياً لـ«حماس» في قطاع غزة رداً على اطلاق نحو 100 صاروخ وقذيفة هاون على إسرائيل، وبعضها اعترضته أنظمة الدفاع الجوي. وأعلن الجيش أن ثلاثة جنود أصيبوا بجروح في قصف أول من أمس، إصابة اثنين منهم طفيفة. ولم تشر «حماس» إلى سقوط إصابات. وأعلن المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب، مساء أول من أمس، التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار برعاية مصر. وأضاف في بيان أنه «في ضوء الاتصالات المصرية مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس تم التوافق على تثبيت تفاهمات وقف إطلاق النار لعام 2014»، وهو ما أكده أمس المسؤول البارز في «حماس» خليل الحية، قائلاً إن «وساطات تدخلت خلال الساعات الماضية وتم التوصل الى توافق بالعودة الى تفاهمات وقف إطلاق النار في قطاع غزة». لكن وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتز نفى أن يكون هناك اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال «إسرائيل لا تريد تدهور الوضع، لكن الجانب الذي بدأ بالعنف يجب أن يتوقف عنه. وستجعل إسرائيل (حماس) تدفع ثمن كل نيرانها عليها». لكن مسؤولاً اسرائيلياً كبيراً رفض الكشف عن اسمه، قال إن اسرائيل لن تشن ضربات جديدة طالما لا يتم إطلاق قذائف من قطاع غزة. وكانت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» أعلنتا في بيان مشترك مساء أول من أمس، تبنيهما إطلاق عشرات الصواريخ على اسرائيل رداً على «العدوان الإسرائيلي». وهي المرة الأولى التي تتبنى فيها الحركتان علناً هجمات مشتركة منذ حرب 2014 في قطاع غزة. وقالت إسرائيل إن انظمة الدفاع الجوي اعترضت عدداً من تلك القذائف، لكنها اعلنت الإنذار في المنطقة، وطلبت من الأهالي البقاء على مسافة 15 ثانية من الملاجئ. وقال متحدث عسكري إسرائيلي، إن احدى القذائف سقطت قرب دار حضانة، ما أدى إلى وقوع أضرار بالمبنى. ولم يكن في المبنى أطفال آنذاك. وذلك أكبر تصعيد منذ حرب 2014. ورد سلاح الجو الإسرائيلي بشن سلسلة غارات على مواقع، خصوصاً لحركتي «حماس» و«الجهاد» في قطاع غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رد بضرب «اهداف عسكرية»، من ضمنها نفق ومخازن أسلحة وقواعد للحركتين. وأكد أنه لا يسعى للتصعيد، لكنه حذر «حماس». وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس «لديهم القدرة والسيطرة والقوة لتصعيد الوضع أو تهدئته للجم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية وفصائلهم المتطرفة في حماس». ويشهد قطاع غزة تصاعداً للتوتر مجدداً منذ 30 مارس مع بدء «مسيرات العودة» التي أدت الى مواجهات دامية على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل. واستشهد فلسطيني، أمس، متأثراً بإصابته قبل أيام برصاص الجيش الإسرائيلي، ليرتفع الى 122 عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل أواخر مارس الماضي. وناقش مجلس الأمن الدولي أعمال العنف في اجتماع طارئ يعقد بطلب من الولايات المتحدة. وقالت السفيرة الأميركية لدى مجلس الأمن نيكي هالي «يجب أن يحاسب القادة الفلسطينيون عما سمحوا بالقيام به في غزة». ووزعت الكويت، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الذي يمثل الدول العربية، مسودة مشروع قرار يدعو «للنظر في اتخاذ إجراءات لضمان سلامة وحماية السكان المدنيين الفلسطينيين» في المناطق الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة. إلى ذلك، اقتحمت مجموعة من المستوطنين صباح أمس، ساحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية بأن 50 مستوطناً اقتحموا ساحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال. من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 11 فلسطينياً من قرية العيسوية في مدينة القدس ومناطق متفرقة في الضفة الغربية. وقال عضو لجنة المتابعة في قرية العيسوية محمد أبوالحمص، إن قوات الاحتلال ومخابراته اقتحمت القرية بالتزامن مع موعد السحور وشنت حملة مداهمات واعتقالات لأبناء القرية، مضيفاً أن سلطات الاحتلال تتبع سياسة العقاب الجماعي في القرية، حيث الاقتحامات اليومية وتفتيش المنازل والمحال وفرض غرامات وتوزيع مخالفات بناء، إضافة إلى حملات اعتقالات شبه يومية في القرية.
مشاركة :