يختلف حال المسلمين فى رمضان من حيث التجهيز لموائد الطعام وانتظارهم لسماع أذان المغرب والتأهب للحظات الإفطار، فتختلف عادات واحد عن الآخر، فمنهم من يحب أن يطلع على أخبار الصحف، ومنهم من يحافظ على قراءة القرآن، ومنهم من يشاهد التلفاز وغيرها من العادات التى تختلف من شخص لآخر.واستطاع الأدباء من خلال كتاباتهم أن يصفوا لنا هذه اللحظات الأخيرة قبل الإفطار والأجواء، وأفضل الأطعمة عند الصائمون فى وجبات الإفطار. فيرسم عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، لحظات الإفطار فى رمضان، فيوضح حال المسلمون قبل اللحظات الأخيرة من الإفطار، فالبعض يجلس مصغيا لسماع صوت الأذان، وقد طافت نكهة الطعام بعقله، وبدأ يتخيل الفرد مشهد الأطباق والفاكهة والعصائر على المائدة، وينظر إليها فى لهف وشغف متمنيا أن يحين وقت أذان المغرب ليلتهم كل هذه الأطباق، والبعض منهم بيده الصحيفة وكل حين وآخر يمسكها بيده ليضيع الوقت المتبقى فى قراءة الجرائد. فيقول طه حسين: «إذا دنا الغروب وخفقت القلوب وأصغت الآذان لاستماع الأذان وطاشت نكهة الطعام بالعقول والأحلام، فترى أشداقا تنقلب وأحداقا تتقلب بين أطباق مصفوفة وأكواب مرصوصة، تملك على الرجل قلبه وتسحر لبه بما ملئت من فاكهة وأترعت من شراب»، ويصف طه حسين حال المسلمين أيضا بعد سماعهم صوت مدفع الإفطار وأفضل الأطعمة التى يحبها الصائمون على وجبة الإفطار فى رمضان فالفول المدمس هو الوجبة المقدسة عند الصائمين، وهم قد التفوا جميعا على مائدة الإفطار، بعد أن كان الجميع يتألم من الجوع والعطش قائلا: »الآن يشق السمع دوى المدفع، فتنظر إلى الظُماء وقد وردوا الماء، وإلى الجياع طافوا بالقصاع، تجد أفواها تلتقم وحلوقا تلتهم وألوانا تبيد وبطونا تستزيد، ولا تزال الصحائف ترفع وتوضع والأيدى تذهب وتعود وتدعو الأجواف قدنى ..قدنى، وتصيح البطون قطنى.. قطنى، ومع تعدد أصناف الطعام على مائدة الفطور فى رمضان فإن الفول المدمس هو الصنف الأهم والأكثر ابتعاثا للشهية».
مشاركة :