تونس - يسعى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي إلى إعادة ترتيب وضع حزب نداء تونس الذي يعيش على وقع أزمة جديدة قد تؤدي إلى انقسامه للمرة الرابعة منذ فوزه في الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت سنة 2014. وأشعل الجدل السياسي الدائر بشأن مصير رئيس الحكومة يوسف الشاهد الحرب داخل الحزب، وهو ما أكدته تصريحات الشاهد الأسبوع الماضي، حيث اتهم المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي بتدمير نداء تونس. وقالت مصادر مطلعة لـ”العرب” إن السبسي يقف وراء مبادرة أطلقها عدد من المستقيلين من حزب نداء تونس، للتصدي لانقسام الحزب من جديد على خلفية ما يتواتر من أنباء تشير إلى عزم يوسف الشاهد تأسيس حزب جديد على أنقاض نداء تونس استعدادا للانتخابات الرئاسية 2019. وتحاول عدة قيادات مستقيلة من الحزب إعادة ترتيب أوضاعه من خلال إقصاء حافظ قائد السبسي الذي يشغل منصب المدير التنفيذي للحزب وطرد كل القيادات الجديدة كبرهان بسيّس أو وسام السعيدي. وأكّد لزهر العكرمي القيادي المؤسس والمستقيل من حزب نداء تونس في تصريح لـ”العرب” أن هذا الطرح لم يعد مجرّد فكرة بل أصبح واقعا، مشيرا إلى أن جلّ القيادات المؤسسة للحزب والتي استقالت منه لرفضها هيمنة حافظ قائد السبسي ستنتزع الحزب من قبضة الدخلاء. وأشار العكرمي إلى وجود حوارات مكثّفة بين القيادات المستقيلة الوازنة التي وضعت برفقة الباجي السبسي اللبنات الأولى للنداء للبحث عن منهجية عمل مشتركة تمكّنهم من استعادة مكانة ودور حزبهم الذي انتزع السلطة من حزب حركة النهضة في عام 2014. وحول علاقة الرئيس المؤسس للحزب الباجي قائد السبسي بهذه المساعي، أكد العكرمي أن السبسي أصبح منذ توليه رئاسة البلاد رئيسا لكل التونسيين، مؤكدا أنه لن يمانع في إعادة القوة إلى الحزب حتى وإن كان ذلك على حساب مصالح نجله حافظ قائد السبسي. قيادات مستقيلة وغير منخرطة في أحزاب تسعى إلى التفاوض مع قيادات أخرى استقالت سابقا وكونت أحزابا وأكّد أن من أهم الخطوط العريضة للتغيير الجديد المنتظر هو إبعاد حافظ قائد السبسي عن دوائر القرار وطرد كل المتطفّلين على الحزب الذين ساهموا في تدميره. وقال عبدالستار المسعودي، القيادي المؤسس والمستقيل من حزب نداء تونس لـ”العرب”، “سننتزع الحزب في قادم الأيام من قياداته الحالية التي عبثت به وأضعفته وشوّهت صورته”. وأكدّ أنه التقى مؤخرا الباجي قائد السبسي وتحدّث معه في المسألة، مشيرا إلى أن الرئيس لا يرى أي مانع في عودة القيادات المستقيلة إلى نداء تونس. وحول منهجية العودة إلى الحزب أكد المسعودي أن كل القيادات ستتفق على أرضية مشتركة ومن ثمة النظر في ذلك إما عبر طرد المتطفلين بشرعية الانتماء والتأسيس وإما عبر تنظيم مؤتمر انتخابي لا يتحكم فيه حافظ قائد السبسي الذي سيتم تجريده من كافة الصلاحيات. وشدّد المسعودي على أن المشاورات جارية مع كل المستقيلين وفي مقدمتهم الأمين العام للاتحاد المغاربي ووزير الخارجية الأسبق الطيب البكوش. وتتواتر الأنباء حول سحب الباجي قائد السبسي لثقته من نجله بسبب ما عرفه الحزب الحاكم من هزات وانشقاقات وهزائم متتالية. وكان حافظ قائد السبسي استبق المستقلين من الحزب ودعا إلى ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي وبإعادة المستقيلين عبر عقد مؤتمرات جهوية تشمل مختلف محافظات البلاد. وأكدت مصادر مطلعة لـ”العرب” أن القيادات المستقيلة من الحزب وغير المنخرطة في أحزاب تسعى إلى فتح قنوات تفاوض جدية مع قيادات أخرى استقالت سابقا وكونت أحزابا مثل الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق. وأشارت مصادر أخرى لـ”العرب” إلى أن لقاء مرتقبا قد يجمع حافظ قائد السبسي بمحسن مرزوق خلال الساعات القادمة. وقال الصحبي بن فرج القيادي بحركة مشروع تونس لـ”العرب ” إنه لا توجد إلى حد الآن أي مفاوضات رسمية مع قيادات الحزب أو نواب كتلته البرلمانية المستقلين. وأعرب بن فرج عن دعمه لفكرة إعادة هيكلة حزب نداء تونس، معتبرا أن إرجاع قياداته المؤسسة خطوة في الاتجاه الصحيح بالنظر إلى ما لحق الحزب من أزمات وانشقاقات أدت إلى انهزامه.
مشاركة :