قوات إيرانية تنسحب من جنوب سوريا تنفيذًا لصفقة روسية

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أفادت مصادر مطلعة، أمس الجمعة، أن القوات الإيرانية وميليشيات حزب الله اللبناني بدأت الانسحاب من مناطق تمركزها في جنوب سوريا ودرعا. وأضاف المصدر العسكري المعارض أنه لم يبق سوى جزء بسيط من القوات، ومن المتوقع اكتمال انسحابها خلال الأيام المقبلة. ويأتي انسحاب إيران تلبية لمطالب إسرائيلية، وتمهيدًا لصفقة روسية قد تفضي بالسماح لقوات الأسد بالسيطرة على الحدود الجنوبية مقابل إبعاد إيران. من جانبه، دعا رئيس الوفد التفاوضي السوري نصر الحريري في مقابلة مع «الحدث» إلى ضرورة توحد السوريين للمطالبة بخروج الميليشيات الإيرانية من سوريا، معتبرًا أنها خطر على كل مكونات الشعب السوري، بمن فيهم مؤيدو النظام.كما دعا الحريري روسيا إلى المساعدة في استئناف المفاوضات السورية في حال كانت فعلا حريصة على الوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وكان الوضع في الجنوب السوري موضوع المحادثات المطولة بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في موسكو، إذ أشارت مصادر روسية إلى تثبيت الطرفين تفاهمات حول الوضع هناك تستند إلى خروج الميليشيات التابعة لإيران من المنطقة، ومنح إسرائيل ضوءًا أخضر لشن عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية.وأفاد مصدر روسي لصحيفة «الشرق الأوسط» بأن تكتم موسكو حول مناقشاتها مع إسرائيل يهدف إلى مراعاة التوازن الذي تقيمه موسكو في علاقاتها مع إسرائيل من جانب، ومع إيران من جانب آخر. وأوضح المصدر أن المعطيات المتوافرة تشير إلى تفاهم روسي - إسرائيلي على انسحاب إيراني إلى عمق يزيد على عشرين كيلومترًا عن المنطقة الحدودية.جاء ذلك فيما سجلت حصيلة القتلى المدنيين خلال شهر مايو المعدل الأدنى منذ اندلاع النزاع في سوريا قبل أكثر من سبعة أعوام، رغم مقتل نحو 250 مدنيًا وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأورد المرصد أن عدد القتلى المدنيين خلال الشهر الماضي بلغ 244، بينهم 58 طفلاً و33 امرأة، في حصيلة «هي الأدنى في صفوف المدنيين منذ اندلاع الثورة السورية» في العام 2011. ويأتي انخفاض الحصيلة مقارنة مع الأشهر السابقة بعدما تمكنت قوات النظام من السيطرة خلال شهر أبريل على كامل الغوطة الشرقية وبلدات عدة في محيط دمشق. وتمت السيطرة على تلك المناطق بعد هجوم عسكري تزامن مع قصف جوي ومدفعي كثيف، أوقع مئات القتلى من المدنيين. وبلغت حصيلة القتلى المدنيين خلال أبريل 395، بحسب المرصد.وشهدت الجبهات هدوءًا إلى حد كبير الشهر الماضي مع تركز المعارك في جنوب دمشق، إذ تمكنت قوات النظام من طرد تنظيم داعش من آخر جيب تحصن فيه، لتعلن دمشق وريفها مناطق «آمنة». ومن بين القتلى المدنيين خلال مايو، قضى 77 منهم جراء القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام، بينما قتل 19 آخرون بغارات نفذتها روسيا، حليفة دمشق. وقتل 39 آخرون في غارات للتحالف الدولي بقيادة أمريكية الذي يستهدف جيوب سيطرة تنظيم داعش.وتنفي الأطراف كافة مسؤوليتها عن تعمد استهداف المدنيين في سوريا، وتؤكد أنها تبذل أقصى جهدها لتجنب وقوع ضحايا. وتشهد سوريا نزاعًا داميًا تسبب منذ اندلاعه في منتصف مارس 2011 بمقتل أكثر من 350 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية، ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

مشاركة :