سنغافورة (أ ف ب) - قال وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس السبت ان تعزيز الصين مواقعها العسكرية في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ونشر منظومات دفاعية متطورة على طول هذا التقاطع البحري الاستراتيجي يهدفان الى "ترهيب وإكراه" جيرانها. واضاف ماتيس خلال قمة امنية في سنغافورة قبل اقل من اسبوعين على قمة مرتقبة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون إن الجيش الاميركي يواصل دعم جهود الدبلوماسية من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية "بشكل كامل وقابل للتحقق ولا يمكن الرجوع عنه". وقال ماتيس إن بكين نشرت أسلحة تشمل بطاريات صواريخ مضادة للسفن والطائرات وكذلك انظمة تشويش الكترونية على جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي اقامت عليها منشآت عسكرية معززة بما فيها مهابط للمقاتلات دعما لمطالبها بالسيادة. واضاف إن بكين نشرت ايضا قاذفات على جزيرة وودي في ارخبيل باراسيل. وأكد وزير الدفاع الاميركي امام قمة "حوار شانغري-لا" أنه "رغم تصريحات الصين التي تدّعي عكس ذلك، فإن تركيب تلك الاسلحة مرتبط مباشرة بالاستخدامات العسكرية بغرض الترهيب والاكراه". وهاجم أيضا الرئيس الصيني شي جينبينغ لعودته عن وعد قطعه في البيت الابيض في 2015 بألا تقوم بكين بعسكرة الجزيرة الواقعة في بحر الصين الجنوبي. وهذه المشاركة الثانية لماتيس في قمة سنغافورة منذ توليه وزارة الدفاع. وعاد إلى موضوع طالما أكده هو ومسؤولون بارزون اميركيون منذ تولي ترامب منصبه، وهو أن بلاده موجودة لتبقى في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وبأن الحلفاء يجب أن يبقوا في صف واشنطن بدلا من الانحياز إلى جانب بكين. - رسوم على الحلفاء المقربين - لكن رسالة التعاون والعمل مع الحلفاء قد تمثل مهمة أصعب لماتيس الذي يحظى عموما بشعبية على المسرح الدولي، بعد إعلان ترامب هذا الاسبوع فرض رسوم جمركية على معادن تستوردها الولايات المتحدة من عدد من اقرب حلفائها، وذلك لدوافع "الامن القومي". وردا على سؤال لجوش روجين الصحافي لدى واشنطن بوست حول ما اذا كان يظن أنه من غير المثمر لترامب أن يفتعل المشاكل مع حلفائه بخصوص التجارة، أجاب ماتيس "بالتأكيد كانت لدينا بعض المقاربات غير العادية، سأكون صريحا معك". واضاف "لكن أرى بأنه كلما واصلت الدول الحوار كلما استمرت في الاصغاء إلى بعضها البعض واحترام بعضها البعض، لا شيء ينتهي بناء على قرار واحد". وفي انتقاد للصين التي يتهمها البنتاغون باستخدام سياسيات اقتصادية "جشعة" لاستغلال جيرانها، قال ماتيس إن الولايات المتحدة تؤيد حلا سلميا للنزاعات "وتجارة واستثمارات حرة وعادلة ومتبادلة" والالتزام بالقواعد والمعايير الدولية. ورغم تحذيرات متكررة من واشنطن بخصوص تصاعد النفوذ الصيني والصعوبات التي تترتب على مشروع "حزام واحد طريق واحد" لاقامة بنية تحتية للتجارة العالمية، تواجه بكين عواقب قليلة جراء تعزيزاتها في بحر الصين ومطامعها الحدودية الواسعة. وبرز استثناء متواضع واحد الاسبوع الماضي عندما سحب البنتاغون دعوة للصين للمشاركة في مناورات بحرية في المحيط الهادئ. ووصف ماتيس تلك الخطوة بأنها "رد أولي". لكنه حذر قائلا "توجد عواقب أكبر بكثير في المستقبل عندما تخسر الدول علاقات جيرانها". واضاف "يعتقدون أن تراكم الديون الهائلة على جيرانهم وازالة حرية العمل السياسي نوعا ما، هما الطريق للحوار معهم. بنهاية الامر هذه الامور لا تعطي نتيجة". ولم تحصل الوفود التي كانت تتنظر توضيحا بشأن نوايا الرئيس الاميركي المتعلقة بقمة في 12 حزيران/يونيو مع الزعيم الكوري الشمالي على الكثير من المعلومات من ماتيس، رغم أنه قال إن مسألة الانتشار الدائم لنحو 28,500 جندي اميركي في كوريا الشمالية "لن تكون على طاولة المحادثات". وكان ماتيس قد سعى لتجنب موضوع القمة وأحال الاسئلة لوزارة الخارجية الاميركية وفريق ترامب للامن القومي. وأضاف "في شبه الجزيرة الكورية نحافظ على الوضع القائم مع حلفائنا، وندعم دبلوماسيينا الذين يقودون هذا الجهد". واضاف "يبقى هدفنا نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل قابل للتحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه".توماس واتكينز © 2018 AFP
مشاركة :