وجه في الأحداث: الصدر.. عابر للطوائف

  • 6/2/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعوة «السيد» إلى الكويت ولقاؤه بصاحب السمو أمير البلاد والقيادة السياسية في لحظات التفاوض على تشكيل حكومة جديدة أفضى على «مشروعه الوطني» و«عروبيته» مرجعية خليجية وتفاؤلا منتظرا يجعل هذا البلد يحصن استقلاليته بالقرار السياسي، برفضه التدخل الإيراني والأميركي على حد سواء.. ومن هنا كان «وجهاً في الأحداث». ■ تبدلت نظرة الخليج إلى التيار الصدري، بعد التقارب الذي جمعه بالقيادة السعودية، وابدائها حرصاً غير عادي، سبقته جملة متغيرات أملت هذا التوافق بالرؤية وبالمصالح، ولهذا كانت زيارته إلى الكويت امتداداً لهذا النهج المتمثل بتيار شيعي عروبي غير مرتبط باجندات خارجية. ■ قد يكون «السيد» خشبة الخلاص للعراق، أو قد يذهب بهذا البلد العربي الكبير إلى التناحر والصراعات إذا لم يتم التوافق على تشكيل حكومة تكون قائمة «سائرون» التي يتزعمها، صاحبة القرار والمخولة بشؤونها. ■ «السيد» عازم على أن يكون الثوب المراد إلباسه، عراقي المنشأ والهوية، وبخيوط عربية صرفة إن شئت، بعدما استحوذت عليه إيران وجعلت قراراته الكبرى رهينة لها، ولذلك بات رقماً مهماً جداً في المعادلة السياسية، بعدما حازت قائمته 54 مقعداً من أصل 329 مقعداً. ■ أمام «السيد» تركة ثقيلة محملة بالفساد، والمسار الذي سيسلكه بإقامة تحالفات مع قوى سياسية تضمن له الفوز بتشكيل حكومة جديدة نتيجة عدم حيازته الأغلبية الكافية لها ثمن سياسي، سيضطر الى دفعه والقبول به، من خلال توزير أعضاء لهذه القوى بالحكومة. ■ «السيد» في أساس عمله السياسي والتوجه الديني مصنف على أنه من معارضي النظام في إيران، فهو مقلد للمرجع كاظم الحائري، أستاذه ومعلمه، وهذا الرجل مهمش وأيضاً من المعارضين الكبار. ■ خصومه يتهمونه بأن قسماً كبيراً من رعاياه من أنصار نظام صدام حسين وقياداته العسكرية، وهذا من باب المناكفات والمحاصصة التي تجيدها قيادات سياسية وزعامات بنت قوتها على استقطاب الشارع، علماً أن التيار الصدري لم يظهر إلى العلن إلا صبيحة سقوط صدام في 9 أبريل 2003، بعدما كان يعمل تحت الأرض! ■ ابن الاربعينات، نضج سياسياً بعدما دخل المعترك السياسي وهو صغير السن واختبره في أكثر من موقف، وإن كان يؤخذ عليه تقلبه في تحالفاته السياسية، وما يستوقف المراقبين مواقفه ضد الأميركان وهذا ما جعل الطائفة السنية تقف معه وتميل إليه نظراً لعدائه الشديد تجاههم واعتبارهم «محتلين» لبلده. ■ ابن محمد صادق الصدر، منطلقه الكوفة، اخواه مرتضى ومرتجى قُتلا على يد صدام عام 1999، صاحب حركة شعبية عراقية، عروبية الهوى، نشأت في الحسينيات وظهرت في شوارع النجف بشكل منظم وقوي، شكَّل كتلة نيابية ووزراء يمثلونه، لم يتورطوا بقضايا فساد مالي ولم يرتبطوا بأي علاقات مع ايران، بل جلهم عروبيون حتى العظم. ■ عرفته «المنطقة الخضراء» في قلب بغداد متظاهراً ومنتقداً، فقد أخاف أصحاب السلطة وأرغمهم على التفاوض معه، بل وتبني بعض مطالبه بمحاربة الفاسدين، والابتعاد عن إقصاء القوى السياسية المعارضة وتشكيل حكومة تكنوقراط… واليوم وبعد «الانتصار» الذي حققه بالانتخابات النيابية، يستعد لأن يدخلها «حاكماً»… فقد تحول من معارض قوي إلى رجل الحكم الذي كان هدفاً له… فهل ينجح في الاختبار؟ ■ كان واضحاً في خطابه السياسي في المرحلة الأخيرة.. فقد أمسى في دائرة وضع لها سقفاً سياسياً معلناً «قرارنا عراقي من داخل الحدود، نرفض الهيمنة من المحتلين، الجميع شركاء في الثروة وفي السلطة..». ■ قوته برزت بعد المواجهات الدامية التي خاضها أنصاره ضد القوات الأميركية، وانطلقت من مقبرة النجف عام 2004، وامتدت إلى البصرة والناصرية والعمارة ومدينة الصدر في بغداد، وانتهت باتفاقية سلام أشرف عليها آية الله علي السيستاني، وفي عام 2008 جمّد «السيد» العمل العسكري، وفي عام 2014 دعا إلى تشكيل «سرايا السلام» بعد سقوط الموصل بيد داعش للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الحكومة، رافضاً خوض حرب «عصابات وميليشيات قذرة». السيرة الذاتية مقتدى الصدر. مواليد 1973 (الكوفة) – العراق. الابن الرابع للسيد محمد صادق الصدر، أشقاؤه: مصطفى، مؤمل، ومرتضى. ومتزوج من ابنة عمه محمد باقر الصدر عام 1993. درس في حوزة النجف، أشرف على جامعة الصدر الاسلامية، وتولى مسؤولية لجنة الحقوق الشرعية التابعة لمكتب والده. تعرّض للاعتقال مع والده بعد الانتفاضة الشعبية عام 1991. لجأ الى ايران بعد اغتيال والده على يد صدام حسين. خطيب مسجد الكوفة كل يوم جمعة، أعلن تشكيل جيش المهدي في خطبة له عام 2003 لمقارعة الاميركيين والنظام العراقي. ترأس تحرير مجلة الهدى الصادرة عن مرجعية والده، وهي تهتم بالشؤون الفكرية والثقافية، والفقهية. دراسته الدينية أوصلته الى مرتبة «طالب بحث». مقتل الخوئي اتهم مقتدى الصدر بضلوع أتباعه باغتيال عالم الدين الشيعي عبدالمجيد الخوئي رئيس مؤسسة الخوئي الخيرية في لندن الذي قتل في 10 أبريل 2003، داخل مرقد الإمام علي في النجف على يد حشد من الناس بعد دخوله برفقة حيدر الكليدار، الذي يتهم آنذاك بالتعاون مع استخبارات النظام السابق، صدر لاحقاً أمر من أحد القضاء باعتقال الصدر إلا أن عائلة الخوئي رفضت تلك الدعوة، في أعقاب اغتيال الخوئي قال الناطق باسم الصدر قيس الخزعلي إن ما جرى مكيدة مدبرة وقع ضحيتها الخوئي، وقال إن عناصر من التيار الصدري تحركوا لتدارك الموقف وإنقاذ الخوئي من بين حشود الناس الغاضبين إلا أنهم لم يستطيعوا ذلك، وقد سخر الخزعلي في حينها من اتهام اتباع الصدر بما جرى لقوله إن من اتهموا بالعمل ذاتهم من وقفوا بالضد من الصدر سابقاً، فكيف أصبحوا من أتباعه. من أنا؟ ● كان لافتاً للرأي العام، استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي وتغريداته على «تويتر» التي ينتظرها العراقيون يومياً أو عند الأزمات، ففي تغريدة له أجاد بالتعريف عن نفسه بالقول: «أنا مقتدى، شيعي العلا.. سني الصدى.. مسيحي الشذى.. صائب الرؤى.. ايزيدي الولا.. اسلامي المنتمى.. مدني النهى.. عربي القني.. كردي السنا.. آشوري الدنى.. تركماني المنى.. كلداني الفنا.. شبكي الذرى.. عراقي أنا». ● أبدى قدراً كبيراً من العقلانية بتوجهه نحو دول الجوار مخاطباً سفراء بلادهم، نحن اصدقاء لكم ولسنا اعداء، داعياً إلى دعم بلاده بعيداً عن اشكال التدخل كي يبقى قرار العراق بيده.

مشاركة :