استقبل بابا الفاتيكان "فرنسيس"، ظهر اليوم السبت، أعضاء الاتحاد الإيطالي لمكافحة الحثل العضلي. ووجه كلمة رحّب فيها بضيوفه؛ قائلًا: "أعبِّر عن امتناني للنشاط السخي لشركائكم والمتطوعين في القطاعات المحلّيّة، داخل الإقليم الوطني، في خدمة الأشخاص المصابين بالحثل العضليّ أو بإضطرابات عصبيّة عضليّة. أنتم تشكِّلون بالنّسبة لهم شعاع رجاء يخفّف لحظات الوحدة ويشجّعهم لمواجهة المرض بثقة وسلام".وتابع: إنّ حضوركم إلى جانب هؤلاء الأشخاص يضمن مساعدة محبّة، إذ تقدِّمون لهم خدمات قيِّمة في الإطار الطّبي والاجتماعيّ. بالإضافة إلى المساعدات الملموسة لمواجهة الحياة اليوميّة، كالتنقُّل والمعالجة الفيزيائيّة والمساعدة البيتيّة، يلعب دورًا مهمًّا الدفء البشري والحوار الأخويّ والحنان الذين من خلالهم تتكرّسون للمرضى الموجودين في هيكليّاتكم. يمكن لإعادة التّأهيل الفيزيائيّة أن تترافق مع إعادة التّأهيل الرّوحيّة، التي تقوم على تصرّفات قُرب لا لمواجهة الألم الجسديّ وحسب، وإنّما الألم النّفسي للتّرك والوحدة أيضًا.وأضاف: من خلال النّشاط الذي تقومون به، يمكنكم أن تختبروا أيضًا أنّه فقط عندما نحبّ الآخرين ونبذل ذواتنا في سبيلهم، يمكننا أن نحقّق ذواتنا بشكل كامل. إنَّ يسوع، ابن الله المتجسِّد، ينقل لنا الدّافع العميق لهذه الخبرة البشريّة. إذ يُظهر وجه الله الذي هو محبّة، هو يظهر للإنسان أنَّ الشّريعة الأسمى لكيانه هي الحبّ. في حياته الأرضيّة أظهر يسوع الحنان الإلهيّ.وقال: إنّ المحبّة تمثّل الشّهادة الإنجيليّة الأكثر بلاغة، لأنّها إذ تجيب على الحاجات الملموسة تُظهر محبّة الله الآب الذي يعتني بنا ويتنبّه لكلِّ فرد منا. وباتّباعهم لهذا التّعليم كتب العديد من الرّجال والنّساء المسيحيّين عبر العصور صفحات رائعة حول محبّة القريب. أفكّر بالكهنة القدّيسين جوزيبيه كوتولينغو، ولويجي غوانيلا، ولويجي أوريونيه الذين تركت محبّتهم بصمةً قويّةً في المجتمع الإيطاليّ. كم من الأشخاص، في أيّامنا هذه أيضًا، يلتزمون لصالح القريب قد وصلوا إلى إعادة اكتشاف الإيمان لأنّهم التقوا بالمسيح، ابن الله، في المريض. هو يطلب أن نخدمه في الإخوة الأشد ضعفًا ويُحدِّث قلب من يضع نفسه في خدمتهم ويجعلهم يختبرون فرح الحبّ المجانيّ، حبّ هو مصدر السّعادة الحقيقيّة.وتابع: "أيُّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، إنَّ المساعدة التي تُقدَّم لمهمَّة جدًّا، ولكنّه مهمٌّ أيضًا القلب الذي بواسطته يتمُّ تقديمها. أنتم مدعوون لتكونوا "مدرسة" حياة، لاسيّما للشّباب إذ تساهموا في تربيتهم في ثقافة تضامن وقبول مُنفتحة على حاجات الأشخاص الأكثر هشاشة، وهذا الأمر يحصل من خلال درس الألم الكبير: درس يأتي من الأشخاص المرضى والمتألِّمين لا يمكن لأي جامعة أن تعطيه".وأضاف: "إنَّ الذي يتألّم يفهم أكثر قيمة الحياة كعطيّة إلهيّة ينبغي تعزيزها والحفاظ عليها منذ الحبل بها وحتّى موتها الطّبيعيّ. أشكركم على التزامكم وأشجّعكم على المتابعة في مسيرتكم مع عائلاتكم وأصدقائكم. تشبّهوا بالعذراء مريم التي، وإذ أسرعت لتساعد نسيبتها أليصابات، أصبحت رسولة فرح وخلاص، لتعلِّمكم أسلوب المحبّة المتواضعة، ولتنل لكم من الرّبّ نعمة التّعرُّف عليه في المتألّمين. أسألكم أن تصلّوا من أجلي، وأمنحكم فيض البركات الرّسوليّة".
مشاركة :