شيع آلاف الفلسطينيين امس السبت مسعفة استشهدت برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في شرق خان يونس جنوب قطاع غزة. وتعرضت المتطوعة في وزارة الصحة في غزة رزان النجار (21 عاما) إلى إطلاق نار في الصدر تسبب بمقتلها قرب خان يونس الجمعة. وانطلق المواكب الجنائزي للمسعفة الفلسطينية التي لف جثمانها بالعلم الفلسطيني ووضعت فوقه سترتها الملطخة بالدماء، تتقدمه سيارات الاسعاف والطواقم الطبية من مستشفى الأوروبي جنوب خان يونس إلى بلدة خزاعة شرق المدينة، حيث كان الآلاف في وداعها. وردد المشيعون هتافات من بينها «بالروح بالدم نفديك يا رزان» و«الانتقام الانتقام». كما طالبوا في هتافاتهم حركة حماس بالثأر لدماء النجار، مؤكدين انهم سيواصلون المشاركة في تحرك مسيرات العودة على حدود القطاع. وكانت رزان النجار استشهدت واصيب نحو مائة شخص برصاص وقنابل غاز اطلقها جيش الاحتلال في الجمعة العاشرة للاحتجاجات ضمن «مسيرات العودة» قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والاحتلال، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية. وقال الناطق باسم الوزارة ان النجار «اصيبت برصاصة في الصدر اثناء قيامها بدورها الانساني في اسعاف المصابين مرتدية معطفها الابيض المميز للمسعفين». وأكد انها «لم تغادر ميدان العمل الانساني والاسعاف التطوعي منذ بداية مسيرات العودة». وخرج المتظاهرون في غزة منذ 30 مارس في احتجاجات أمام السياج الفاصل تحت عنوان: «مسيرة العودة» للمطالبة بعودة الفلسطينيين للأراضي التي فروا أو أخرجوا منها في حرب العام 1948 عند إعلان قيام الكيان الصهيوني. وتخللت التظاهرات صدامات أصغر حيث ألقى شبان الحجارة على جنود الاحتلال وحاولوا تجاوز السياج الفاصل حيث وضعوا في بعض الأحيان متفجرات عند السياج أو ألقوا القنابل. ومع انتهاء تشييع النجار، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال ادت إلى اصابة عدد من أهالي غزة بجروح في شرق خان يونس، كما ذكر الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة. وقال منسق الامم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف في تغريدة إن «عاملي القطاع الطبي ليسوا هدفا» مضيفا أن على إسرائيل أن «تحسب ردها عند استخدام القوة وعلى حماس أن تتجنب وقوع حوادث عند السياج الحدودي». ونعى مصطفى البرغوثي رئيس جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية النجار قائلا إنها استشهدت «برصاص جيش الاحتلال المجرم والذي استهدف نقطة العلاج الطبي في خان يونس». وذكرت الجمعية أن ثلاثة مسعفين آخرين أصيبوا بإطلاق القوات الإسرائيلية الرصاص الحي الجمعة. وأضاف أن «استهداف الاحتلال للنقاط الطبية وللمسعفين، جريمة حرب» بموجب اتفاقيات جنيف. وباستشهاد النجار ترتفع إلى 123 حصيلة الشهداء الفلسطينيين بنيران الاحتلال منذ نهاية مارس. وقال رئيس الهيئة العليا لمسيرات العودة خالد البطش في كلمة قبيل أداء الصلاة على جثمان النجار ان «المنظومة الدولية أمام اختبار بعد اغتيال المسعفة رزان»، مشيرًا إلى أن «دماء الشهيدة رزان شاهدة على عنجهية الاحتلال وآلة بطشه بحق الفلسطيني». وأكد «استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بأدواتها السلمية».
مشاركة :