هذه الإنجازات والإحصائيات لا بد أن نتوقف عندها جميعا.. والدعوة هنا موجهة في الأساس إلى نوابنا الأفاضل!! لقد احتلت البحرين مؤخرا المركز الثاني في تصنيف عالمي لأفضل وجهة للأجانب، وذلك فيما يتعلق بالتوازن بين الحياة والعمل، واستند هذا التصنيف إلى تقرير أعدته شبكة انترنيشنز، عن الأشخاص الذين يقيمون ويعملون بالخارج، حيث استطلعت آراء 13 ألف مغترب من 188 دولة في العالم. بيانات هذا الاستطلاع استندت إلى مستوى الرضا عن التوازن بين الحياة والعمل، وعن ساعات العمل، ومتوسطها بدوام كامل، حيث أعرب 73% عن سعادتهم بالعمل في البحرين، في حين كشف 70% من العمال أنهم يكسبون دخلا أكبر مما يمكن أن يحصلوا عليه من وظائف مماثلة في بلادهم. وفي مؤشر «ميرسر» وهو التقرير رقم عشرين لجودة المعيشة في 231 مدينة كبرى حول العالم، احتلت المنامة الترتيب العاشر عربيا من حيث جودة المعيشة لعام 2018، فيما احتلت الترتيب السادس عربيا والـ55 عالميا ضمن قائمة مدن الشرق الأوسط الأعلى كلفة للمعيشة بالنسبة إلى المغتربين في عام 2017، ورغم ذلك مازالت الوجهة المفضلة لهم. في الحقيقة، يجب ألا تمر هذه المعلومات والإحصاءات علينا مرور الكرام، وخاصة على السادة النواب؛ لأنها ببساطة تعطي مؤشرات ودلائل لهم فيما يتعلق بالمقترحات والقوانين التي يتقدمون بها، بل إنها بوصلة يجب أن يهتدوا بها خلال الفترة القادمة. بمعنى آخر، على النواب أن يبذلوا قصارى جهدهم للحفاظ على تلك الإنجازات التي تفخر بها مملكتنا أمام العالم ومن ثم العمل على استحداث التشريعات وتطوير القوانين التي من شأنها أن تسهم بشكل أكبر في استقطاب تلك العمالة والتي تمثل عامل جذب لهم، لإشعارهم واقعيا بأن البحرين هي الوجهة الأفضل لهم، وبإصرارها عمليا على التمسك بالاستمرار على نفس نهج التعامل معهم، ذلك النهج الذي أوصلها إلى هذه المكانة المتقدمة وتلك السمعة الطيبة العالمية. فعلى نوابنا الأفاضل التراجع وبجدية عن التفكير في أي مقترحات بقوانين من شأنها تطفيش العمالة الأجنبية، كما هو الحال عندما أتحفونا بمقترح فرض وزيادة الرسوم على الأجانب، وكأنهم يعيشون في وادٍ ودولتهم في وادٍ آخر. السادة النواب، رجاءً.. سيروا في خط متواز مع توجهات المملكة، ومع إنجازاتها، وحافظوا على ما حققته من مكانة أصبحت مثار حسد كثير من الدول. ولا تغردوا خارج السرب!!
مشاركة :