مما لفت انتباهي وسمعته في كلمة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تأدية اليمين لفترة ثانية حديثه عن بناء الإنسان، فقال" كنز أمتنا الحقيقى هو الإنسان ويجب بنائه بشكل كامل" بناء الإنسان هو الأساس لبناء كل شيء .حقا.. بناء الإنسان يعني بناء الحضارة، وبناء العمران، وبناء تعليم جيد مادام هو الأساس فهو العمود الأول، لنكون الأفضل.الإنسان قد يكون تاهَ عن مساره سنوات كثيرة، وخرّب عقله، وخرج عن قواعد مصريته، ولبناء نهضة أو حضارة لن يأتي إلا ببناء الإنسان أولا، لأن الإنسان الصالح يكون نتيجة صناعة دين صحيح، وثمرة أخلاق صحيحة، ونتيجة تربية صحية في المدارس منذ الصغر.هدفنا بناء الإنسان والعمران فتتفتح البصائر ويهتدي العقل.. تلك كلمات بسيطة من دروس لا تعد سمعتها من العالم الأزهري الكبير فضيلة الدكتور أسامة الأزهري منذ أكثر من 4 سنوات ، الذي أكد في مرات كثيرة في دروسه وكتبه مثل كتابه صائد الؤلؤ وكتابه الأخير الشخصية المصرية وبرامجه على الراديو 9090 وفضائية دي ام سي ، أن البناء الراسخِ الثابت هو بناء الإنسان حتى يكون صامدا أمام أي عواصف وأن يكون قويا معتزا بوطنه وبلده.منهج النبوة في بناء الإنسان من جوانبه الخمسة جانب العقل، وجانب النفس، وجانب الروح، وجانب القلب، وجانب الجسد وكيف يوجه طاقته وسعيه إلى الهدف الصحيح، فقال العالم الأزهري الكبير إن الجوانب الخمسة، هي مكونات الإنسان، فلن أكون إنسانا، حتى أتعلم كيف أبني العقل والنفس والقلب والروح والجسد، وإذا أهملت واحدا منها يكون الإنسان تائها، مشوها، حائرا، لا يعرف الطريق، ولا يحقق النجاح...أجزاء بسيطة من درس كبير قد شرحه العالم الجليل متحدثا عن بناء الإنسان منذ أعوام مضت.ولعل كتابه الأخير أيضا "الشخصية المصرية خطوات على طريق استعادة الثقة" وضع أربعة محاور مهمة هى أساس الصناعة الراقية لشخصية الإنسان تحمي الشخصية المصرية من التجريف وتسلط الضوء على أركانها ومعالمها الرئيسية التي صنع بها الإنسان المصري تاريخه العريق ويصنع بها حاضره ومستقبله.نعم ..نحن نحتاج إلى مثل تلك المناهج التي غابت عن مدارسنا، نريد مثل هذه المحاضرات الهادفة من علماء الاجتماع وعلماء الدين والأساتذة في الجامعات في بناء منظومة جديدة وصحيحة، نحتاج إلى جيل واع ومدرك وفاهم مدى إخلاصه وحبه لمصر، لديه انتماء عميق لوطنه مهما حدث، نريد علماء كثر مثل العالم الجليل الدكتور أسامة الأزهري، نريد مواد دراسية من بداية مرحلة التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي هدفها المقام الأول تأسيس شاب واع ، وتأسيس أخلاق قد غابت عند الكثير من الأجيال الصاعدة.أما المحور الثاني والأهم في بناء الإنسان هي قضية الأخلاق والتي غابت عن الكثير من الأجيال الصاعدة خاصة ممن أعمارهم تتراوح مابين الـ 18 والـ 20 ... ولهذه القضية حديث باق في مقال آخر إن شاء الله.