الجزائر – يتجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم إلى إقالة رابح ماجر، المدير الفني للمنتخب الأول، من منصبه على خلفية اتساع رقعة الرافضين لفكرة تدريبه منتخب الجزائر. حل ماجر بديلا للإسباني لوكاس ألكاراز في أكتوبر الماضي، لكن تعيينه قوبل بحملة رفض من قبل قطاع من وسائل الإعلام والجماهير التي تعتقد أن الرجل يفتقد للكفاءة المطلوبة بدعوى غيابه عن مجال التدريب لنحو 15 عاما. واتسعت رقعة المطالبين برحيل ماجر بعد خسارة منتخب الجزائر أمام منتخب الرأس الأخضر 2-3 وديا الجمعة الماضي، حتى أن وزير الشباب والرياضة الجديد، محمد حطاب، المعروف بتحفظه الشديد، اعتبر أن هذه الخسارة غير مقبولة، وأن المنتخب الجزائري يملك لاعبين ذوي مستوى عالمي. ورفض ماجر تنحيه عن منصبه، متحججا بأن مثل هذا القرار سيدخل المنتخب في أزمة عميقة، لافتا إلى ضرورة دعمه حتى يقود المنتخب إلى تحقيق الهدف الذي اتفق معه مع اتحاد الكرة وهو تسجيل أفضل النتائج في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2019. وقال ماجر في مؤتمر صحافي إنه غير مستعد لترك منتخب المحاربين، وعلق في هذا الصدد “لن أستقيل من منصبي وأترك المنتخب يعاني في هذا الوقت”. ورغم الأداء الباهت لرفقاء إسلام سليماني، إلا أن ماجر قال “خسرنا لقاء وديا وهذا أمر عادي، لقد كنا أفضل من المنافس خاصة من ناحية الأداء". وأضاف “الحظ حالف منتخب الرأس الأخضر الذي اعتمد على الهجمات المرتدة، ومع ذلك لن أحمل اللاعبين مسؤولية الخسارة”. وختم اللاعب السابق لبورتو “علينا الاستفادة من التعثر، وسأحاول بناء منتخب قوي وأعدكم بالتألق في كأس أمم أفريقيا”. أكد رابح ماجر، المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة القدم أنه لن يستقيل من منصبه، معترفا بأنه حزين جدا لتصرف الجماهير التي قامت بسبه هو واللاعبين. وقال ماجر في المؤتمر الصحافي الذي أعقب المباراة “لن أستقيل. لأنني لو فعلت ذلك سأدخل المنتخب في أزمة عميقة أكثر مما هي اليوم. لن أستقيل أيضا لأنني أحترم بلادي ومنتخب بلادي”. وتابع “أنا حزين جدا لتصرفات قسم من الجماهير التي قامت بإطلاق صافرات الاستهجان على اللاعبين حتى لما كنا متقدمين في النتيجة. تشجيع المنتخب المنافس أمر لا يحدث إلا في الجزائر”. وقال “هذه الجماهير التي تبقى حرة في تصرفاتها نست ما قدمته للكرة الجزائرية وللجزائر. اللاعبون حزنوا لهذه التصرفات، نحن نمثل المنتخب الجزائري”. وتابع “ما يحدث ليس عاديا، لماذا كل هذا الحقد وهذا التحامل رغم أننا لم نلعب أي مباراة رسمية بعد، أنا لا أفهم ما يحدث في كرة القدم الجزائرية”. أعضاء المكتب التنفيذي يتولون حملة الترويج لنهاية حقبة ماجر، مؤكدين أنهم لم تكن لهم أي مسؤولية عن تعيينه ونوه ماجر بأنه لا يملك أي دليل لسعي اتحاد الكرة للإطاحة به معترفا بأنه يعمل في ظروف جيدة وفي تناغم تام مع مسؤولي الاتحاد. وعبر ماجر عن أسفه الشديد للخسارة أمام الرأس الأخضر، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بمباراة إعدادية ستسمح بتصحيح الأخطاء قبل المباراة الرسمية أمام غامبيا المقررة في سبتمبر المقبل، ضمن الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا 2019. واستطرد قائلا “ليس فقط الحارس شاوشي الذي ارتكب أخطاء، هناك العديد من اللاعبين لم يقدموا ما كان منتظرا منهم، سنعمل على مراجعة الكثير من الأمور بداية من مواجهة البرتغال”. وأكد ماجر أن المنتخب الجزائري سيتأهل إلى نهائيات “كان 2019” وسيذهب بعيدا في هذه البطولة، مطالبا الدعم من الجماهير لأنه يتواجد في المنصب منذ 7 أشهر فقط. الضوء الأخضر تصريح وزير الشباب والرياضة فسره الكثير من المتتبعين بأنه بمثابة الضوء الأخضر لمسؤولي منتخب “محاربي الصحراء” لاتخاذ قرار الإقالة، الذي بات مطلبا ملحا في ما يبدو. لم يصدر أي تعليق حتى الآن عن اتحاد الكرة، ولو أن بعض المصادر تؤكد أن العلاقة بين الطرفين وصلت إلى حد القطيعة، وأن قرار الإقالة سيعلن عنه بعد المباراة الودية التي تجمع المنتخب الجزائري بمضيفه المنتخب البرتغالي الخميس المقبل بلشبونة. وتكشف ذات المصادر أن اتحاد الكرة ينتظر رحيل ماجر على أحر من الجمر، وأن بعض أعضاء المكتب التنفيذي يتولون الآن حملة الترويج لنهاية حقبة ماجر على رأس المنتخب الجزائري، مؤكدين أنهم لم تكن لهم أي مسؤولية عن تعيينه قبل أشهر. أكثر من ذلك، لم يذكر الموقع الرسمي لاتحاد الكرة اسم رابح ماجر، واكتفى بالإشارة إلى المنتخب عندما نشر الأحد خبرا يتعليق بالبرنامج الإعدادي الذي يسبق مباراة البرتغال الودية، في خطوة تعد سابقة. ماجر مازال عاجزا عن إيجاد الوصفة “الطبّية” المناسبة للمنتخب الوطني، رغم مرور سبعة أشهر على استلامه المهام يشار إلى أن ماجر يتلقى راتبا يصل إلى نحو 40 ألف دولار شهريا، مقابل 15 ألف دولار لكل من مساعديه مزيان إيغيل وجمال مناد، وفي حال إقالتهم فإن اتحاد الكرة سيكون مطالبا بتسديد كامل مستحقاتهم المالية حتى نهاية عقودهم المقررة في يوليو 2019، مثلما هو مطالب بسداد أكثر من مليون دولار للإسباني ألكاراز الذي رفع قضيته للاتحاد الدولي للعبة (فيفا). الوصفة الطبية يبدو أن ماجر مازال عاجزا عن إيجاد الوصفة “الطبّية” المناسبة للمنتخب الوطني، رغم مرور سبعة أشهر على استلامه المهام، فضلا عن توفّر معظم اللاعبين التقليديين الذين وجه لهم الدعوة لخوض هذا اللقاء، مع شغور العيادة من المصابين. ويحاول ماجر دون شك أن يبحث عن الحلول، لأن العروض السلبية المقدّمة ضد جزر الرأس الأخضر ستمنح الفرصة لـ”خصومه” من أجل الضغط أكثر فأكثر لتنحيته. وتنتظر أشبال المدرب الوطني رابح ماجر مباراة ودّية ثانية وأخيرة، تجرى ضد البرتغال بالعاصمة لشبونة، مساء الـ7 من جوان المقبل. وعن مواجهة البرتغال الودية قال ماجر “لا أخشى مواجهة منتخب كبير كالبرتغال، فنحن جاهزون لتحقيق الفوز عليه”. وفشل المنتخب الجزائري في اجتياز التصفيات الأفريقية والتأهل إلى مونديال روسيا 2018. ورفض مدرب المنتخب الجزائري الرد على الأسئلة التي تربط مستقبله بنتيجة مباراة البرتغال، مشيرا إلى أنه يعمل في ظروف جيدة وفي هدوء، وأن أمر تنحيته يبقى من صلاحيات رئيس الاتحاد. وأضاف ماجر “حصيلتي إيجابية، فزت في 4 مباريات مقابل خسارتين، أعتقد أنني أستحق التشجيع، علما بأنني أتواجد على رأس المنتخب منذ 7 أشهر”.
مشاركة :