كتبت- هناء صالح الترك : أكّد عددٌ من الأساتذة الأكاديميين في جامعة قطر لـ الراية إن قطر بعد مرور أكثر من 150 يوماً على الحصار الجائر ستخرج من الأزمة أقوى. وأشاروا إلى أن قطر في الوقت الحالي تركّز على نقاط القوة لديها في تحريك عجلة الحركة الاقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الصناعات الغذائية، وهذا سيعطي دفعة لاستقلالية اقتصادها، وبالتالي الاكتفاء ذاتياً، ومعالجة نقاط الضعف والتشجيع على الاستثمارات الوطنية. وأكّدوا أنه بالرغم من الأضرار التي سببها الحصار إلا أنه كان سبباً أيضاً لاكتشاف القدرات البشرية والإمكانات المادية التي تتمتع بها قطر، ولله الحمد، كما أنه كشف عن مدى تلاحم الشعب والمقيمين مع القيادة. وأشاروا إلى أن الحصار أسهم في تسريع الخطط والإستراتيجيات التي تدعم تحقيق الاستقلال الاقتصادي وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من السلع الغذائية والإستراتيجية، وتفعيل دور القطاع الخاص وتسهيل إجراءات الاستثمارات المحلية الجديدة، وظهور مبادرات متكاملة للنهوض بالصناعات الغذائية والمشاريع الزراعية، وإكمال المنشآت الرياضية والملاعب احتفاءً بمونديال 2022. ونوّهوا بالإنجازات الكبيرة التي حصلت في الأشهر الأخيرة من عمر الأزمة وأهمها افتتاح ميناء حمد الكبير، وتعزيز الجبهة الداخلية بالتفاف الجميع من قطريين ومقيمين حول القيادة الرشيدة. أكّدت أن قطر دولة المؤسسات القوية .. د. بتول خليفة: تأمين احتياجات الأسواق بعد ساعات من الحصار أكّدت الدكتورة بتول خليفة، أستاذ الصحة النفسية، منسق برنامج بكالوريس التربية الخاص بجامعة قطر، أن فشل الإجراءات التي فرضتها دول الحصار كان لها أثر إيجابي على الاقتصاد القطري، حيث نجحت قطر خلال ساعات في توفير بدائل لتأمين احتياجات الأسواق من السلع الإستراتيجية وفتح خطوط استيراد مع عددٍ من دول المنطقة والعالم. قطر أثبتت أنها دولة المؤسسات القوية والجاهزة لمواجهة كافة التحديات، فلديها خطط وإستراتيجيات في حالة الخطر، فلم نشعر بأي ارتباك أو مشكلة بالرغم من بعض النقص في بداية الأزمة ولبضعة أيام فقط، وما لبثّ هذا الحصار الظالم أن انقلب لمشروع وطني كبير، بحيث كان نصراً لنا على الصعيد الاقتصادي، حيث استثمرت فيه طاقات الشباب القطري برجاله ونسائه، وكذلك رجال وتجار دولة قطر والمقيمين فيها، وكان لدينا كمواطنين شعور قوي باتجاه الدولة مُتمثلة بأميرنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بحشد الطاقات لتحقيق أفضل النتائج، وكانت هذه الإجراءات لعدم تعريض أمننا الغذائي واستقرارنا الاقتصادي وقرارنا السياسي للتهديد. وقالت د. خليفة، أحب أن أشيد باتجاه الدولة بجميع إداراتها ومسؤوليها بالتوجه نحو اقتصاد التصنيع والتنويع، وهذا المشروع كان قبل الحصار، حيث كان الاتجاه منذ عدة سنوات بتشجيع المواطن والمقيم للاتجاه نحو العمل والإنتاج والتصنيع، وكذلك تشجيع قيمة العمل وروح التضامن لدى الجميع. وروح العمل والتضامن هو هدف للدفاع عن هذه البلاد بعد الظلم الذي وقع عليها بسبب هذا الحصار، ومنذ عدة سنوات والدولة مُتمثلة بصاحب السمو تدعو للاهتمام بتنمية رأس المال البشري وبناء القدرات، وأيضاً الاستفادة من الكفاءات والخبرات السابقة غير المستغلة في المجتمع وهي كثيرة، ممن خرجوا من الوظائف وهم مازال لديهم الكثير مما يمكن أن يقدموه وأن يسهموا به في خدمة الوطن، وبإذن الله فإن احتياطي قطر من الشباب القطري المُتعلم والمثقف والمؤهل تأهيلياً عالياً، وكذلك من أبناء المقيمين، أضف إلى ما سبق احتياطي الدولة من الثروة الاقتصادية من غاز ونفط، ومن العملة الصعبة، والاتجاه نحو التصنيع والزراعة، سيسهم إيجاباً في ناتجها القومي. ودولتنا قطر قادرة على مُواجهة التحديات الاقتصادية الناجمة عن الأزمة مع الدول الخليجية الأخرى. د. حسن السيد: مؤامرات ضرب النسيج الداخلي باءت بالفشل قال الدكتور حسن السيد أستاذ القانون، مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية بجامعة قطر، إن استقرار هذه المنطقة وقوتها وتجنيبها الأزمات السياسية يكمن في الانتقال من دولة المؤسسة الواحدة إلى دولة المؤسسات، ومن قانون الحاكم إلى حكم القانون. لقد كشفت هذه الأزمة أن شعب قطر في غاية النضج وأن محاولات دول الحصار في ضرب النسيج الداخلي واختراقه لتغيير النظام باءت بالفشل، واستشهد هنا بخطاب صاحب السمو واعتزازه بشعبه إذ قال: «لقد صمد هذا الشعب في ظروف الحصار ورفض الإملاءات بعزة وكبرياء وأصر على استقلالية قرار قطر السيادية وعزز وحدته وتضامنه وحافظ على رفعة أخلاقه ورقيه رغم شراسة الحملة الموجهة ضده وضد بلده». إن قطر مؤهلة لأن تخطو خطوات نحو المشاركة الشعبية، فهي الأولى في التعليم عربياً ودستورها الذي وافق عليه شعبها وارتضاه ينصّ على آليات المشاركة الشعبية من خلال مجلس منتخب وإعلام حر ومساواة بين المواطنين في الحقوق والحريات العامة ويدعم استقلال القضاء وحق الطعن بالقوانين الصادرة من مجلس الشورى واللوائح الصادرة من الحكومة عند مُخالفتها للدستور. د. عبدالله المناعي: قطر واجهت آثار الحصار الغادر بحكمة أكّد الدكتور عبد الله بن سالم المناعي أستاذ تكنولوجيا التعليم، أن قطر واجهت آثار الحصار الغادر بحكمة وليس بطريقة الفعل وردة الفعل، حيث أوضحت قطر وجهة نظرها لأقطاب العالم كافة بالبراهين وفتحت المجال للحوار ونادت به ومازالت تنادى به في ضوء احترام السيادة لكل دولة. وقال: الحصار استدعى أصحاب القرار بالتفكير والبدء أولاً بالاعتماد على النفس وفتح المجال للمؤسّسات والأفراد للتنمية المحلية والاكتفاء الذاتي، خاصة في إنتاج المواد الغذائية وغيرها. وأضاف: كذلك من الدروس المستفادة من الحصار أن قطر انفتحت على عدّة جهات للتعامل معها وتوفر المستلزمات التي تهمّ المواطن والمقيم والتنوع فيها في حياته اليومية وبسرعة قياسية. وقال : كذلك من مميزات الحصار أظهر تكاتف شعب قطر من مواطنين ومقيمين وولاءهم لقطر وقيادتها. وظهرت الأخلاق والصفات الحميدة للشعب القطري بالابتعاد عن كل ما يسيء إلى شعوب المنطقة وحكامها وهذا من نبل أهل قطر. لذلك يجب التفكير بجدية وليس لفترة آنية في توفير مصادر الاكتفاء الذاتي من منتجات بكل أنواعها ودعم الدولة لها وتوفير البدائل في السوق المحلي ومراقبة الأسعار حتى لا يُستغلّ الوضع من بعض التجار. د. أحمد الساعي: وقـائــع إفشــال مخطـطـات الغـــدر قال د. أحمد جاسم الساعي، كلية التربية - جامعة قطر: بعد الصدمة التي تلقتها قطر من بعض شقيقاتها الخليجيات (السعودية والإمارات والبحرين) فيما يتعلق بحصار دولة قطر، ومنع دخول المواد الغذائية من الحدود البرية السعودية إلى قطر، لم يكن أمام قطر إلا أن تتصرف بشكل سريع وبحكمة بالغة لإفشال هذا الحصار، إذ إنها قامت وبكل ذكاء باتصالاتها الخارجية لتأمين كل متطلبات المجتمع من مواد غذائية ودوائية وغيرها من المواد الاستهلاكية الآدمية من الدول المجاورة مثل تركيا وإيران. وأضاف: بسرعة البرق استجابت تركيا أولاً، وملأت الأسواق القطرية بكل مستلزماتها الاستهلاكية، ما أحرج دول الحصار، ووضعها في حيرة من أمرهم، فلم يصدقوا ولم يدركوا حكمة قطر وقدرتها على إدارة الأزمة من بدايتها. وهذا بدوره دفع إعلام دول الحصار إلى التخبط وتزييف الحقائق، والكذب والخداع وتضليل الرأي العام لديهم، وإيهامه بعدم الاستقرار في قطر. فقطر أدارت الأزمة بكل حكمة وحنكة وذكاء، وردت الصاع صاعين على دول الحصار، إذ إنها تحركت دبلوماسياً، وعرفت العالم بما حدث، وكشفت زيف هذه الدول، وعرت موقفهم من الحصار الجائر غير المبرر، وغير المقنع لرؤساء وزعماء دول العالم الحر. وقال: يلاحظ في رد قطر الدبلوماسي أنه كان متزناً هادئاً من خلال وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ولم تلجأ للسب والتجريح، وبعدت عن أسلوب الشكوى والتذلل، بل عرضت أزمتها بكرامة وثقة وشموخ. وأضاف: وقد ظهر ذلك في كلمة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في فعاليات الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأخيرة في مدينة نيويورك الأمريكية. كما ظهر ذلك في مقابلة الأمير مع المذيع الذائع الصيت «شارلي روز» في برنامج 60 Minutes، عبر قناة السي بي إس CBS، حيث بدا شامخاً واثقاً ومتزناً، يجيب عن أسئلة المذيع بثقة وقوة وتحدٍ، حيث استطاع بكل بساطة توصيل رسالته للداخل والخارج بموقف قطر ورغبة قطر في إنهاء الأزمة مع شقيقاتها الخليجيات دون المساس بالسيادة الوطنية للدولة، وبذلك فقد حفظ كرامة وطنه وشعبه دون أن يتعرض لدول الحصار بأي إساءة من قريب أو بعيد. فقد ظهرت قطر قوية، وستظل قوية، ومستفيدة من هذه الأزمة مستقبلاً. ويمكن الاستفادة من الأزمة بتوحيد الصف، وما شهده العالم، والقاصي والداني من هبة شعبية، ولحمة وطنية بين القاعدة والقمة. كما يمكن الاستفادة من الأزمة في غرس الوطنية وحب الوطن عند أبناء الشعب القطري، وشعورهم بالانتماء إلى الوطن. د. رجب الإسماعيل: طفرة في الإنتاج الصناعي قال الدكتور رجب الإسماعيل أستاذ الاقتصاد ومدير برنامج التعليم المستمر: لم نتوقع أن تصمد قطر في الحصار بهذه الطريقة والديناميكية مشيداً بالمبادرات التي أطلقت بسرعة وقوة من قبل القطاع الحكومي والذي قابلها التفاف شعبي لم يشهد مثيله في التاريخ الحديث، لافتاً أن الحصار الجائر جاء من دون أي مقدمات لإرهاب وتدمير البلاد والاقتصاد والشعب القطري والمقيمين فأحدث هزة قوية للجميع. وأضاف: إن مقولة رب ضارة نافعة ، دفعت عجلة الحركة الاقتصادية لتدور بشكل أسرع، وتشهد البلاد تدشين المنتجات الصناعية الوطنية وتزيد من توجه الاستثمار المحلي إضافة إلى زيادة في المشروعات التي تحمل علامة منتج قطري وصنع في قطر، واليوم، المسؤولون يتحدثون عن الاكتفاء الذاتي بالغذاء من خلال تنشيط وتوسيع العمل في المزارع ووضع رؤى وإستراتيجيات للعمل الاقتصادي بالدولة تعتمد على الذات وعلى الكوادر الوطنية من أهل قطر والمقيمين لتحقيق استقلالية سياسية وغذائية . ونوّه د. الإسماعيل بالإقامة الدائمة لأصحاب الكفاءات والتفكير بسرعة في إنجاز مشاريع مونديال 2022، مُشيراً أنه خلال 6 أشهر ستجهز الكثير من المشاريع والمنشآت الرياضية، معتبراً أن الجانب الوحيد الذي تضرر من الحصار بقوة هو ما يتعلق بالقضايا الاجتماعية مما أثر على الأسر والأشقاء والأبناء والأزواج ولكن بقية النواحي والحمد لله بألف خير وكلنا نتفاءل بكلمة صاحب السمو، وشعار اليوم الوطني «أبشروا بالخير والعز»، نأمل أن يعود الرشد للأشقاء ونتجاوز هذه المرحلة الصعبة. د. لطيفة المغيصيب: إعادة اكتشاف القدرات البشرية والإمكانيات المادية قالت الدكتورة لطيفة المغيصيب الأستاذة بجامعة قطر، بالرغم من الأضرار التي سببها الحصار إلا أنه كان سبباً أيضاً لاكتشاف القدرات البشرية والإمكانيات المادية التي تتمتع بها قطر ولله الحمد كما أنه كشف عن مدى تلاحم الشعب والمقيمين مع القيادة. وأشارت أن الحصار ولّد خططاً وإستراتيجيات في كافة المجالات تدعم الاكتفاء الذاتي وتنشط الدخل المحلي وتهتم ببناء الإنسان قبل بناء البنيان. وقالت: فالإنسان المنتج المبدع المتقن التقي يكون من خلال التنشئة السليمة، فلابد من تفعيل الشراكة المجتمعية لينبت جيل قوي أمين يتحلى بمكارم الأخلاق التي بُعث من أجلها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. جيل مبادر ويتقن عمله- إذا عمل أحدكم عملاً فليتقنه-،لابد من تجويد التعليم وبحث أهم الطرق والوسائل التي تجذب الطالب. ودعت إلى فتح تخصصات جديدة في مجال الزراعة والصناعة والتجارة واستصلاح الأراضي لزراعتها وتمكين أبناء القطريات من الجنسية، وكذلك المقيمون الذين تعدوا٢٠ سنة أو الذين لديهم إنجازات مبهرة. د. يوسف الصديقي: الأزمة جعلت قطر أكثر قوة وثباتاً أكد الدكتور يوسف الصديقي عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر أن من الإيجابيات التي استخلصت من مسألة الحصار الجائر على دولة قطر، أن الدولة حددت نقاط القوة لديها ونقاط الضعف، وبدأت في تقوية نقاط القوة لتصبح أشد قوة وثباتاً، أما فيما يتعلق بنقاط الضعف فوقفت عليها بعيون فاحصة ومدققة ، وأخذت في مدة قصيرة معالجة هذه النقاط خاصة فيما يتعلق بمسألة الأغذية والأدوية، وبدأ التركيز حالياً على الصناعات الغذائية الكبيرة والصغيرة، وهذا سيعطي دفعة لاقتصادها لكي تكتفي ذاتياً وتصدر الفائض عن حاجياتها إلى الخارج. وأضاف: وفي الوقت ذاته استطاعت الدولة بإداراتها ومؤسساتها ولجانها أن تتغلب على الإشكاليات وعلى النواقص خلال أسبوع وأسبوعين، ما ساعد على سرعة تجاوزها لجوانب النقص لديها، مؤكداً أن افتتاح ميناء حمد الكبير الذي يُعد في حقيقة أمره الشريان الحيوي الاقتصادي للدولة، جاء يقيناً من الدولة بأنها ستركز على هذا الشريان في الحاضر والمستقبل وستقوم بإكماله بالسرعة المطلوبة. د. عبدالحكيم الخليفي: الأزمة أظهرت للعالم صلابة القطريين قال الدكتور عبدالحكيم الخليفي الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية: رب ضارة نافعة، هذا المثل ينطبق بالفعل على ما تمر به دولتنا الحبيبة قطر من أزمة، وهي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. وربما كان من محاسن هذه الأزمة أن أظهرت للعالم مدى صلابة القطريين، وما يكنونه من حب وولاء لولي أمرهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكان لافتاً للجميع هذا الالتفاف الكبير حوله وهو ما أبطل مفعول الأزمة منذ لحظتها الأولى. وهو بالتأكيد كان، بعد عون الله تعالى وتوفيقه، أبرز عوامل قوتنا التي كشفتها هذه الأزمة، وهو ما ينبغي أن يستمر ويتأكد حتى تجتازها بلادنا الحبيبة مرفوعة الرأس شامخة الجبين. وهذا التلاحم بين الشعب والقائد ينبغي أن يستثمر خير استثمار لمستقبل بلادنا بعد الحصار. د. عبدالحكيم السعدي: الشعب القطري أظهر قوته وصموده في وجه الحصار قال الشيخ الدكتور عبدالحكيم عبدالرحمن السعدي- كلية الشريعة :الشعب القطري ابتلي بمحنة الحصار من أقرب الناس إليه رحماً وجيرة وديناً ليس لذنب اقترفه وإنما هي العنجهية وحب التسلط وإذلال الغير من قبل من حاصروه من ذوي القربى. وقد أثبت الشعب القطري أصالته وقوة إيمانه ورباطة جأشه حين واجه هذه المحنة وهذا الظلم من أقرب الناس إليه بالصبر والقوة والالتفاف حول قيادته التي ما فتئت تدافع عنه وتدافع عن عزته وكرامته لم تلن لها قناة ولم ينكسر لها سيف ولم تعط الدنية في الحق وأبت أن يكون للظلم منفذ إلى حكمتها التي كانت سمتها قولاً وعملاً فلم تتهور كما تهوروا ولم ينفلت زمام الأخلاق عندها كما انفلت عند خصومها فكسبت في ذلك رضى الله تعالى أولاً ثم رضى شعبها ثانياً. بعد مرور 5 أشهر.. أعضاء الشورى لـ الراية : قطـر انتصرت علـى تداعيـات الحصـار إقبال على المنتجات الوطنية والسوق المحلي متعاف الأزمة عززت اللحمة الوطنية في وجه شائعات إعلام الحصار واثقون من عدالة قضيتنا ومتمسكون بوجهة نظر القيادة الرشيدة الشعب على قلب رجل واحد رافضاً المساس بسيادة البلاد كتبت- منال عباس: أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى أن قطر انتصرت وحاصرت دول الحصار بعد مرور 5 أشهر على الحصار الظالم الذي فرضته تلك الدول على قطر، لافتين إلى أن الأزمة عززت روح التحدي والعزيمة والفداء للوطن وكرست اللحمة الوطنية في وجه شائعات إعلام الحصار وأن الشعب على قلب رجل واحد رافضاً المساس بسيادة البلاد، مبدين ثقتهم بعدالة قضيتنا وتمسكهم بوجهة نظر القيادة الرشيدة. وقال هؤلاء في تصريحات لـ الراية أن الحصار الجائر عزز من الإقبال على المنتجات الوطنية التي بدأت تباشيرها في السوق مع بدء موسم الإنتاج الزراعي، كما أن تلك المنتجات تباع بأسعار مقبولة والسوق المحلي متعاف، خاصة بعدما تم توفير أسواق جديدة لتأمين احتياجات البلاد بجودة أعلى وأسعار أقل، هذا بالإضافة إلى دعم الإنتاج المحلي وتشجيعه والتسويق له داخل وخارج قطر. وعدد أعضاء مجلس الشورى حزمة من المكتسبات والدروس المستفادة والإيجابيات التي ظهرت جلياً على المستوى المحلي والخارجي بعد مرور 5 أشهر على الحصار، والتي جاء في مقدمتها تلاحم والتفاف الشعب حول القيادة، والتوجه الجاد نحو الإنتاج المحلي وصولاً للاكتفاء الذاتي وتوفير المنتجات المحلية بشكل واضح، مؤكدين أن قطر انتصرت على الحصار، وحظيت بثقة كبيرة من قبل المجتمع الدولي، حيث عززت هذه الأزمة من مكانتها الدولية، بما حققته من مواقف مشرفة وسلوكيات شعبها التي عكست الأصالة والرقي، والتمسك بالقيم والمبادئ التي حرصت دولة قطر على ترسيخها وتعزيزها لسنوات مضت. عيسى الكواري: خطوات متسارعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي أكد عيسى الكواري نائب رئيس مجلس الشورى على أهمية المرحلة التي تمر بها دولة قطر، وقال: لابد من النظر لهذه الأزمة من المنظور الإيجابي المحلي والخارجي، وعدد الكواري في حديث لـ الراية حزمة من الدروس المستفادة من هذه الأزمة التي أكملت 150 يوماً، لافتاً إلى أن حركة التنمية المحلية التي انطلقت متسارعة نحو الإنتاج المحلي الزراعي والصناعي وسط تسهيلات وإجراءات مرنة وفرتها الدولة لجذب المواطن نحو القطاع الزراعي والصناعي وتشجيع حركة الاستثمار بما يكفي حاجة البلاد دون النظر إلى دول أخرى، منوهاً بدعم الحكومة للقطاع الزراعي والصناعي والخدماتي وكل ما من شأنه ما يوفر الراحة والعيش الكريم لفئات المجتمع القطري بكل أطيافه، وأضاف أن الإيجابيات كثيرة التي رصدت خلال الفترة الماضية والتي من بينها أن الشعب القطري أصبح معتمداً على نفسه في كثير من الأمور، متوجهاً بفخر شديد نحو المنتجات الوطنية التي تشكل وفرة كبيرة الآن، وبأسعار معقولة وسيطرت على السوق المحلي بشكل لافت للنظر، وأكد أن السوق المحلي متعاف تماماً. وأعرب الكواري عن فخره واعتزازه الكبير بالشعب القطري الذي استطاع أن يهزم الحصار بصموده والتفافه خلف القيادة الرشيدة على قلب رجل واحد رافضين المساس بسيادة البلاد واستقلالها، وحرية القرار الوطني، وهو ما حظي باحترام وتقدير العالم أجمع لهذا التلاحم الوطني الرائع بين الشعب والقيادة، وأضاف موضحا أن إيجابيات الأزمة ظهرت أيضا على المستوى الاجتماعي والترابط والتلاحم في مواجهة آثار الحصار والاصطفاف والتلاحم الوطني حول هدف واحد هو الوطن وعدم الالتفاف للشائعات والأكاذيب والفبركات التي يروجها إعلام دول الحصار، وقد ظهر ذلك جلياً بما يعكس وعي المواطن القطري. وأكد أن الشعب القطري لم يتأثر بوجود أي أضرار أو فوارق من جراء الحصار، وذلك بعد أن قامت حكومة دولة قطر بسياستها الحكيمة بتوفير جميع احتياجات الشعب من مواطنين ومقيمين. إبراهيم النصر: الحصار كشف أصالة الشعب القطري قال السيد إبراهيم النصر عضو مجلس الشورى، إن الحصار كشف معادن الرجال، وأصالة الشعب القطري كما أنه حقق ميزة اقتصادية جديدة تمثلت في الانفتاح الاقتصادي على العالم، وتنوع مصادر الاستيراد من خلال فتح منافذ وأسواق جديدة لتوفير احتياجات البلاد بجودة أعلى وأسعار أقل، وشدد النصر في حديث لـ الراية على أن هذه الأزمة ساهمت بشكل كبير في تغيير توجهات أفراد المجتمع فيما يتعلق بالاستثمار، وأكد أن الأزمة التي تمر بها البلاد بسبب عداء غير مقبول من دول الحصار - لم تؤثر إطلاقاً على الحركة التجارية، بل زادت انتعاشاً وتشجيعاً الأمر الذي سيحقق بلا شك الأهداف الاستراتيجية المتمثلة بالنهوض بمختلف القطاعات الزراعية والصناعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بل والتصدير للخارج وفق رؤية مدروسة وممنهجة. وأضاف أن دولة قطر لم تخسر شيئاً بل أن هذه الأزمة عززت من مكانتها الدولية، بما حققته من مواقف مشرفة وسلوكيات شعبها التي عكست الأصالة والرقي، والتمسك بالقيم والمبادئ التي حرصت دولة قطر على ترسيخها وتعزيزها لسنوات مضت وبالتالي كان لقطر أن تحصد الآن ما زرعته في نفوس شعبها من هذه القيم حيث الولاء والالتفاف نحو القيادة في محبة صادقة عبر عنها الصغير قبل الكبير، وأصبح الكل يعمل من أجل وحدة الصف والكلمة، ولفت النصر إلى الانتعاش الكبير الذي شهده السوق القطري من منتجات محلية وأخرى خارجية من بلاد شقيقة تسارعت دون تردد في رغبة صادقة لتوريد كل ما تحتاجه قطر من غذاء ودواء ومواد بناء وغيرها من الاحتياجات. مقبل الهتمي: قطر كسبت ثقة المجتمع الدولي أكد مقبل علي الهتمي عضو مجلس الشورى على المكتسبات التي حققتها دولة قطر منذ بداية الحصار، وقال إن أهم ما فيها التفاف الشعب حول القيادة الرشيدة اعترافاً بتفاني سمو أمير البلاد المفدى وسعيه المستمر ومبادراته لمعالجة الأمور بالحكمة، وحرص سموه على الحفاظ على سيادة الدولة وكرامة شعبها. وقال إن الدلائل والبراهين أثبتت أن الحصار باطل باعتبار أن ما بني على باطل فهو باطل، وشدد الهتمي في حديث لـ الراية على أن الظروف التي تمر بها دولة قطر زادتها قوة وصلابة وأعطت دفعة معنوية كبيرة وثقة في قدرات وتصميم قيادتها وشعبها، منوهاً بأن الشعب الذي استطاع الصمود 5 أشهر قادر على المزيد من الصمود، طالما أن قطر مدت أيديها وسعت لإنهاء الخلاف ولم تجد التجاوب من دول الحصار. ولفت مقبل الهتمي إلى أن مكتسبات قطر لم تنحصر على الصعيد المحلي فقط بل حظيت بثقة كبيرة من قبل المجتمع الدولي، ووقوف الدول العظمى مع قطر مقابل وقوف جزر مجهولة وحكومات غير معترف بها مع دول الحصار، مما عزز موقف قطر وأثبت أنها على حق، وقال الهتمي: نحن كشعب واثقون من عدالة قضيتنا، ومتمسكون بوجهة نظر قيادتنا، ومتطلعون للانفراج قريباً، ونأمل في أن يستجيب مجلس التعاون الخليجي إلى منطق العقل. وأضاف: إن العملية أصبحت واضحة للقاصي والداني، حيث إن الأسباب التي أعلن عنها والتي أدت إلى الحصار لا تمثل الحقائق، بل هناك أسباب خفية تكشفت لاحقاً للعالم أجمع. ونوه الهتمي بأن الدليل على عدالة موقف قطر هو عدم وجود أي مظاهر أو مؤشرات أثرت على الاقتصاد المحلي، حيث لا ظواهر اجتماعية، ولا توجد حالات الطوارئ أو توتر أو إربكاك في المنتجات الاستهلاكية وغيرها من الظواهر بل على العكس فقد سعت الدولة لتوفير كل ما من شأنه أن يسهم في سير الحياة بصورة طبيعية ومعنويات عالية وإيمان بأنه يوم ما سينتهي الخلاف ويعود الأشقاء إلى البيت الواحد، مع ضرورة أن تتعلم جميع الأطراف من هذا الدرس غير المسبوق. د. أحمد عبيدان: قطر الأقوى ودول الحصار غارقة في العشوائية قال د. أحمد عبيدان عضو مجلس الشورى إن العشوائية وتخبط قرارات دول الحصار أدخلتها في مأزق يصعب الخروج منه، أو إيجاد مبررات مقنعة لهم وقد بدأت هذه الدول منذ بداية الأزمة ضعيفة مهزوزة واستمرت على هذا الحال إلى الآن، فيما استطاعت قطر بما تملكه من قوة قرار على التعامل مع الموقف بصورة واضحة وثابتة في الوقت الذي أبدت فيه رغبتها على الحوار بما لا يسمح في التدخل في شؤونها وسيادتها. ولفت إلى أن قطر حاصرت دول الحصار بصمودها ومواقفها الشجاعة، وقوة قرارها ومساندة شعبها للقيادة والانتماء والولاء للوطن في ظل حكومة بذلت جهوداً كبيرة لاحتواء الأزمة والتعايش معها دون تأثير سلبي على سير حياة أفراد المجتمع، مؤكداً أن التجربة التي امتدت لخمسة أشهر أثبتت أن قطر قوية بقيادتها وشعبها الصامد، وقد شهد العالم أن قطر تسير في ركب الدول العظمى القوية بإرادتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقال: لن تستطيع أي جهة أن تؤثر على قطر وتغير من مبادئها وسلوكها الراقي المتوازن الذي ألجم دول الحصار. وعن الإيجابيات التي صاحبت المرحلة، قال: تتمثل في تطوير الفكر والنهج، والنظرة الإيجابية والقدرة على تقييم المواقف ووضعها في قالبها الصحيح، ونوه إلى أن المواطن البسيط بما يملكه اليوم من معلومات يتم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح يملك القدرة على التحليل والمتابعة والرد المنطقي، فضلاً عن تعزيز وظهور روح التحدي والعزيمة والفداء للوطن وللقيادة، والتمكين من القوة المعنوية في مواجهة أي تحديات قادمة، والتوجه نحو العمل بقوة من أجل دعم الإنتاج المحلي وتشجيعه والتسويق له داخل وخارج قطر، ولفت إلى الجهود التي بدأت لتحقيق الأمن الغذائي وعلى سبيل المثال فقد عملت المزارع على مضاعفة إنتاجها بعد الحصار في ظل وجود مساحات كبيرة من الأراضي وفي ظل وجود مياه، وتسهيلات مما سيزيد الإنتاج الزراعي بالمستقبل.
مشاركة :