أطلق عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي والمدونين الشباب في موريتانيا حملة الكترونية لمحاربة الغلو والتطرف وخطاب الكراهية في أول نشاط شعبي من نوعه بالبلاد يهدف إلى تسليط الضوء على الظاهرة التي بات انتشارها يؤرق الدول والحكومات والشعوب على السواء. يقول المعلوم ولد أوبك، مدير حملة "ماني متطرف"، إن الحملة تهدف إلى ترويج رسالة قبول الآخر عن طريق توظيف فضاءات التواصل الاجتماعي لنشر قيم الاعتدال والتسامح والحوار وتقبل النقد والاختلاف في الآراء، ونبذ نشر الآراء السيئة التي تضر بكثير من الأشخاص الذين يعبرون عن آرائهم بشكل حر، ضماناً لمجتمع آمن متماسك ومتسامح يضمن الكرامة الإنسانيّة للجميع . أقوال جاهزة شاركغرد#ماني_مطرف مكافحة الأفكار المتطرفة تكون ممكنة حين يكون لدى الناس حرية مواجهتها. شاركغردقوة حملة "ماني متطرف" تكمن في سيرها عكس السير من الواقع إلى العالم الافتراضي في وقت انتشر التطرف بكافة أشكاله في مساحات التواصل الاجتماعي. ويضيف ولد أوبك لرصيف22 أن الحملة تهدف إلى بناء شبكة من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي بموريتانيا تدعم استخدامها لنشر ثقافة تقبل الآخر وثقافة الحوار الجاد والبناء، مشدداً على أن قوة حملة "ماني متطرف" تكمن في سيرها عكس السير من الواقع إلى العالم الافتراضي في وقت انتشر التطرف بكافة أشكاله في مساحات التواصل الاجتماعي. ويشدد ولد أوبك على أن الشباب الموريتاني إما أن يعي خطورة ما تعيشه فضاءات التواصل الاجتماعي ويتحرك، وإما أن يترك الفضاء على ما هو عليه من تطرف يتمدد مع الوعي بما هو قائم وخطورته على المستقبل واحتمالاته غير المحتملة على حياة المجتمع في الأفقين القريب والبعيد. وتشكل جدلية الوسطية والاعتدال في الإسلام وسبل محاربة التطرف والغلو الديني أبرز اهتمامات الحكومة الموريتانية في الوقت الراهن، وسط اهتمام متزايد بتجربة الحوار مع الغلاة التي لاقت نجاحاً كبيراً بعد تجربتها مع عدد من الشباب السجناء المحسوبين على تنظيمات إرهابية، ما جعل الجهات الأمنية تضع الحوار ضمن أولوياتها لاجتثاث التطرف والغلو. أكمل القراءة وتدعم الحكومة الموريتانية توجه المدونين ونشطاء التواصل الاجتماعي للوقوف في وجه تمدد خطاب الغلو والانحراف والتطرف الذي بات خطراً لأن وسائل التواصل الاجتماعي تزخر به، في ظل مخاوف رسمية من جعل هذه الوسائل منابر لنشر ثقافة العنف والتطرف والكراهية، وهذا ما جعلها تصطف مع دعاة محاربة التطرف أينما وجدوا. أما المنسقة العامة للحملة خديجة بنت سيدينا فترى أن التطرف الفكري ظاهرة أصبحت تؤرق العالم، وأن الشباب هم الضحية الأبرز لهذا النوع من التطرف. لذا جاءت حملة "ماني متطرف"، استجابة لنداء العقل وروح الإنسانية وترسيخاً لمفهوم الوسطية ونبذ الغلو والتطرف وتقبل الآخر أياً يكن لونه وجنسه وعنصره. وأشارت بنت سيدينا إلى أن الحملة محاولة جادة للعودة بالمجتمع بشكل عام وبالشباب على وجه الخصوص إلى النهج الذي بنيت عليه الحضارة عبر القرون والمرتكز على رؤية إنسانية جامعة تنظر إلى الآخر باعتباره أخاً في الدين أو صاحب ذمة مكفول الحقوق. وقالت بنت سيدينا لرصيف22 إن محاربة التطرف تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية والتعليمية والإعلامية وقادة الرأي والنخب. وتعد موريتانيا ضمن دول الساحل الخمس (موريتانيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو وتشاد)، التي تعاني من شبح الإرهاب وتهديد الحركات الجهادية التي تتخذ من منطقة شمال مالي مكاناً لها، حيث تقوم بمواجهة مفتوحة مع هذه الدول الإفريقية، إضافة إلى استهدافها لمصالح غربية في المنطقة. وكانت موريتانيا قد اعتمدت إستراتيجية الحوار مع الغلاة بعد تنظيم حوار مع مجموعة من سجناء التيار الإسلامي وإقناع عدد منهم بالرجوع عن الغلو والتطرف. اقرأ أيضاًموريتانيا، الشياطين والضرب"ضيعتونا ضيعتونا... اعطونا قانون يحمينا" ... ضحايا التحرش في موريتانياشرط "لا سابقة ولا لاحقة" وجدل تعدد الزوجات في موريتانيا"لعب الدبوس" في موريتانيا... رقصة ارتبطت بالعبودية وتشبه المبارزة عند العرب كلمات مفتاحية التطرف العمل الاجتماعي التعليقات
مشاركة :