إنها الكويت... وكفى!

  • 6/5/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

هناك دول صغيرة ولكن لا يتسع لها المكان... لها نفوذ حول العالم أكبر بكثير من حجمها. لديها أدوار مختلفة والجميع يقبل بوساطتها، ولا يستطيع أحد على السيطرة على قرارها. تتميز بالحكمة والاتزان وعدم صنع الأزمات... بعيدة كل البعد عن التآمر على الآخرين، إنها الكويت... وكفى. تاريخ الكويت لم يكن حافلا بالورود دوما، فهناك العديد من المصاعب التي مرت بها وعلى مختلف العصور، ولكنها السياسة الخارجية الحصيفة المتزنة والمتوازنة هي التي صنعت وأحدثت الفارق، وعبرت بالكويت إلى بر الأمان منذ أكثر من 350 عاماً. نعم في المصائب والمحن والأزمات، الكل يبحث ويتحدث عن الكويت. إنه الصوت العربي الذي يتحدث بكل صراحة عن المظلومين... تحركت بكل صراحة ووضوح وتحت الشمس لمناصرة القضية الفلسطينية، ونجد كيف تحرك الشعب الكويتي والمجتمع المدني لنصرة هذه القضية العادلة. إنه الشموخ والوضوح في زمن الانكسار والتنازل عن المقدسات، وموقف الكويت في مجلس الأمن لإدانة الكيان الصهوني المحتل موقف أصيل يدل على الثبات، وكل الشعوب العربية أشادت به وتجد علم الكويت خفاقاً في الميادين كافة. الفرصة وحدها لا تكفي لصنع المواقف، فلا بد من وجود النوايا الصادقة المخلصة، لذلك نجحت الكويت عبر تاريخها بالقيام بدور الوساطات الإقليمية، وذلك لأن سياستها الخارجية تعتمد على التوازن والحياد بن الأطراف المتنازعة، وأهم صفة للنجاح في دور الوساطة هو الوقوف على مسافة واحدة من الأطراف المتنازعة، وبعد الاستقلال كانت الكويت على علاقة مميزة بين أقطاب العالم أميركا وروسيا. ويجب ألا نغفل عن دور الصندوق الكويتي للتنمية، حيث قام بدور بارز في تقديم المساعدات لمختلف الدول حول العالم وحقق أهداف سياسة الكويت الخارجية. ومن نافلة القول ان العمل الانساني ساهم مساهمة فعالة في رفع اسم الكويت، وجعلها في مصاف الدول التي تقدم المساعدات حول العالم. وأهل الكويت جبلوا على فعل الخير والبر والإحسان من قديم الزمان، وفي عهد الشيخ جابر الأول بن عبدالله حاكم الكويت من عام 1814 إلى 1859، والذي اشتهر بجابر العيش حيث كان يساعد الفقراء والمحتاجين. ولا ننسى وقفية الشيخ محمد بن عبدالرحمن العدساني سنة 1783 والتي كانت خير شاهد على أن العمل الخيري ومساعدة الفقراء والمحتاجين مترسخة ومتجذرة في قلوب ووجدان الكويتيين. وفي العصر الحديث، دور بيت الزكاة الكويتي والجمعيات الكويتية، مثل جمعية الاصلاح الاجتماعي والنجاة واحياء التراث والعون المباشر والسلام وصفا وغيرها الكثير، إضافة إلى اللجنة الشعبية لجمع التبرعات التي أُسست العام 1945 بمبادرة أهل الخير من مجموعة من تجار الكويت الأفاضل. وهذه المؤسسات تبرز الوجه الحضاري للكويت لما تقدمه من خدمات جليلة من مساعدة المعوزين والمحتاجين وصناعة الابتسامة على وجوههم. إنها الكويت... وكفى، التي لا تدخل في معارك هامشية تشغلها عن الحياة الحقيقية. وصدق د. غازي القصيبي عندما قال: «ستدرك في وقت متأخر من الحياة، أن مُعظم المعارك التي خضتها لم تكن سوى أحداث هامشية أشغلتك عن حياتك الحقيقية».‏ akandary@gmail.com

مشاركة :