لم نصدق مدرب المنتخب العُماني فيربيك، حينما قال إنه واثق من الصعود بنسبة 100 بالمائة، فقد مني «الأحمر» بهزيمتين، مع أن نقطة واحدة كانت ستبدو منصفة بعد المستوى المتكافئ مع خصميه في المجموعة: الياباني وقبله الأوزبكي. وكانت الدقائق الأخيرة أمام أوزبكستان قاتلة للفرحة العُمانية، مع هدف مباغت بسبب انكشاف الدفاع مع الرغبة الحمراء الكاسحة للاستفادة من السيطرة، وخطف النقاط الثلاث كاملة، فيما تدخل الحكم الماليزي ليحرم «الأحمر» من نقطة قابلة للصمود، لو أنه أنصف المنتخب العُماني في ركلة جزاء واحدة على الأقل في لقاء اليابان. لكن الثواني الأخيرة في المباراة الأخيرة أمام التركمان أشعلت المدرجات الحمراء، وقد وثقت تلك الجماهير التي قطعت المسافات براً بقدرة منتخبها على تحقيق الأمنية المحسوبة لهذا الجيل، بطل الخليج، الصعود للدور التالي في الكأس الآسيوية للمرة الأولى بعد محاولات سابقة.. وبطريقة دراماتيكية مدهشة جعلت من ثقة المدرب بالصعود متحققة في الثواني الأخيرة، وكان المهاجمون على الموعد، أحرزوا الهدفين المطلوبين في دقائق معدودة. وقد دعوت أن يجعلنا الله خير الثوالث، حينما وقف المدعو بالحظ ضدنا بالمرصاد.. ولم يقف معنا التوفيق في مواجهتين فعوضنا الحظ والتوفيق، بوقفة حقيقية في الثالثة «الثابتة»، وهكذا وجدنا أنفسنا في دور الـ16، بعد أن بلغنا حافة مرحلة اليأس، وكاد أن يتبدد الأمل، في وقت كانت الثواني فيه تركض نحو نهايات لا أمل فيها.. لكن كرة راوغت كل الحواجز التي منعتها كثيراً من ولوج المرمى.. وهزته بثبات هذه المرة. المفارقة أن «الأحمر» في مناسبات عديدة كانت عقدته الدقائق الأخيرة، فيصيب جمهوره بالتعاسة، حينما لم يصمد حتى الرمق الأخير.. وربما للمرة الأولى تأتي فرحتنا في الدقيقة الأخيرة. المهم أننا صعدنا.. إنما الأهم هو القادم، لأن عقاب من يصعد ثالثاً عليه مواجهة الكبار المتحصنين بالصدارة، فإما أن يدللوا على قدرتهم واستحقاقهم للصعود بنتيجة إيجابية أو العقوبة بهزيمة ربما تكون ثقيلة، وفي هذه الأدوار فإن الفرق القوية لا ترحم، فلا مجال للتعويض.. الفوز أو المغادرة.. فكيف بمن جاء لكسب البطولة يضيع الفرصة أمام فريق حل ثالثاً في مجموعته!. «الأحمر» العُماني سيقابل الإيراني، وعلى الورق فإن النتيجة سترتدي اللون «الأبيض» لفوارق الإمكانات والخبرة «وطول النفس» في هكذا بطولات، فريق قوي لم يصل بحسابات الثوالث، بل بقدرته الكبيرة على جمع النقاط.. ومع ذلك فأنا متفائل.
مشاركة :